خمسة قتلى في السعودية واليمن في قصف للمتمردين وغارات للتحالف
قتل خمسة أشخاص في السعودية واليمن في قصف للمتمردين وغارات للتحالف، حيث قتل شخصان في جنوب السعودية بقصف للمتمردين الحوثيين وثلاثة أشخاص أخرين في اليمن في غارات للتحالف بقيادة المملكة، مساء الجمعة، حسبما أفاد الدفاع المدني السعودي ومصادر طبية يمنية السبت، في تصعيد للمواجهات بين الطرفين.
ومن جانبه، قال الدفاع المدني إنّ سعوديا ويمنيا قتلا وأصيب سبعة آخرون بجروح مساء الجمعة؛ بعد سقوط “مقذوف عسكري” على متجر أطلقته “المليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران من داخل الأراضي اليمنية تجاه محافظة صامطة في منطقة جازان”.
كما تضرر محلان تجاريان و12 مركبة بسبب “الشظايا المتطايرة”.
وتعتبر هذه هي المرة الاولى التي يُوقع فيها قصف للمتمردين الحوثيين قتلى وجرحى في السعودية منذ فترة طويلة. ومن المقرّر أن يعقد التحالف اليوم مؤتمر صحافيا للتحدث بشأن آخر التطورات.
وتتعرّض مناطق عدة في السعودية باستمرار لهجمات بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة مفخخة تُطلق من اليمن باتجاه مطاراتها ومنشآتها النفطية.
وعن صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين، أفادت مصادر طبية لوكالة فرانس برس بـ”مقتل ثلاثة مدنين بينهم إمراة وطفل وجرح ستة جراء قصف طيران التحالف لمباني المؤسسة العامة للاتصالات وسكن الموظفين في قرية عجامة “شمال غرب العاصمة صنعاء” مساء أمس الجمعة أيضا.
ويأتي ذلك في ظل تصعيد بين الطرفين حيث يشن التحالف غارات على العاصمة صنعاء منذ نحو أسبوع، مستهدفا مواقع للمتمردين بينها المطار، يقول إنها تُستخدم كمنصة لإطلاق للطائرات مسيرة مفخخة باتجاه المملكة.
ويشهد اليمن منذ منتصف 2014 نزاعا على السلطة بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران وقوات الحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة من التحالف العسكري بقيادة السعودية منذ آذار /مارس عام 2015.
وتسبّبت الحرب بأسوأ أزمة انسانية في العالم بحسب الامم المتحدة حيث يواجه ملايين الأشخاص خطر المجاعة في بلد يعتمد فيه 80 بالمئة من السكان وعددهم نحو 30 مليونا على المساعدات، إلى جانب مقتل مئات آلاف الأشخاص ونزوح ملايين السكان عن منازلهم نحو مخيمات موقتة.
معدل الجوع في اليمن حالياً لم يسبق له مثيل ويسبب معاناة شديدة لملايين الناس. وبالرغم من توفير المساعدات الإنسانية، هناك 16 مليون شخص ينامون جوعى كل يوم. ورغم المساعدات الإنسانية المتواصلة، يعاني 16.2 مليون يمني انعدام الأمن الغذائي. وأصبح هناك بؤر في اليمن تعاني من ظروف شبيهة بالمجاعة لأول مرة منذ عامين في حجة وعمران والجوف حيث يعيش نحو 50 ألف شخص في ظروف شبيهة بالمجاعة.
وهناك أكثر من 5 ملايين شخص في اليمن على شفا المجاعة حيث ترك الصراع والتدهور الاقتصادي الأسر تكافح للعثور على ما يكفيهم من الغذاء حتى يظلوا على قيد الحياة.
الحوثيون يدفعون اليمن إلى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم
أطلق برنامج الغذاء العالمي، في وقت سابق تحذيراً جديداً من انزلاق اليمن نحو المجاعة مع زيادة المعارك في مأرب، ورفض الميليشيات كل خطط وقف القتال، وفي ظل ما نتج عنه من تشريد عشرات آلاف المدنيين وعدم القدرة على الوصول لملايين المحتاجين.
وقال البرنامج في تقرير جديد عن الحالة الإنسانية في اليمن، إن أكثر من خمسة ملايين شخص معرضون لخطر المجاعة في بلد لا يزال يشكل إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، مؤكداً أن الاستهلاك الغذائي غير الكافي، وهو أحد مقاييس الجوع التي يتتبعها البرنامج آخذ في الارتفاع، ما يعكس مدى أهمية المساعدة الغذائية للأسر – ومدى عدم استقرار حالة الأمن الغذائي.
وكشف البرنامج أن سبع سنوات من الصراع لم تظهر أي علامة على انحسار الجوع، مع استمرار القتال في تشريد عشرات الآلاف وتعطيل وصول الملايين من الأشخاص إلى الغذاء، حيث يواجه أكثر من نصف السكان (16.2 مليون شخص) جوعاً حاداً، مع وجود 5.1 مليون شخص معرضين لخطر المجاعة. ونصف الأطفال دون سن الخامسة (2.3 مليون) معرضون لخطر سوء التغذية هذا العام.
ويذكر التقرير أن الانخفاض السريع في قيمة الريال اليمني هو أحد المحركات الأساسية لزيادة الجوع، مع استمرار العملة في الانخفاض بانتظام إلى مستويات قياسية جديدة تجاوزت 1600 ريال يمني للدولار الأميركي الواحد في أوائل ديسمبر (كانون الأول) الجاري حيث تسارع معدل الاستهلاك مع انخفاض بنسبة 26 في المائة في الأسابيع الستة الماضية وحدها. ويضاف إلى ذلك نفاد احتياطيات اليمن من العملات الأجنبية، ما يجعل من الصعب بشكل متزايد على البلد المعتمد على الاستيراد تمويل واردات الغذاء.