وزير الخارجية الفرنسي في زيارة عمل إلى الجزائر لتقييم العلاقات الثنائية
وصل وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، اليوم الأربعاء، إلى الجزائر، في زيارة عمل، ولك وفقا لما نقلته قناة “النهار” الجزائرية في نبأ عاجل لها.
ومن المتوقع أن تتناول زيارة وزير الخارجية الفرنسي للجزائر الأزمة بين البلدين، كما سيكون ملف تقييم العلاقات الثنائية والتأشيرة وتصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون أهم محاور الزيارة، بحسب صحيفة “الشروق” الجزائرية.
ومن المقرر أن يستقبله رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، كما ستجمعه محادثات مع وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة.
وصارت الإزمة بين البلدين منذ التصريحات المثيرة للجدل للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن الجزائر، التي أججت العلاقات بين البلدين، يحاول وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، إعادة الحوار.
وكان قد صرح لودريان، في صحيفة “لوموند” الفرنسية، إن فرنسا تريد علاقة “واثقة” و”شراكة طموحة” مع الجزائر تتعدى “الجروح التذكارية التي يمكن أن تطفو في بعض الأحيان”.
وأكد لودريان في وقت سابق أن فرنسا “تحترم أعمق الأمة الجزائرية وسيادة الجزائر”، لافتًا إلى أن البلدين متحدتان في شراكة ضرورية لاستقرار منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قالت في وقت سابق ببيان رسمي أن الوزير جان إيف لودريان سيزور الجزائر اليوم الأربعاء، من أجل “إحياء العلاقات” الفرنسية- الجزائرية.
وحسب وسائل إعلام متفرقة، تعد زيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى الجزائر هي الأولى لمسؤول رفيع من باريس منذ الأزمة التي اندلعت بين البلدين، عقب التصريحات التي أدلى بها الرئيس إيمانويل ماكرون في 30 سبتمبر حول الجزائر.
وقام ماكرون خلال تصريحاته المثيرة للجدل، بالتشكيك في تاريخ الجزائر كدولة قبل الاستعمار وانتقد قادتها الذين وصفوا بـ “النظام السياسي العسكري” الذي يحافظ على “الريع التذكاري”.
وحسب ما نشرته صحيفة “لوموند” الفرنسية، قال ماكرون إن نظيره الجزائري عبد المجيد تبون “عالق داخل نظام صعب للغاية”.
وأشار ماكرون إلى أنه يرغب في إعادة كتابة التاريخ الجزائري باللغتين العربية والأمازيغية؛ “لكشف تزييف الحقائق الذي قام به الأتراك الذين يعيدون كتابة التاريخ”.
وعلى إثر ذلك، استدعت الجزائر أوائل سفيرها في باريس وأغلقت مجالها الجوي أمام الطائرات العسكرية الفرنسية بسبب تصريحات ماكرون.
وعلى آثر ذلك، طالب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، باريس بالاعتراف بجرائمها في الجزائر خلال فترة استعمارها، مشيرا إلى أن “فرنسا أبادت قرى بأكملها خلال فترة الاحتلال وراح ضحيتها أزيد من 5 ملايين و630 ألف شهيد”، مضحًا أن “عودة السفير الجزائري إلى باريس مشروطة باحترام كامل للدولة الجزائرية”.
أخبار أخري
الجزائر: سنلاحق فرنسا حتي تعترف بجرائمها.. وماكرون يرد
أكدت وزارة الاتصال الجزائرية، أنها ستلاحق فرنسا حتى تعترف بجرائمها في الجزائر، وتلتزم بتحمل تبعاتها، مشددة على أن الحفاظ على الذاكرة الجزائرية يعتبر ”واجبا مقدسا“.
وقالت الوزارة في بيان صدر عنها، إن ”الجزائر تحيي هذا الأحد الذكرى الستين لمجازر 17 أكتوبر 1961، التي اقترفها البوليس الفرنسي في باريس بكل وحشية ضد المهاجرين الجزائريين المسالمين المطالبين بالحرية والسيادة والاستقلال“.
وأوضح البيان أن أولئك المدنيين تعرضوا ”لأبشع صور البطش والتعذيب والاغتيال التي خلفت في يوم واحد 300 قتيل، منهم النساء والأطفال والمسنون في بلد يسوّق لنفسه دور المدافع عن حقوق الإنسان“.
ندد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون السبت بـ “جرائم لا مبرر لها بالنسبة إلى الجمهورية”، إثر إقامة مراسم رسمية إحياء للذكرى الستين لقتل متظاهرين جزائريين في 17اكتوبر 1961 في باريس
وقال بيان للإليزيه إن رئيس الدولة “أقر بالوقائع، إن الجرائم التي ارتكبت تلك الليلة تحت سلطة موريس بابون (قائد شرطة باريس يومها) لا مبرر لها بالنسبة إلى الجمهورية”.
أقيمت المراسم على ضفاف نهر السين بالقرب من جسر بيزون الذي سلكه قبل ستين عاما متظاهرون جزائريون وصلوا من حي نانتير الفقير المجاور، تلبية لدعوة فرع جبهة التحرير الوطني في فرنسا
الرئيس الجزائري: تصريحات ماكرون إحياء للنزعة الاستعمارية
قال الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، إن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أهان كرامة الجزائريين وإنه لا يجب المساس بتاريخ الشعب وكرامة الجزائريين.
وتابع تابون، في حوار مع أسبوعية “دير شبيغل” الألمانية، لا يوجد أي جزائري سيقبل بتطبيع العلاقات مع فرنسا بعد التصريحات الخطيرة لرئيسها إيمانويل ماكرون، مشددًا أن تصريحات نظيره الفرنسي هي إحياء للنزعة الاستعمارية وأنه اصطف بجانب من يبررون الاستعمار الفرنسي، وعلى فرنسا الاعتراف بكافة جرائمها الاستعمارية وليس ما حدث في فترة قصيرة كما جاء في تقرير بنيامين ستورا.