علي الزبيدي يكتب: في الصميم.. للإرهاب وجوه عدة
يبقى الإرهاب مشكلة العالم وخاصة العراق الذي ابتلي بشتى انواع الإرهاب فقد مر كل الارهابيون من هنا فمرة كغزاة محتلين ومرة اخرى ضمن فرق بلاك ووتر الإرهابية وجاءت فرق الموت وما شابهها من عصابات القتل على الهوية وعاثت فسادا وقتلا بالعراقيين على مختلف دياناتهم ومذاهبهم وظهرت القاعدة التي مولتها دول الغزو والاحتلال نفسها وانتجت عصابات داعش الإجرامية والتي لم تبق جريمة الا ونفذتها ٦على العراقيين من شمال الوطن إلى جنوبه وأزهقت ارواح الملايين شبابا وشيوخا ونساء واطفالا فمن احتلال الموصل والأنبار وصلاح الدين الى تفجيرات المدن في ديالى وبغداد وكركوك والبصرة.
كل هذه الجرائم تتحملها امريكا وكل الدول التي جاءت لغزو واحتلال العراق خارج الشرعية الدولية وكل ما حل بالعراق والعراقيين بهو نتاج ذلك الغزو والاحتلال وما انتجته العملية السياسية هو في نفس السياق تدمير المجتمع العراقي وتمزيق نسيجه الاجتماعي وجعل ولاءاته إلى خارج الحدود لقد اثبت أحداث السنوات الماضية وما عاشه العراقيون من قتل وتدمير وفساد مالي وإداري بمليارات الدولارات وتخلف وضياع فرص البناء التنموي للعراق حتى أصبح العراق في ذيل التقييمات الدولية بل وخارجها في قطاعات مهمة مثل التعليم والصحة.
كل هذا ولم تنته معاناتنا نحن العراقيين فبعد شهرين من الانتخابات لازالت التجاذبات بين الاحزاب والقوى السياسية بين رفض نتائج الانتخابات وعدم الاعتراف بمفهوم الكتلة الاكبر والدعوة إلى قيام حكومة توافقية وكأن شيئا لن يكون ورجعنا إلى مربع المحاصصة الذي لم يغادر العملية السياسية إلى يومنا هذا.
شهران مضت بعد إجراء الانتخابات واعادة عملية العد والفرز اليدوي وإرسال النتائج النهائية الى المحكمة الاتحادية التي لم تصادق عليها لحد اليوم فلا برلمان انعقد ولا حكومة جديدة تشكلت والإرهاب يضرب بشراسة في كركوك والبصرة وأربيل والسياسيون يتبارون في تصريحاتهم النارية وكل يدعي التزامه بالديمقراطية وفق الطريقة الامريكية التي أتى به المحتل فمتى يعي ساسة العملية الديمقراطية أنهم سبب مشاكل البلاد والعباد ومتى يكون الولاء للوطن العراق لا لغيره ومتى تحضر مصلحة المواطن قبل المصالح الشخصية والفئوية؟
فلقد شبع الناس خطب وتصريحات ولا زال أكثر من ثلث الشعب تحت خط الفقر في بلد يصدر ٤ ملايين برميل نفط يوميا حتى بات المواطن يمشي ويحدث نفسه من الهموم.