رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

عبدالرحمن جعفر الكناني يكتب: وهم البقاء

نشر
الأمصار

شعب يدفن على عجل بلا طقوس، ونعيق المتحاربين الواهمين بالبقاء يأخذ زمنه ومداه دون انقطاع غير آبه بحجم كارثة حلت على البشر، بشر فقد وجوده، أو بشر يتفرج على فقدان الوجود أمام ناظريه. 

كارثة لم تستثن أحدا في مشهد دموي لا يطاق.

إرادة واحدة يتفق عليها البشر إيقاف مذابح غزة بأي ثمن، فبشاعتها كسرت النفس البشرية، وتأخذها دون أنتدري إلى استئناس مشهد العنف الدموي وإدراجه في قوانين الطبيعة المعتادة في حياة كونية لم تفصلها المسافات التي طويت في عصر الاتصال.    

الصورة لم تنقل مشهدا من وحي الخيال، يتسلى بهمشاهد مضطرب من عقد الواقع، يبعث في روحه الاطمئنان طالما وجد نفسه في مكان آمن، الصورة مشهد لواقع حي، موت وخراب ودمار، رؤوس بشر تحصد قبل مواسم حصادها، وأجنة تصعد إلى السماء قبل إطلاق صرختها الأولى، وبقايا علف بات رزقا لأفواه جائعة، تكاد تلفض النفس الأخير.

أبرياء وضعهم القتلة في مقطع المقصلة، بانتظار "نصر" مزعوم لن يبلغ أحد مبتغاه هذا أو ذاك حتى لو قطع نسغالحياة فوق أرض البشر.

لغتان لا ثالث لهما عبرية وأعجمية، ينطق بها القتلة في مهرجان المذبحة، وقتيل غزة يموت ولغته العربية مخنوقة في حنجرته، لم يأذن له الموت المباغت تلاوة شهادة التوحيد بلسان عربي.

شعب غزة بات مثل كرة يتلاعب بها المتلاعبون في فرجة الموت المفتوحة بلا زمن لا يتحدد إلا بفرض شروطهمالضامنة لبقائهم المرفوض في أرض تصر على استعادة إنسانيتها وأمنها المحصن من عبث العابثين.

زائلون في زمن قريب آت

زائل من أشعل الحرب بدعاء أعجمي استأنس نارا وقودها العرب.

زائل من أقر العزم على إخلاء الأرض من أهلها بقطع كل نفس حي