تفاصيل نتائج القمة الروسية الأمريكية
شهدت العاصمة السويسرية، جينيف، اليوم، انتهاء أعمال القمة التي جمعت الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، والرئيس الأمريكي، جو بايدن، والتي تهدف للوصل إلى استقرار وتفاهم بين البلدين، وقد جاء اختيار سويسرا لاحتضان هذه القمة، كونها البلد الأوروبي المعروف بعدم الانحياز، والحياد على مستوى السياسة الخارجية.
بوتين يعلن عن نتائج القمة في مؤتمر صحفي
أعلن بوتين، في مؤتمر صحفي عُقد عَقب انتهاء جلسة المحادثات الثانية مع بايدن، عن عودة السفيرين الروسي والأمريكي إلى واشنطن وموسكو.
وصرح بوتين، بأنه تم الاتفاق على بدء مشاورات مع واشنطن، بشأن الهجمات السيبرانية، خاصةً وأن أكبر عدد للهجمات السيبرانية التي تتعرض لها روسيا، يأتي من الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار بوتين إلى التزام الجانب الروسي، بتطبيق وتسهيل اتفاق مينسك، بشأن أوكرانيا، كما تعهد الرئيس الأمريكي، بتمديد اتفاقية “ستارت” لمدة 3 سنوات.
وأوضح بوتين أن المباحثات بين الكرملين والبيت الأبيض، تعمل على تحقيق الاستقرار الاستراتيجي، وإيجاد أرضية مشتركة، لحل الخلافات بين البلدين.
وأكد بوتين أن جميع المشاكل قابلة للحل، إذا دخلت موسكو مع واشنطن في مفاوضات جادة، واصفاً بايدن، بأنه رجل دولة خبير، وقائد يسعى لتخفيف التوتر، حيث تعتبر الولايات المتحدة، روسيا عدوًا لها، ولكن بايدن، يريد معالجة الأمور بشكل مختلف.
وأجاب بوتين على سؤال حول المعارض، أليكسي نافالني، أنه مُواطن انتهك القانون الروسي بشكل متكرر، ما أدي إلى اعتقاله، مضيفاً أنه سافر إلى الخارج من أجل العلاج، وعندما غادر المستشفى جاء إلى روسيا، وهو يعلم أنه مطلوب لدى السلطات الروسية، وأغلق بوتين، الحديث في هذا الأمر، قائلاً: “إن المؤتمر الذي ينعقد في جنيف ليس لمناقشة قضايا روسيا الداخلية”، وتساءل عن معتقل جوانتنامو، ومراعاته لحقوق الإنسان والقانون الدولي من قبل الولايات المتحدة.
استغرقت الجلسة الأولى من القمة، ساعتين، داخل قاعة المكتبة، في فيلا “لا جرانج” السويسرية، التي سبق لها أن استضافت عددًا من اللقاءات السياسية المهمة، وحملت أجندة القمة عدة ملفات أهمها، الاستقرار الاستراتيجي والحد من التسلح، والأمن السيبراني وحقوق الإنسان.
وكان صرح بايدن، في وقت سابق إنه سيضع الخطوط الحمراء لبوتين، خلال القمة، في إشارة إلى أن روسيا ضالعة في عدة استفزازات للولايات المتحدة.
أليكسي نافالني.. معارض بوتين الشرس
يذكر أن أليكسي أناتولييفيتش نافالني، محامٍ وناشط سياسي روسي، وهو عضو مجلس تنسيق المعارضة الروسية، والزعيم غير الرسمي لحزب التحالف الشعبي، وهو حزب لم يتم تسجيله رسميًا، استغل مدونته على موقع لايف جورنال، لتنظيم مظاهرات ضد الفساد، ويكتب مقالات في العديد من المنشورات الروسية، مثل فوربس روسيا، وفي مقابلة عام 2011 مع رويترز، وجه نافالني، تهم الفساد لنظام بوتين السياسي، ما يجعل روسيا تواجه تمردًا على غرار الربيع العربي، في غضون خمس سنوات.
واتهم بالتخطيط لسرقة 16 مليون روبل، من شركة أخشاب مملوكة للدولة، أثناء عمله مستشارًا لحاكم منطقة كيروف عام 2009، وطالب ممثلو الادعاء توقيع عقوبة السجن لمدة ست سنوات، ولكن إحدى محاكم كيروف قضت بسجنه 5 سنوات مع دفع غرامة قدرها 500 ألف روبل، وعلق ميخائيل جورباتشوف، آخر زعيم للاتحاد السوفيتي، إن استخدام القضاء في الخلاف ضد خصوم سياسيين غير مقبول، وأنه ليس لدينا قضاء مستقل.
بينما كان نافالني، يستقل طائرة من سيبيريا إلى موسكو، فقد وعيه ونقل إلى مستشفى الطوارئ بمدينة أومسك الروسية، وتحدثت الناطقة باسمه عن شبهة تسمم تعرض لها، ومن ثم تم نقله إلى ألمانيا لتلقي العلاج، وعند عودته، لروسيا في 17 يناير 2021، اعتقلته السلطات الروسية، فور وصوله مطار شيريميتييفو الدولي.