المغرب العربي

الجزائر وموريتانيا توقعان اتفاقية دفاع

السبت 26 أبريل 2025 - 08:37 م
عمرو أحمد
الجزائر وموريتانيا
الجزائر وموريتانيا

أبرمت الجزائر وموريتانيا اتفاقيتي تعاون، إحداهما تتعلق بالتعاون الدفاعي العام، والأخرى بحماية المعلومات السرية، وذلك خلال زيارة وزير الدفاع الموريتاني حنانة ولد سيدي إلى الجزائر، وقّعهما مع نائب وزير الدفاع الجزائري وقائد أركان الجيش الفريق سعيد شنقريحة، باعتبارها خطوة استراتيجية تعكس تحولًا في مقاربة الجزائر لعلاقاتها الإقليمية، ومحاولة واضحة لإعادة التموقع في بيئة معقدة تتداخل فيها التهديدات الأمنية مع التنافسات الإقليمية والدولية.

مباحثات وتوقيع مذكرة تفاهم بين الجزائر وموريتانيا:

فبعيدًا عن مجرد كونه اتفاقًا تقنيًا في مجال التعاون العسكري، إلا أنه يحمل دلالات سياسية وأمنية تتجاوز حدود البلدين، ويمثل في توقيته ومضمونه رسالة واضحة بأن الجزائر قادرة على بناء شراكات حقيقية في محيطها المباشر. وعلى الرغم من سرية بنود الاتفاق التي لم تُكشَف للرأي العام، إلا أن السياق المحيط به، يجعل من هذا التوجه نحو نواكشوط أكثر من مجرد تنسيق أمني، ومن ثم محاولة إعادة بناء شبكة من التحالفات الواقعية في زمن الاصطفافات الصعبة.

تأسيسًا على ما تقدم، يسعى التحليل للإجابة عن سؤال: كيف تتطور العلاقات الجزائرية الموريتانية؟
ينطلق الاتفاق الدفاعي المُوقَّع بين الجزائر وموريتانيا من مجموعة من الدوافع المتعددة، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:
اختبار إمكانية هندسة تكتُل مغاربي بديل: يمكن اعتبار الاتفاق الدفاعي المبرم أنه بمثابة بداية تحريك لفكرة قديمة – جديدة، هي تأسيس تكتل مغاربي مرن وعملي يتجاوز جمود الاتحاد المغاربي التقليدي، وتحاول الجزائر جمع حلفاء مثل (موريتانيا وتونس وليبيا) ضمن إطار جديد من التعاون الأمني والاقتصادي، خاصًة في ظل تزايد القناعة بأن الاتحاد المغاربي بصيغته الحالية فَقَدَ فعاليته، وقد يكون الاتفاق الدفاعي الجزائري الموريتاني أول لبنة في هذا المشروع البديل.

(*) كسر فكرة البلد المعزول وعقد تحالفات إقليمية: يُعد انسحاب فرنسا من دول الساحل الإفريقي تحديدًا مالي والنيجر، أحد المحركات الرئيسية لإعادة تشكيل التحالفات الإقليمية، ففرنسا التي فقدت الكثير من شرعيتها بعدما كانت لعقود الضامن الأمني الأساسي في المنطقة عبر عملية "برخان". وهو ما خلق فراغًا واضحًا في البنية الأمنية الإقليمية، لتسارع الجزائر إلى ملئه، فللجزائر علاقات متوترة مع فرنسا، وتعيش في بيئة تتغير فيها الاصطفافات. أما موريتانيا، فوجدت نفسها بحاجة إلى مظلة أمنية بديلة لا تُملي عليها شروطًا خارجية، بعدما كانت تنسق مع فرنسا العمليات دون الانخراط بعمق بها. وهنا وجدت موريتانيا في الجزائر شريكًا إقليميًا لا يحمل الإرث الاستعماري الفرنسي، ما يمنح الشراكة بُعدًا سياديًا يُرضِي الداخل الموريتاني، ويمنح القيادة الجزائرية متنفسًا دبلوماسيًا.