إحياء ذكرى دييجو أرماندو “مارادونا” في شوارع مدينة نابولي
عام كامل مر على وفاة مارادونا، اللاعب الأكثر جدلا في تاريخ كرة القدم، حتى بعد وفاته.
لا تزال الأسرار تتكشف حول وفاة اللاعب الأرجنتيني، ما بين موته بـ الذبحة الصدرية، وقضاء نحبه لـتقصير وإهمال طبي، يشتعل جدل على صفحات الجرائد وساحات المحاكم، ربما لن يحسم أبدا.
هكذا اختار مارادونا لنفسه، أن يكوم مسار جدلا حتى في موته.
وفاته
نهض مارادونا من النوم بحالة جيدة، تمشى داخل غرفة منزله كالمعتاد، تحت رقابة طبيبه النفسي وممرضته السويسرية، لكن حانت الظهير ومعها أنتهى كل شيء إلا الجدل.. مات مارادونا.
كان اليوم التالي مهيبا، اصطف عشرات الآلاف من المشجعين لتوديع أسطورة كرة القدم الأرجنتينية، في جنازة شعبية مهيبة قرب القصر الرئاسي الأرجنتيني، ولم يكن مارادونا أقل مكانة من أي رئيس أرجنتيني، تفوق في زعامته العابرة للقارات على جميعهم، بكاه العالم بعد وفاته كما لو كان أحد أنبيائه الشجعان، ونعاه الفاتيكان بـ”شاعر كرة القدم”.
ولادته
فيا فيوريتو، حي فقير، مُهمَل، لا خدمات، لا شوارع مُمهدة، لا مياه شرب، ولا صرف صحيًا، صرخ مارادونا صرخته الأولى في بيئة قاسية للغاية، وَلد خامس بعد أربع بنات، وصلوا في الخاتمة إلى ثمانية إخوة مترابطين، في الكوخ، يستيقظ والده في الرابعة صباحًا، وكان عاملًا متواضعًا بأحد المصانع، ليعود من العمل في الليل منهكًا، وينام أمام أعين أطفاله الجائعين.
في سن 3 سنوات، تلقى مارادونا أولى هداياه، هدية نفيسة جدًا، كرة قدم! أدخلت هوسًا في عقل الطفل الأرجنتيني، باتت لعبته المفضلة، ولا شيء سواها، كأن الصغير وجد فيها خلاصه.
أظهر مارادونا موهبة استثنائية، لينضم إلى نادي أرجنتينوس جونيورز، والذي استأجر له منزلًا، كان على بُعد 10 دقائق من الملعب، تقول أخته إنها كانت فرصة كبيرة للعائلة، انتقلت الأسرة جميعها إليه، وكان هذا إيذانًا ببلوغ الصغير حلمه الأول، قال الطفل منذ البداية إنه لعب الكرة ليشتري منزلًا لأهله، وحتى لا يعود لحي فيوريتو، فيما بدا مارادونا في الملعب غير عادي أبدًا، حطم أرقامًا قياسية داخل النادي الملقب بـ”الحشرة”، ليحمل ملعبه اسم دييجو أرماندو مارادونا إلى الآن، وينقله تفرده إلى سباق محموم عليه من قبل ناديي الكلاسيكو الأرجنتيني، وبينهما شقاق تاريخي لا يهدأ، فضل مارادونا اللعب بنادي بوكا جونيورز عام 1981، ذاك الذي يطلق عليه الأرجنتينيون محبوب الفقراء، على اللعب بنادي ريفر بليت أكثر الأندية تحقيقًا للبطولات المحلية، المدعوم من الأغنياء، ليبلغ حلمًا آخر عبر عنه الطفل الأرجنتيني قبل الشهرة، توهج نجمه باللعب مع الـ”بوكا”، ليضيء سماءها، ويصبح زعيمًا شعبيًا للولهانين، كفارس جاء مُخلصهم.
إنجازاته
منتخب الأرجنتين
شارك مارادونا مع منتخب بلاده فى 90 مباراة، ونجح فى تسجيل 34 هدفاً، ومع منتخب تحت 20 عاماً، شارك دييجو فى 11 لقاء، وأحرز سبعة أهداف.
وجاءت أهم إنجازاته الدولية كالتالي :
كأس العالم نسخة عام 1986
كأس العالم تحت 20 عاماً 1979
لاعب العام فى الأرجنتين أربع مرات 1979، 1980، 1981، 1986.
نابولي
لعب مع فريقه المفضل نابولي 213 مباراة، وسجل 86 هدفاً، وصنع 26، وتأتى أهم إنجازاته مع النادي الجنوبي :
الدوري الإيطالي مرتين موسمي 1986/1987″، و”1989/1990
كأس إيطاليا موسم 1986/1987
كأس السوبر الإيطالي 1990/1991
كأس الاتحاد الأوروبي موسم 1988/1989.
برشلونة
شارك مع فريق برشلونة الإسباني في 43 مباراة، ونجح في تسجيل 30 هدفاً، وفيما يلي أهم إنجازاته مع البرسا :
كأس إسبانيا موسم 1982/1983
كأس السوبر الإسباني موسم 1983/1984
وأخيراً مع فريق بوكا جونيورز الذي شهد انطلاقة وأيضاً ختام مسيرة مارادونا كلاعب، شارك معه في 70 مباراة، وأحرز 35 هدفاً، ونجح في الفوز معه بلقب الدوري الأرجنتيني عام 1982.
بدأ مارادونا مسيرته الكروية المميزة مع فريق أرجنتينوز جونيورز، وأحرز معه 117 هدفاً في 167 مباراة.
إحياء ذكرى وفاته في نابولي
ينتظر الملايين من عشاق أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا الكشف عن تمثال مارادونا البرونز بالحجم الحقيقي قبل نصبه أمام ملعب نابولي.
وسيتم الكشف عن التمثال يوم الأحد المقبل 28 نوفمبر الجاري وسط أجواء إحتفالية كبرى. وتم إنشاء التمثال باستخدام تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد وتبرع به صديق مارادونا، ستيفانو سيسي، لمدينة نابولي.
وتم عمل تمثال من البرونز بالحجم الحقيقي للأسطورة دييجو مارادونا داخل ورشة نحات إيطالي في نابولي حيث يجري وضع اللمسات الأخيرة قبل نصب التمثال أمام ملعب فريق المدينة وذلك إحياءً لذكرى رحيله الذي يصادف اليوم.