يُعتبر الصراع بين الهند وباكستان واحداً من أطول وأعقد النزاعات في التاريخ الحديث، حيث تعود جذوره إلى عام 1947، بعد انتهاء الحكم البريطاني في شبه القارة الهندية.
وقد شهد هذا الصراع بداية مثيرة حين تم تقسيم شبه القارة إلى دولتين: الهند وباكستان، ليبرز بعدها إقليم كشمير كأحد أبرز بؤر النزاع بين الجانبين.
السبب الأول للصراع كان قرار الأمير هاريسينج، حاكم كشمير آنذاك، بالانضمام إلى الهند، وهو ما أثار اعتراض باكستان واندلاع أولى الحروب بين البلدين في عام 1947.
وانتهت تلك الحرب بتقسيم إقليم كشمير إلى جزء خاضع للهند وآخر خاضع لباكستان، لكن النزاع حول الإقليم استمر رغم تدخل الأمم المتحدة وترسيم ما يُعرف بـ"خط المراقبة"، الذي لا يزال قائماً حتى اليوم.
وفي عام 1965، تجدد الصراع بسبب محاولة باكستان إشعال تمرد مسلح ضد الحكم الهندي، مما دفع الهند للرد عسكرياً. وفي عام 1999، اندلعت حرب كارجيل، التي نشبت بعد تسلل جنود باكستانيين إلى مواقع هندية داخل كشمير، مما دفع الهند للقيام بهجوم مضاد لاستعادة سيطرتها على المواقع.
ومع امتلاك كل من الهند وباكستان للأسلحة النووية، زادت حدة التوترات بين البلدين، مما جعل الوضع أكثر هشاشة وأظهر عمق الخلافات. فقد أجرت الهند أولى تجاربها النووية في عام 1974، وتبعتها باكستان في عام 1998، ليظل شبح الحرب النووية يلوح في الأفق. وعلى الرغم من مرور أكثر من سبعة عقود على بداية هذا الصراع، لا يزال السلام الشامل بين الجارتين بعيد المنال، رغم المحاولات الدولية المستمرة للمساعدة في الوصول إليه.
تتمثل الخلافات بين الهند وباكستان في مجموعة من القضايا المعقدة والمتشابكة التي تعود إلى جذور تاريخية، سياسية، ودينية.
إقليم كشمير:
يعد النزاع حول إقليم كشمير أحد أبرز أسباب الصراع بين الهند وباكستان. بعد تقسيم الهند في عام 1947، قرر الأمير هاريسينج، حاكم كشمير آنذاك، الانضمام إلى الهند، وهو ما أثار غضب باكستان التي تعتبر كشمير جزءاً من أراضيها.
وتسبب ذلك في اندلاع الحروب بين البلدين (1947-1948، 1965) وما زال النزاع مستمراً، مع وجود خط المراقبة الذي يفصل بين الجزء الذي تسيطر عليه الهند والجزء الذي تسيطر عليه باكستان.
الهوية الدينية والعرقية:
الهند دولة ذات أغلبية هندوسية، بينما باكستان دولة ذات أغلبية مسلمة. هذا الانقسام الديني كان عاملاً مهماً في تشكيل الكيانين، ولا يزال يؤثر على العلاقات بين البلدين، حيث تنظر كل دولة إلى الأخرى من منظور ديني وعرقي. كما أن التوترات الدينية داخل كلا البلدين تزيد من تعقيد العلاقة بينهما.
الأسلحة النووية:
في السبعينات، أجرت الهند أولى تجاربها النووية، مما أثار قلق باكستان. وبعد أكثر من عقدين، في عام 1998، أجرت باكستان بدورها تجاربها النووية. ومنذ ذلك الحين، أصبح كلا البلدين يمتلكان أسلحة نووية، مما جعل الوضع أكثر توتراً وأدى إلى تهديدات مستمرة بشبح الحرب النووية.
الحدود والنزاعات الحدودية:
إلى جانب النزاع على كشمير، هناك أيضًا قضايا أخرى تتعلق بالحدود بين البلدين. تشمل هذه القضايا التوترات على الحدود الدولية، مثل النزاعات الحدودية في إقليم سياتشين الجليدي، الذي يُعتبر من أكثر المناطق العسكرية تقدماً.
التدخلات والدعم للأطراف الأخرى:
تتهم الهند باكستان بدعم الجماعات المسلحة الموالية لها في كشمير والهجمات على الأراضي الهندية. من ناحية أخرى، تتهم باكستان الهند بالتدخل في شؤونها الداخلية ودعم الحركات الانفصالية في إقليم بلوشستان.
الاقتصاد والعلاقات التجارية:
على الرغم من أن الهند وباكستان هما جاران في شبه القارة الهندية، إلا أن العلاقات التجارية بينهما محدودة للغاية بسبب الخلافات السياسية. لا يزال هناك قيود اقتصادية على التجارة والاستثمارات بين البلدين، ما يؤثر على الاقتصادين بشكل سلبي.
المياه:
هناك أيضًا نزاعات تتعلق بالموارد المائية، خاصة بعد تقسيم الأنهار في الاتفاقات السابقة بين البلدين. نزاع حول المياه بين الهند وباكستان ظهر في شكل خلافات حول توزيع مياه الأنهار الكبرى مثل نهر السند، ما يهدد الأمن المائي للبلدين.