إبراهيم رئيسي.. فوز المرشح المتوقع دائمًا وإفلات من العقاب يسود البلاد
بعد دقائق من إعلان فوزه، دعت منظمة العفو الدولية، السبت، للتحقيق مع الرئيس الإيراني الجديد، إبراهيم رئيسي، لارتكابه جرائم ضد الإنسانية، مشيرة إلى أن الانتخابات الإيرانية تمت في أجواء قمعية، مطالبة بإنشاء آلية محايدة لجمع أدلة على الجرائم التي ارتكبها رئيسي.
ووصفت المنظمة صعود رئيسي للحكم في إيران، بأنه تذكير بأن الإفلات من العقاب يسود البلاد، بعدما دعم الرئيس الحالي قتل المئات منهم بنساء وأطفال خلال الاحتجاجات في إيران 2019، وانتهاك حقوق الإنسان والأقليات خلال رئاسته للقضاء.
وكان التليفزيون الرسمي الإيراني قد أعلن فوز إبراهيم رئيسي، اليوم أيضًا بعدما حصد 62% من إجمالي الأصوات بواقع 17.8 مليون صوت، من أصل 28 ناخب شاركوا في الانتخابات، فيما يبلغ عدد الناخبين المسجلين في إيران 59 مليون ناخب، فمن هو الرئيس الجديد؟
إقصاء المنافسين
بعد إقرار مجلس صيانة الدستور الإيراني، ترشح 7 مرشحين للرئاسة من أصل 592 مرشحًا، مستبعدًا مرشحين إصلاحيين ومحافظين، توقع فوز رئيسي بانتخابات 2021 في إيران، فالرجل الحائز على شهادة دكتوراة في الفقه الإسلامي، والذي ارتقى سريعاً في السلك القضائي، عندما أصبح مساعدًا للنائب العام في طهران ولم يتجاوز عمره 25 عاما، أصبح قريبا من الفوز مع تردد قربه وعلاقته بالمرشد الأعلى للثورة الإيرانية.
تمهيد لابد منه
ويمكن تقديم رئيسي، بأنه رئيس القضاء المقرب من المرشد الأعلى الإيراني، والذي يشير إليه التاريخ بصاحب المحاولة الثانية لتولي رئاسة الجمهورية بعد منصب رئيس للسلطة القضائية، بعد صاحب المحاولة الأولى علي أكبر نوري.
نشأة إبراهيم رئيسي
وسيد إبراهيم رئيسي الساداتي، المولود في ديسمبر عام 1960، في مدينة مشهد، درس العلوم الدينية، على نهج والده رجل الدين الذي توفي وهو في الخامسة عشرة من عمره، وهو متزوج من ابنة رجل الدين المتشدد أحمد علم الهدى، الأستاذة في جامعة العلوم التربوية بجامعة بهشتي في طهران، ولديهما ابنتان وحفيدان.
وعين المرشح المحتمل المعروف، بإبراهيم رئيسي، مدعياً عاماً لمدينة كرج عام 1980، عندما كان يبلغ من العمر 20 عاماً فقط، وتدرج في المناصب حتى أصبح نائب المدعي العام في العاصمة طهران، وظل في هذا المنصب حتى عام 1990، إلى أن أصبح المدعي العام في طهران بأمر من رئيس السلطة القضائية آنذاك محمد يزدي.
لجنة الموت
وأصبح إبراهيم رئيسي عضوا فيما يعرف باسم “لجنة الموت” عام 1988،وهي اللجنة التي قررت مصير عدة آلاف من السجناء السياسين بالإعدام، معظمهم من مجاهدي خلق ، والتنظيمات اليسارية، وكان بعضهم على وشك انتهاء فترة عقوبته، وفي العام نفسه أحيلت عدة ملفات قضائية مهمة إليه وإلى حاكم الشرع حسين علي نيّري.
مناصب كبرى
وظل إبراهيم رئيسي في منصب المدعي العام لطهران حتى عام 1994، ثم رئيسا للمفتشية العامة لمدة عشر سنوات، ومع تعيين صادق لاريجاني رئيسا للسلطة القضائية، أصبح رئيسي، النائب الأول له لمدة عشر سنوات من 2004 إلى 2014.
وفي عام 2014، أصبح رئيسي مدعي عام إيران، وظل في هذا المنصب حتى مارس 2016، حين تولى إدارة واحدة من أغنى وأهم المؤسسات الدينية في إيران، وهي مؤسسة الإمام رضا والتي تحمل اسم “آستان قدس رضوی”، وتشرف على مرقد الإمام الرضا في مشهد.
وهذا المنصب يحمل الكثير من الهيبة والنفوذ حيث تبلغ موازنة المؤسسة مليارات الدولارات وتملك نصف الأراضي في مشهد، ثاني أكبر مدن إيران، وشركات نفظ وغاز ومصانع، وفسر كثيرون تعيين رئيسي في هذا المنصب بأنه تهيئة له ليخلف المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
خلافة المرشد
يذكر أن خامنئي كان يتولى منصب الرئيس عندما توفي آية الله خميني عام 1989 فتولى منصب المرشد الأعلى للثورة إثر ذلك وقد يصبح ذلك تقليداً مستقراً لان كل رؤساء إيران تولوا المنصب دورتين كل واحدة 4 سنوات وبالتالي لو بقي رئيسي في منصبه لدورة ثانية فسيكون خامنئي البالغ من العمر 82 عاماً ويعاني من متاعب صحية، إما قد توفي أو بات عاجزاً عن أداء مهامه وبالتالي سيكون رئيسي الأوفر حظاً في تولي منصب المرشد.
مكافحة الفساد
مواقف محافظة
ويعرف عن رئيسي تشدده ومغالاته في المواقف المحافظة مقارنة بأنصار التيار المحافظ أنفسهم، إذ منع حفلا موسيقيا في مدينة مشهد عام 2016.
عقوبات أمريكية
وفرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على إبراهيم رئيسي، بسبب ملف إعدامات 1988 الجماعية، إضافة لتورطه في قتل المتظاهرين في احتجاجات نوفمبر 2019.
مرشح سابق
ومثل رئيسي المحافظين المتشددين في الانتخابات الرئاسية 2017، إلا أنه خسر أمام الرئيس السابق لرئيسي وهو حسن روحاني، وفي الانتخابات الحالية، قطع رئيسي وعودًا للإيرانيين بينها إجراء تغيير جوهري في الإدارة التنفيذية، ومكافحة التهريب، وزيادة الصادرات غير النفطية، وإنشاء 4 ملايين وحدة سكنية، وخلق مليون فرصة عمل في العام، والمساعدة لتحقيق 700 ألف زواج في السنة.