المرتزقة في ليبيا.. أزمة مستمرة وتهديدات كبيرة للمنطقة الإفريقية
استمرت أزمة المرتزقة في إثارة الجدل داخل الوسط الليبيي، وناشدت عدد كبير من الدول بسرعة خروج القوات الأجنبية والمرتزقة منها.
مندوبا ليبيا لدى الأمم المتحدة
فيما أكد مندوبا ليبيا لدى الأمم المتحدة طاهر السني، وألمانيا السفير كريستوف هيوسجن، أهمية سرعة خروج القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية.
كما أكد ضرورة إنهاء جميع أنواع التدخلات الخارجية التي توالت منذ 2011، وإطلاق مسار المصالحة والعدالة الانتقالية.
الاستعدادات التي تسبق مؤتمر (برلين 2)
جاء ذلك في تغريدة على الحساب الرسمي لمندوب ليبيا الدائم بالأمم المتحدة على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، أشار خلالها إلى أنه ناقش مع المندوب الألماني الاستعدادات التي تسبق مؤتمر (برلين 2)، الذي سيعقد في 23 يونيو الجاري.
وأشار السني وهيزجن، حسبما أفادت (بوابة أفريقيا) الإخبارية الليبية، إلى أهمية العمل على إيجاد توافق دولي فاعل وحقيقي لدعم إرادة الليبيين ومخرجات خارطة طريق ملتقى الحوار الليبي، وتعزيز وتنفيذ اتفاق اللجنة العسكرية المشتركة، إضافة إلى أهمية تنفيذ قرارات مجلس الأمن 2570-2571ـ وإرساء مبدأ المحاسبة لكل من يعرقل المسار السياسي السلمي وتوافق الليبيين داخلياً وخارجياً.
عرض فرنسا لخروج المرتزقة
بينما عرضت فرنسا على واشنطن وأطراف أخرى خطة لسحب المرتزقة الأجانب من ليبيا على مدى 6 أشهر.
وأكدت مجلة “بوليتيكو” الأمريكية، أن خطة فرنسا تقضي ببدء تركيا سحب المرتزقة السوريين من ليبيا في 1 يوليو/تموز المقبل.
وقف إطلاق النار
وأوضح مسؤول أمريكي، أن بلاده تتشاور مع شركائها في ليبيا والمجتمع الدولي للمحافظة على وقف إطلاق النار والدعوة إلى إخراج القوات الأجنبية من البلاد.
فشل خطتين سابقتين
وتأتي الخطة الفرنسية بعد فشل خطتين سابقتين، حيث تضمن وقف إطلاق النار في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بندًا يدعو جميع المقاتلين والمرتزقة الأجانب إلى مغادرة البلاد في غضون 90 يومًا، لكن الموعد النهائي جاء ومر دون تحرك جدي.
مجلس الأمن تبنى قرار
كما تبنى مجلس الأمن قرارًا يدعو جميع الأطراف المعنية إلى سحب قواتها الأجنبية لكن القرار تم تجاهله أيضا.
ماكرون وأردوغان
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنه تلقى تأكيدات من نظيره التركي رجب طيب أردوغان بأنه يريد رحيل المرتزقة عن الأراضي الليبية في أقرب وقت ممكن.
وأضاف ماكرون، خلال مؤتمر صحفي في نهاية قمة لقادة حلف شمال الأطلسي في بروكسل: “اتفقنا على العمل على انسحاب المرتزقة الأجانب.. أستطيع أن أقول لكم إن الرئيس أردوغان أكد خلال اجتماعنا رغبته في أن يرحل المرتزقة الأجانب والمليشيات الأجنبية التي تعمل على الأراضي الليبية في أقرب وقت ممكن”.
مناورة تركية لتفادي “الإحراج”
من جانب أخر أكد خبراء عسكريون وسياسيون ليبيون، أن تصريحات أردوغان مناورة تركية لتفادي “الإحراج” أمام قادة دول حلف شمال الأطلسي” الناتو”، وتستبق مؤتمر برلين 2 في 23 يونيو/حزيران الجاري.
وأوضحوا أن القوات الأجنبية والمرتزقة باقية في ليبيا حتى بعد الانتخابات المقبلة، خشية سقوط حلفائه من تنظيم الإخوان وفشلهم في الحصول على المناصب البرلمانية والرئاسية.
تهديد على المنطقة الإفريقية
بينما حذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا مجلس الأمن يان كوبيتش، من أن التقدم بشأن القضية الرئيسية المتمثلة في سحب المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا قد توقف وأن استمرار وجودهم يشكل تهديدًا ليس فقط لليبيا ولكن على المنطقة الإفريقية بأسرها.
أحداث مقلقة في تشاد
وقال كوبيتش إن الأحداث الأخيرة المقلقة في تشاد المجاورة، التي تم إلقاء اللوم على المتمردين في مقتل الرئيس إدريس ديبي إنتو الشهر الماضي، هي تذكير بالصلة بين الوضع الأمني في ليبيا والأمن والاستقرار في المنطقة.
وأضاف “يعزز التنقل الكبير للجماعات المسلحة والإرهابيين وكذلك المهاجرين لأسباب اقتصادية واللاجئين، الذي يتم غالبًا من خلال قنوات تديرها شبكات إجرامية منظمة وغيرها من اللاعبين المحليين عبر الحدود غير الخاضعة للرقابة، مخاطر زيادة انعدام الاستقرار والأمن في ليبيا والمنطقة”.
تقسيم ليبيا
وأشار المبعوث الدولي إلى أن بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، المعروفة باسم بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، أفادت “باستمرار وجود العناصر الأجنبية والمرتزقة والأصول، ما يرسخ تقسيم ليبيا”.
وأدى وقف إطلاق النار في أكتوبر 2020 إلى تشكيل حكومة مؤقتة مشتركة، تسلمت السلطة في مارس 2021، بحيث تكون مهمتها جمع الدولة المقسمة وقيادتها حتى عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 ديسمبر 2021.
حظر الأسلحة
وفيما يتعلق بحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا، والذي أفاد خبراء الأمم المتحدة مؤخرًا بأنه تم انتهاكه باستمرار، قال كوبيتش إن بعثة الأمم المتحدة تواصل تلقي تقارير عن وصول شحنات أسلحة وإمدادات عسكرية إلى قواعد عسكرية في الغرب والشرق والجنوب.
وأشار إلى أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا مستمرة في تلقي تقارير عن إقامة تحصينات ومواقع دفاعية على طول محور سرت-الجفرة بالإضافة إلى أنشطة تدريب القوات الجوية.
عملية الانتقال السياسي
في السياق ذاته، قال كوبيتش إن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أفادت أيضًا بتعثر التقدم في فتح الطريق من مدينة سرت الاستراتيجية، بوابة حقول النفط الرئيسية ومحطات التصدير في البلاد.
وحذر من أن “مزيدا من التأخير في إعادة فتح الطريق يضر بجهود بناء الثقة بين الجانبين ويمكن أن يقوض الجهود المبذولة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار من أجل دفع عملية الانتقال السياسي”.
قال كوبيتش إن وقف إطلاق النار في أكتوبر، الذي دعا المرتزقة والمقاتلين الأجانب إلى المغادرة خلال 90 يومًا لا يزال ساريًا، لكن الفشل في دفعهم للمغادرة قد يؤثر على الانتقال السياسي في ليبيا وانتخابات ديسمبر.
20 ألف مقاتل ومرتزق أجنبي في ليبيا
وأضاف “لذلك من الضروري التخطيط وضمان رحيل منظم للمقاتلين الأجانب والمرتزقة والجماعات المسلحة جنبًا إلى جنب مع نزع سلاحهم وتسريحهم وإعادة دمجهم في بلدانهم الأصلية”.
من جانبها، قدرت الأمم المتحدة في ديسمبر أن هناك ما لا يقل عن 20 ألف مقاتل ومرتزق أجنبي في ليبيا، بينهم سوريون وروس وسودانيون وتشاديون.
بيد أن دبلوماسيين قالوا إن المتحدثين في اجتماع غير رسمي للمجلس في أواخر أبريل أفادوا بأن هناك أكثر من 20 ألف شخص، بينهم 13 ألف سوري و11 ألف سوداني.
في منتصف أبريل، صوت مجلس الأمن على نشر ما يصل إلى 60 مراقبًا دوليًا في البعثة السياسية للأمم المتحدة في ليبيا لمراقبة وقف إطلاق النار وانسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب.