منظمة التعاون الإسلامي الصوت الداعم والجامع للعالم الإسلامي
انطلقت صباح اليوم الأحد، أعمال الاجتماع الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي حول أفغانستان، وذلك في إسلام آباد بباكستان.
دعا أمين عام منظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، اليوم الأحد، للعمل من اجل إنهاء معاناة الشعب الأفغاني.
وقال أمين عام منظمة التعاون الاسلامي: إننا ندعو لإحلال السلام ونبذ العنف في أفغانستان.
كما أضاف، أن تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني بات ضرورة، داعيا لتضافر الجهود لمكافحة الإرهاب في أفغانستان.
عقدت 57 دولة إسلامية، اجتماعًا استثنائيًا اليوم في إسلام آباد بباكستان، مخصصًا للأزمة الإنسانية في أفغانستان المجاورة.
ويعدّ اجتماع دول منظمة التعاون الإسلامي أول مؤتمر كبير بشأن أفغانستان منذ إطاحة حركة طالبان بالحكومة السابقة في أغسطس/آب، والتي تعد من أهداف عمل المنظمة والدول الأعضاء.
نعرض في السطور التالية تاريخ تأسيس المنظمة وأهداف المنظمة في دعم الدول الإسلامية.
منظمة التعاون الإسلامي
منظمة التعاون الإسلامي هي ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأمم المتحدة، وتضم في عضويتها سبعا وخمسين (57) دولة عضوا موزعة على أربع قارات. تعتبر المنظمة الصوت الجامع للعالم الإسلامي الذي يضمن و يحمي مصالحه في المجالات الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية. منظمة التعاون الإسلامي لديها مؤسسات تنفذ برامجها حيث أن المقر الرئيسي في جدة في المملكة العربية السعودية.
تضم في عضويتها دول ذات غالبية مسلمة من منطقة الوطن العربي وأفريقيا وآسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا وشبه القارة الهندية والبلقان (البوسنة وألبانيا)، ومن أوائل الدول التي شاركت في عضوية منظمة التعاون الإسلامي عام 1969 هم أفغانستان ، الأردن، اليمن ، باكستان، اندونسيا، إيران، تشاد، تركيا، السعودية، الجزائر، تونس، السودان، الصومال، السنغال، غينيا، فلسطين، ليبيا، لبنان، الكويت، المغرب، مصر، ماليزيا، مالي، النيجر، موريتانيا.
وعقد أول اجتماع بين زعماء دول العالم الإسلامي، بعد حريق الأقصى في 21 أغسطس/آب 1969. حيث طرح وقتها مبادئ الدفاع عن شرف وكرامة المسلمين المتمثلة في القدس وقبة الصخرة، وذلك كمحاولة لايجاد قاسم مشترك بين جميع فئات المسلمين، وبعد ستة أشهر من الإجتماع الأول، تبنى المؤتمر الإسلامي الأول لوزراء الخارجية المنعقد في مدينة جدة السعودية في عام 1970.
أهداف المنظمة
يستند برنامج عمل المنظمة إلى أحكام ميثاق منظمة التعاون الإسلامى، ويتضمن 18 مجالاً من المجالات ذات الأولوية و107 هدفا، وتشمل هذه المجالاتُ: تعزيز ودعم أواصر الأخوة والتضامن بين الدول الأعضاء، صون وحماية المصالح المشتركة، ومناصرة القضايا العادلة للدول الأعضاء، وتنسيق جهود الدول الأعضاء وتوحيدها بغية التصدي للتحديات التي تواجه العالم الإسلامي خاصة والمجتمع الدولي عامة، بالإضافة إلى احترام حق تقرير المصير وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء، واحترام سيادة واستقلال ووحدة أراضي كل دولة عضو، بالإضافة إلى استعادة السيادة الكاملة ووحدة أراضي أية دولة عضو خاضعة للاحتلال من جراء العدوان وذلك استنادا إلى القانون الدولي والتعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية ذات الصلة.
كما تضمن المنظمة المشاركة الفاعلة للدول الأعضاء في عمليات اتخاذ القرارات على المستوى العالمي في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لضمان مصالحها المشتركة، وتعزيز العلاقات بين الدول على أساس العدل والاحترام المتبادل وحسن الجوار لضمان السلم والأمن والوئام العام في العالم.
ومن أهم أهداف المنظمة دعم الشعب الفلسطيني وتمكينه من ممارسة حقه في تقرير المصير، وإقامة دولته ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف، والحفاظ على الهوية التاريخية والإسلامية للقدس الشريف وعلى الأماكن المقدسة فيها، والعمل على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري الإسلامي بين الدول الأعضاء من أجل تحقيق التكامل الاقتصادي فيما بينها بما يفضي إلى إنشاء سوق إسلامية مشتركة، وبذل الجهود لتحقيق التنمية البشرية المستدامة والشاملة والرفاه الاقتصادي في الدول الأعضاء.
وتساهم في نشر وتعزيز وصون التعاليم والقيم الإسلامية القائمة على الوسطية والتسامح، وتعزيز الثقافة الإسلامية، والحفاظ على التراث الإسلامي، وحماية صورة الإسلام الحقيقية والدفاع عنها والتصدي لتشويه صورة الإسلام وتشجيع الحوار بين الحضارات والأديان؛، وحماية حقوق الجماعات والمجتمعات المسلمة في الدول غير الأعضاء وصون كرامتها وهويتها الدينية والثقافية، واتخاذ موقف موحد من القضايا ذات الاهتمام المشترك والدفاع عنها في المنتديات الدولية.
أجهزة المنظمة
من أهم أجهزة المنظمة، القمة الإسلامية، والتي تضم ملوك ورؤساء الدول وحكومات الدول الأعضاء، كما أنها السلطة العليا لمنظمة التعاون الإسلامي، وتعقد مرة كل ثلاث سنوات للتداول واتخاذ القرارات السياسية وتوفير الإرشاد بشأن القضايا المتعلقة بتحقيق الأهداف و النظر في المسائل الأخرى التي تهم الدول الأعضاء و الأمة.
وثاني أجهزة المنظمةهو مجلس وزراء الخارجية، الذي يجتمع مجلس وزراء الخارجية بصفة دورية مرة كل سنة ويدرس سبل تنفيذ السياسة العامة للمنظمة ، وذلك من خلال اتخاذ القرارات و المقررات بشأن مسائل تحظى بالاهتمام المشترك لنيل الأهداف و تنفيذ السياسة العامة للمنظمة، واستعراض ما يتم إحرازه من تقدم في تنفيذ القرارات والمقررات الصادرة عن مؤتمرات القمة الإسلامية ومجالس وزراء الخارجية السابقة، ومن ثم يقوم المجلس بدراسة و قبول البرنامج.
وتشمل أجهزة المنظمة على الأمانة العامة، والتي تعتبر الجهاز التنفيذي للمنظمة وتتولى تنفيذ القرارات الصادرة عن هيئات صنع القرار للمنظمة، وتتكون الأمانة العامة من أقسام متعددة تعمل على تعزيز العمليات اليومية للمنظمة و تتضمن: شؤون فلسطين والقدس، قسم الشؤون السياسية و الأقليات المسلمة، قسم الشؤون الإقتصادية، قسم العلوم والتكنولوجيا حول البيئة والصحة والتعليم العالي، قسم التعاون الدولي و الشؤون الإنسانية، القسم الإداري والمالي، مديرية الثقافة الاجتماعية وشؤون الأسرة، قسم الشؤون القانونية، قسم المعلومات العامة والتواصل.
إنجازات المنظمة
من أبرز منجزات منظمة التعاون الإسلامي، فهي إنشاء البنك الإسلامي للتنمية، الذي عزز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في 57 دولة إسلامية، ويقدم خدماته في مجالات جودة المياه والطاقة وصحة المرأة وإدخال التقنيات الجديدة لتحسين جودة التعليم، وبرامج للمنح الدراسية لفائدة الدول الأعضاء والمجتمعات الإسلامية في الدول غير الأعضاء.
وتضمن إنجازات التعاون الإسلامي أيضًا إنشاء 34 منظمة متخصصة تخدم التخصصات السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية والعلمية والاجتماعية والإنسانية، وإقرار برنامجي العمل العشري الأول في ٢٠٠٥ بمكة المكرمة والثاني في إسطنبول ٢٠١٦، بالإضافة إلى عقد مؤتمر العلماء المسلمين بشأن أفغانستان في 10 يوليو 2018 في مكة المكرمة.
ولا يمكن تجاهل وثيقة مكة المكرمة التي جمعت علماء سنة وشيعة من العراق من أجل تخفيف الاحتقان الطائفي في 2006، وإصدار قرار ١٨/ ١٦ لمكافحة “الإسلاموفوبيا”، وانطلاق سلسلة اجتماعات عُرفت بمسار إسطنبول بهدف التعاون والتنسيق بين العالم الإسلامي والغرب.
كما أن لمنظمة التعاون الإسلامية إنجازات أخرى منها استحداث إدارة الشؤون الإنسانية في المنظمة، لمد يد العون والمساعدات للمتضررين في العالم الإسلامي، وإنشاء مركز صوت الحكمة الذي يدفع إلى مكافحة الكراهية والتطرف، ونشر خطاب معتدل على شبكات التواصل الاجتماعي لتقديم الصورة الصحيحة للإسلام، بالإضافة إلى إطلاق أول قمة علمية من نوعها في كازاخستان والتي أعلنت عن إستراتيجية علمية للابتكار والبحث العلمي حتى العام 2026.
وتنفرد المنظمة بشرف كونها جامعة كلمة الأمة وممثلة المسلمين وتناصر القضايا التي تهم ما يزيد على مليار ونصف المليار مسلم في مختلف أنحاء العالم. وترتبط المنظمة بعلاقات تشاور وتعاون مع الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الحكومية الدولية بهدف حماية المصالح الحيوية للمسلمين، والعمل على تسوية النزاعات والصراعات التي تكون الدول الأعضاء طرفًا فيها.
واتخذت المنظمة خطوات عديدة للدفاع عن القيم الحقيقية للإسلام والمسلمين وتصحيح المفاهيم والتصورات الخاطئة، كما ساهمت بفاعلية في مواجهة ممارسات التمييز ضد المسلمين بجميع صورها.