في تصريح أثار جدلاً واسعاً، أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تغريدة عبر منصته "تروث سوشال"، قال فيها: "لولا أمريكا لما وجدت قناة السويس".
هذه الكلمات كانت بمثابة صاعقة لعدد كبير من المصريين والعالم، فهل كان فعلاً للولايات المتحدة دور في وجود هذه القناة التاريخية؟
وما هي حقيقة القصة وراء قناة السويس؟
ونستعرض التفاصيل التاريخية حول قناة السويس وتطوراتها، بالإضافة إلى ردود الفعل حول تصريحات ترامب.
تعود فكرة ربط البحرين الأحمر والأبيض إلى العصور الفرعونية. الفراعنة كان لهم السبق في التفكير في كيفية تسهيل التجارة بين الشرق والغرب، وكانت أول محاولة على يد الفرعون سنوسرت الثالث، الذي حاول ربط البحر الأبيض بالنيل.
وعلى الرغم من أن هذه المحاولة لم تنجح بالكامل، فإن آثار هذه المحاولة ما تزال موجودة في مناطق مثل الزقازيق.
بداية التاريخ الفعلي لقناة السويس تعود إلى القرنين الـ19 والـ20. ففي عام 1854، وقع الخديوي سعيد باشا فرمان الامتياز الأول مع المهندس الفرنسي فرديناند ديليسبس لإنشاء قناة السويس. وبهذا، بدأت أولى الخطوات الفعلية في حفر القناة، حيث بدأت الأعمال في 1859 واستمرت حتى عام 1869، حيث تم افتتاح القناة بحفل عالمي حضره العديد من الشخصيات البارزة.
تصريح ترامب جاء ليشعل الجدل حول دور أمريكا في قناة السويس، حيث تحدث عن أهمية السفن الأمريكية التي ينبغي أن تمر عبر القناة مجانًا. لكن هذا التصريح، رغم أنه أثار ردود فعل متباينة، لا يعكس الدور الحقيقي للولايات المتحدة في إنشاء القناة.
فمن المعروف أن الولايات المتحدة لم تلعب دورًا كبيرًا في بناء القناة نفسها، رغم أنها كانت قد استفادت منها في وقت لاحق خاصة في مجال الملاحة التجارية والعسكرية.
بعد تأميم قناة السويس في 26 يوليو 1956 على يد الرئيس جمال عبد الناصر، بدأت القناة تكتسب أهمية استراتيجية أكبر.
فقد كانت القناة ممرًا تجاريًا حيويًا للعالم أجمع، وعندما قرر عبد الناصر تأميم القناة، اندلعت أزمة دولية عُرفت بأزمة السويس، التي كانت بمثابة تحول كبير في تاريخ المنطقة والعالم.
من الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة لم تكن لاعبًا رئيسيًا في المرحلة الأولى من بناء القناة.
ومع ذلك، يمكن القول إن أمريكا قد استفادت من القناة في فترات لاحقة، وخاصة بعد تصاعد التوترات الدولية في القرن العشرين، حيث بدأت القناة تلعب دورًا استراتيجيًا في الملاحة البحرية العالمية.
على الرغم من التصريحات الأخيرة، يبقى دور قناة السويس في التاريخ المصري والعالمي أمرًا لا يمكن إنكاره.
من الجهود المصرية الأولى في ربط البحرين، إلى المشروع الضخم الذي أنجزه الفرنسيون، ثم تأميم القناة في الخمسينات، تبقى قناة السويس رمزًا للملاحة العالمية وقطبًا اقتصاديًا هامًا.
وإذا كان هناك دور لأمريكا، فهو جاء في وقت لاحق من تاريخ القناة، حيث استفادت الولايات المتحدة من هذا الشريان البحري الهام.