أدت الهجمات المتكررة التي شنتها قوات الدعم السريع على مناطق الجموعية في الريف الجنوبي لأم درمان إلى نزوح جماعي للسكان، حيث استمرت هذه الهجمات لمدة تقارب الشهر.
وقد أسفرت هذه الاعتداءات عن مقتل أكثر من 170 شخصًا وإصابة المئات، مما زاد من تفاقم الأوضاع الإنسانية في المنطقة.
تعرضت القرى في الريف الجنوبي لأم درمان لاعتداءات وصفت بأنها انتقامية من قبل قوات الدعم السريع التي انسحبت من الخرطوم في 27 مارس 2025.
وفي هذا السياق، أكد الناطق الرسمي باسم الجموعية، سيف الدين أحمد الشريف، أن المنطقة أصبحت خالية تمامًا من السكان، حيث قام الشباب بإجلاء العائلات إلى مناطق أكثر أمانًا بسبب تصاعد الهجمات على المدنيين.
وأشار الشريف إلى أن الوضع الإنساني في المنطقة بات كارثيًا، حيث لم تلقَ المناشدات التي أطلقها المواطنون لإنقاذهم من الإبادة الجماعية التي تمارسها قوات الدعم السريع أي استجابة. وأكد على أن حقوق مواطني الجموعية لن تضيع سدى، وأنهم سيعملون على محاسبة المسؤولين عن القتل والنهب والتهجير القسري الذي تعرضوا له.
تتواصل الأوضاع العسكرية والإنسانية في السودان بشكل متسارع، حيث تعاني العديد من المناطق من النزاع المستمر بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
في هذا السياق، نسلط الضوء على التطورات الأخيرة في مدينتي الفاشر وأم درمان.
شهدت مدينة أم درمان تجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث وقعت الاشتباكات في المحور الجنوبي الغربي والمحور الغربي. وبحسب المصادر العسكرية، فإن قوات الدفاع السريع حاولت شن هجوم على دفاعات الجيش، لكن الأخيرة تمكنت من صد الهجوم وكبدت قوات الدعم السريع خسائر جسيمة، تضمنت مقتل أكثر من 140 عنصراً.
كما تشير التقارير إلى استمرار العمليات العسكرية في أم درمان، حيث استخدمت المدفعية العسكرية عدة قذائف ضد تحركات الدعم السريع. في هذا السياق، تعاني المنطقة من أوضاع إنسانية متفاقمة، حيث خرجت العديد من التكايا عن الخدمة بسبب نقص الموارد الغذائية والمادية، مما يزيد من تعقيد الأوضاع المعيشية للسكان الذين فقدوا وظائفهم.
في الوقت نفسه، تزداد الأوضاع في مدينة الفاشر تعقيداً، حيث أفادت تقارير عن ارتفاع عدد القتلى إلى 21 قتيلاً، بينهم خمسة أطفال، جراء القصف المدفعي من جانب قوات الدعم السريع. هناك أيضاً تقديرات تشير إلى مقتل ما يزيد عن 600 شخص خلال الأيام العشرة الماضية، وهذا يزيد من حدة الأزمات الإنسانية.
سيطرة قوات الدعم السريع على المداخل الرئيسية للمدينة، بالإضافة إلى الحصار المفروض منذ أكثر من عام، ساهم في تفاقم الوضع الإنساني. حيث تعاني المدينة من نقص حاد في المواد الغذائية، وارتفاع جنوني في الأسعار، مما يضع السكان في ظروف شديدة الصعوبة.
يستمر النزوح نحو مدينة الفاشر من المناطق المحيطة مثل معسكر زمزم وكداية وبروش، مما يجعل الأوضاع أسوأ مع انعدام المياه والغذاء. وتستمر عمليات القصف المدفعي، مما يزيد من شعور الرعب والخوف بين السكان.