مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

إسبانيا تسحب سفينتها الحربية من شمال المغرب لتفادي أزمة جديدة

نشر
الأمصار

عادت السفينة التابعة للبحرية الإسبانية، التي تحمل اسم “مار كاريبي” (بحر الكاريبي) إلى قاعدتها “بونتاليس” بمنطقة “قاديس”،  بعد استكمال دعمها اللوجستيكي الرابع في عام 2021 للجزر المغربية المحتلة من قبل إسبانيا والواقعة في حوض البحر الأبيض المتوسط.

وأوضحت وسائل إعلام إسبانية أن مدريد سحبت السفينة من الجزر المغربية، التي ما زالت تستعمرها، تفاديا لأزمة دبلوماسية جديدة مع الرباط، مثل أزمة جزيرة “ليلى”.

 

إسبانيا
السفينة الإسبانية

وتابعت المصادر ذاتها أن الهدف من عملية رسو السفينة في محيط الجزر المغربية المستعمرة، والتي انطلقت يوم 26 من شهر نونبر الماضي، كان تقديم الدعم اللوجستيكي لعناصر الجيش الإسباني الموجودة هناك، وفي الوقت نفسه توجيه رسالة للمغرب، الذي يطالب باسترجاع جميع أراضيه، التي مازالت تحت الاستعمار الإسباني

ويلاحظ، مؤخرا، توالي بعض التحركات الإسبانية بمحيط الجزر المحتلة الواقعة في شمال المغرب. حيث تعمل مدريد على تقوية “وجودها العسكري”، وذلك بعد أن باتت تعيش حالة توجس، إثر الإعلان عن الاتفاق الأمني، الذي وقعته الرباط مع تل أبيب.

وسبق للجنرال إنريكي ميلان مارتينيث، الذي يرأس مديرية ثكنات الجيش الإسباني، أن انتقل، مؤخرا، إلى الجزر الجعفرية ، وصخرة الحسيمة أو جزيرة النكور، وجزيرة باديس أو جزيرة قميرة، برفقة قادة آخرين من السلك العسكري بهدف “معرفة ودراسة إمكانيات تحسين نوعية الحياة” لعناصر الجيش المنتشر هناك.

المغرب يشتري سفينة حربية من إسبانيا بـ150 مليون يورو

وكانت قد أعلنت وزيرة المالية الإسبانية، ماريا خيسوس مونتيرو، عن توريد سفينة حربية إلى المملكة المغربية تقدر قيمتها بـ150 مليون يورو.

وقالت الوزيرة إن شركة “نافانتيا” الإسبانية قد تقدمت بعرض لتوريد سفينة حربية إلى المغرب بعد أن تقدمت الأخيرة في أبريل/نيسان الماضي، بمواصفات عقد بناء زورق الدورية الذي تهتم به أحواض بناء السفن من دول عديدة، بحسب “هسبريس” المغربية.

وقالت المسؤولة إن العقد سيشمل مليون ساعة عمل ونحو 250 وظيفة لخليج قادس خلال السنوات الثلاث والنصف القادمة.

وعلى الرغم من عدم رغبة كل من وزيرة المالية الإسبانية وشركة “نافانتيا” تقديم أي تفاصيل حول خصائص السفينة، تشير مصادر صناعية إلى أن السفينة من طراز أفانتي ويبلغ وزنها حوالي 1500 طن

وبحسب “هسبريس” فقد حضر فريق من الشركة إلى المغرب للتفاوض على الجوانب الفنية والتجارية.

ووصفت عمدة قادس، باتريشيا كافادا، الصفقة بـ”الأخبار الرائعة”، مضيفة أنها “دفعة جديدة للقطاع الصناعي في إقليم قادس”

وفي تصريحات للصحافيين، قالت باتريشيا كافادا إن “هذا العقد الجديد مع المغرب يعني الكثير للمنطقة، خاصة في هذا الوقت الذي يجب أن يتم فيه إعادة الإعمار جنبًا إلى جنب مع جميع القطاعات، وخاصة الإستراتيجية منها مثل الصناعة”.

وشركة “نافانتيا” هي شركة عامة إسبانية للبناء البحري المدني والعسكري، متخصصة في صناعة زوارق دورية على ارتفاعات عالية.

يشار إلى أن هذا النوع من زوارق الدوريات متخصص في مراقبة الساحل وعمليات الإنقاذ، حيث إن لديها سطحًا للمروحيات، كما أنها مناسبة لمنع مغادرة القوارب التي تحمل مهاجرين غير شرعيين أو لاعتراضهم في أعالي البحار، وهي قدرة البحرية المغربية التي تهتم إسبانيا بتعزيزها.

وكانت “نافانتيا” تفاوض، منذ أكثر من عام، على بيع سفينتين من هذا النوع للبحرية المغربية مقابل 272 مليونا. وعلى الرغم من بدء تشييد أحد هذه الوحدات في الوقت الحالي، فإن العقد يفتح الباب أمام طلب المزيد من الوحدات المماثلة.

يذكر أن آخر مرة اقتنى فيها المغرب سفينة من إسبانيا تعود إلى عام 1982، إذ قامت إسبانيا بتسليم سفينة إلى البحرية الملكية المغربية، وهي سفينة حربية، وفي بداية نفس العقد، اشترت البحرية المغربية أيضًا أربعة زوارق دورية وسفن أخرى أصغر في إسبانيا.

وقد توجه المغرب بعد ذلك إلى وجهات أخرى في شراء احتياجاته من هذا النوع، حيث قام بشراء سفنه الجديدة من فرنسا (فرقاطة محمد السادس) ومن هولندا (ثلاث طرادات من طراز سيجما).