د. عمرو عبد المنعم يكتب : طالبان والظواهري جفوة تحت السطح
في تسجيل جديد لزعيم القاعدة أيمن الظواهري يؤصل لموقف تنظيم القاعدة من الأمم المتحدة واليونسكو من خلال ما وصفة بتاريخ عداء هذه المؤسسات مع الإسلام والمسلمين عبر السنوات الماضية .
التسجيل الجديد بعنوان ”نصيحة الأمة الموحدة بحقيقة الأمم المتحدة“ يبلغ ٣٨ دقيقة، وهو الثاني للظواهري في اقل من شهرين تقريباً، ففي ١١ سبتمبر الماضي، وفي الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر ، ظهر الظواهري في تسجيل لم يبتّ للمناسبة بصلة وواضح أنه لم يكن معد للذكري سابقا ، ولكنه ذكر فيه أحداثاً استُدلّ بها على أنه على قيد الحياة على الأقل حتى يناير ٢٠٢١م ، حيث راجت مصادر غربية منذ أكتوبر ٢٠٢٠م ، شائعات بأن الرجل توفي.
معظم تسجيلات الظواهري السابقة بها كان بها رسائل مشفرة يعتمد عليها لإيصال فكرة معينة واثارة قضية محددة للعناصره واتباعه .
هذا التسجيل موجهاً برسالة إلى حركة طالبان ففي سبتمبر الماضي، عينت حكومة طالبان سهيل شاهين سفيراً لها في الأمم المتحدة، وخاطبت الأمين العام أنطونيو جوتيريش حتى يسمح لهم بمخاطبة العالم من منبر الجمعية العامة.
استعراض الظواهري خلال كلمته تاريخ نشأة منظمة الأمم المتحدة، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر في عام 1948م ، بالإضافة لاستعراض تاريخ وأنشطة منظمة “اليونسكو”، بيد أنه هاجم تلك المنظمات معتبرًا أنها “منظمات كفرية، يحرم الانضمام لها”، وأنها “منظمة أنشئت لتسيطر على العالم، ولتفرض عليه عقيدة لا دينية لا أخلاقية، تتناقض مع الشريعة الإسلامية”، على حد قوله.
نفس تجربة الماضي عندما قامت طالبان في دولتها الاولي بطلب الاعتراف بها من الدول الأوروبية، وزارتها فرنسا وانجلترا حينها فقامت جماعات الإسلام السياسي ولم تقعد واشهروا في وجهها فتوي التكفير وحكم الولاء والبراء وعدم جواز التحاكم الي الطاغوت دولاً ومؤسسات وقوي عظمي فالكفر كله ملته واحدة.
تحدث الظواهري عن أفكار الأمم المتحدة الواردة في “موسوعة تاريخ الجنس البشري وتقدمها العلمي والثقافي” ، وكيف أنها تعتبر الدين الإسلامي في الجزء العاشر منها خليط من عدة أديان والاحاديث النبوية جميعها رويت من قبل شخصيات مسلمة لتدعم وجهة نظرهم في الحكم والسياسية .
روي الظواهري قصة طالبان مع تماثيل بوذا وكيف اعتبرت اليونسكو هذه التماثيل اثر تاريخي واقامت اكثر من 45 وزير ثقافة من اجل هدمها ، في الوقت الذي يهدم فيه المسجد الأقصى ولا حياة لمن تنادي .
الظواهري لم يقرأ تجربة حكم طالبان الأولي، ويغض الطرف عن فشل داعش كدولة جغرافية علي الأرض ، وتعامل مع القضية من منظور عقدي صرف في نفس الوقت الذي تبحث فيه طالبان عن الاعتراف الدولي والأممي ، فهل هذه بداية لجفوة بين طالبان والقاعدة؟ .