رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

علي الزبيدي يكتب: في الصميم.. الدواء والفقراء

نشر
الأمصار

إنسانية الطب كانت وما زالت هى أرقى صفاة الإنسانية لمن يجعل من هذه المهنة الشريفة سببًا لتخفيف معاناة الإنسان في حالات المرض والإصابات الناتجة عن الحوادث، أيًا كانت.

 

وبقيت مهنة الطب بسمو أهدافها ومعانيها النبيلة إلى ان حل علينا جيل من الأطباء والصيادلة أساء قسم كبير منهم إلى إنسانية مهنة الطب وحولوها الى مهنة تجارية تهدف إلى الربح على حساب معاناة المرضى من الفقراء والمعوزين هذا في الجانب المظلم.

 

وهناك في الجانب الآخر المضيء الكثير من صور المعاني الإنسانية التي يقدمها أطباء اختصاص استشاريون وصيادلة اوفياء لقسم أبي قراط الذي ألزموا أنفسهم به وهم يتخرجون في كلياتهم ومعاهدهم الطبية ولدي أسماء أطباء استشاريين لا زالت أجرة الكشف لديهم ٣٠٠٠ فقط ثلاثة آلاف دينار في حين غيرهم جعل أجرته ٥٠ الف وحتى ٧٥ الف دينارا دون النظر أنه طبيب.

 

وأولى الصفات التي يجب أن يتحلى بها هي الإنسانية كما أن هناك من الصيادلة من جعل شهادته العلمية لخدمة الناس ورضي بهامش ربحي صغير حتى لا يثقل على كاهل المرضى وذويهم في حين نرى آخرين قد عقدوا اتفاقا مع أطباء ليحول له وصفات العلاج بترميز الكتابة بحيث لا يفهمها الا الصيدلي المتفق مع الطبيب.

 

وقبل اسبوعين مررت بحالة استوقفتني كثيرًا بعد أن راجعت أحد أطباء الاختصاص في أمراض الكلى وبعد الفحص والسونار وصف لي العلاج فأرسلت ولدي ومعه مبلغ ٢٥ الف دينار لجلب الدواء فرجع لي قائلا ان سعر الدواء ٥٠ الف دينار كما يقول الصيدلي فقلت له لنرجع إلى البيت فهناك عدة صيدليات قريبة ولان المبلغ الذي بقي معي لا يغطي السعر الذي أراده الصيدلي ولكي لا أطيل ان الدواء الذي طلب الصيدلي ثمنا له ٥٠ الف دينار اشتريته ب١٠ آلاف دينار فقط لان الصيدلي ممن يخافون الله.

 

قلت له هل هناك بديل لهذا الدواء ومن شركات عالمية أخرى فرد على أنه من المنشأ الاصلي ألماني وهناك نوع من شركات أخرى بسبعة آلاف دينار. فلنتصور دواء واحد الفرق بين سعري الصيدليتين ٤٠ الف دينار فكيف يكون الابتزاز وكيف يكون التعامل الإنساني بمهنة كانت لوقت قريب مضرب المثل بقيمها الإنسانية النبيلة.

 

فمرحى لكل طبيب وصيدلي لا يتاجر بآلام الفقراء من المرضى وهنيئًا لمن يخفف من معاناتهم اما الآخرون فندعو وزارة الصحة لتحديد اسعار الادوية حسب مناشئها وشكرا ما قامت به نقابةالصيادلة للعمل من حملة تفتيشية على الصيدليات لتخليص هذه المهنة من تجارها الجشعين.