عبدالرحمن جعفر الكناني يكتب: الذئاب المنفردة على أبواب روما!!
لم تحجب إيطاليا الإعلان عن مخاوفها من وجود مقاتلين أجانب “يستعدون لسلك طرق عسكرية، ولانتشار فردي في أوروبا، مستغلين طرق الهجرة التي بقيت مفتوحة”، هو فتح مساحة أكبر لها في الأراضي الليبية، وتوسيع دائرة تحالفاتها وتنسيقها مع المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني.
وهذا ما دعى روما للتأكيد على أن السيطرة على الحدود الليبية الجنوبية والشمالية تمثل “أولوية” بالنسبة للأمن القومي الإيطالي، ولدول أوروبا، ساعية إلى إقناع لجنة التحليل الاستراتيجي لمكافحة الإرهاب، بخطورة طروحاتها.
كيف لا وهي تعلن عن وجود “ما بين 25 و30 ألف مقاتل أجنبي يستعدون لسلك طريق عسكرية، لهم قدرة الانتشار الفردي في أوروبا.
ويمثل ذلك الرقم في الحسابات العسكرية، قوة مسلحة تتوزع في ثلاث فرق عسكرية، قادرة على خوض معارك حربية متكافئة مع جيش نظامي، تنوعت تشكيلاته، أمنوا طرق تسللهم، انطلاقا من أماكن تمركزهم.
والطرق المقصودة هنا، هي: “طرق الهجرة التي بقيت مفتوحة” من وجههة نظر إيطاليا .
وأفضل الطرق المفتوحة لـ “المقاتلين” طريق وسط البحر المتوسط، حيث يجدون في جزيرة صقلية، الطريق الأقرب في رحلة بحرية بين ضفتي المتوسط، ومنها يتوزعون على مدن أوروبية مختارة.
إيطاليا لم تتوقف عن إطلاق إعلانها عن أن “الإرهابيين يركزون على ضرب روما” رغم كل الإجراءات الأمنية المتخذة، إلا دعوة لتدخل عسكري مباشر، خارج حدود أوروبا، لوأد الخطر القادم قبل وصوله.
لقد عزت ما أطلقته من مخاطر تهديد إرهابي إلى معلومات أمنية على درجة عالية من الخطورة، لم تكشف عن تفاصيلها.
وتتمثل المعلومات الأمنية غير المعلنة في روما، بعد “اعتقال مدير مركز ثقافي إسلامي” في فترة سابقة بتهمة الإرهاب، واعدة بالكشف عنها بشكل أكبر في الوقت المناسب، مكتفية بالقول: “إن تهديد الإرهاب الإسلامي ليس محيقاً وقائماً فقط، بل سيبقى مستمراً لفترة ليست قصيرة، وأؤكد لفترة ليست قصيرة”.
فالقراءة الإيطالية الأمنية رأت أن “الإطار المتعلق بالتهديد الإرهابي قد تغير، وذلك منذ ما لا يقل عن سنتين” ورصدت تنشيط دعاية تنظيم “داعش” على شبكة الإنترنت بقوة، والتي تدعو إلى اتخاذ روما هدفاً رمزياً قوياً لحملة الإرهاب.
ويتصاعد التخوف الإيطالي، مع ما تراه من أن فقدان تنظيم داعش لآفاقه ومواقع وجوده، بعد هزيمته في العراق وسوريا،ستضع العمليات الإرهابية، خيارا بديلا له، لـ “تحقيق هدفه الإستراتيجي في إقامة دولة الخلافة الإسلامية على صعيد عالمي”.
ولا تنسى أجهزة الأمن الإيطالي، وهي تتأهب لصد هجومات إرهابية تتوقعها، ما يعرف بـ “الذئاب المنفردة” أخطر عينات الإرهاب الذاتي المتطرف، الذي يتناسق مع تطور الدعاية الرقمية عبر شبكات الإنترنيت.
وبعد إطلاق كل هذه التهديدات بلسان مسؤول إيطالي أمني رفيع، لا تملك إيطاليا ما تصفه وزارة الداخلية بـ ” تشخيص ممكن حتى الآن لأعراضها”، لكنها تدرك شيئا واحدا تسعى لتحقيقه هو :”السيطرة على الحدود الليبية الشمالية والجنوبية، كأولوية بالنسبة لأمنها القومي”.
التعجيل في إنجاز الانتخابات الرئاسية الليبية رغم العراقيل التي تضعها أطراف لها أجندات إقليمية، هدف إستراتيجي تسعة له إيطاليا، دعاها إلى طي ملفات الخلاف مع فرنسا والالتقاء معها على موقف أمني سياسي واحد .