الرئيس الفلسطيني يبحث مع وزير الدفاع الإسرائيلي قضايا اقتصادية وأمنية
التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مع وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس في منزل الأخير بمدينة “روش هاعين” وسط إسرائيل.
اللقاء يعد الأول للرئيس الفلسطيني مع مسؤول إسرائيلي في إسرائيل منذ العام 2010، ولكنه اللقاء الثاني مع جانتس الذي كان وصل إلى رام الله أغسطس للقاء الرئيس الفلسطيني.
وقال رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطيني حسين الشيخ، الذي شارك باللقاء، في تغريدة على تويتر: “التقى مساء اليوم الرئيس محمود عباس بالوزير بيني جانتس، حيث تناول الاجتماع أهمية خلق أفق سياسي يؤدي إلى حل سياسي وفق قرارات الشرعية الدولية، وكذلك الأوضاع الميدانية المتوترة بسبب ممارسات المستوطنين، وتناول الاجتماع العديد من القضايا الأمنية والاقتصادية والإنسانية”.
وأصدر مكتب الوزير الإسرائيلي بيانا جاء فيه، “استضاف وزير الدفاع بيني جانتس رئيس السلطة الفلسطينية أبومازن في لقاء عقد بمنزله في روش هاعين”.
وأضاف” ناقش الطرفين قضايا سياسية – أمنية ومدنية واقتصادية، وقال جانتس لأبو مازن، إن إسرائيل مستعدة للعمل وهذا سيعزز اقتصاد السلطة الفلسطينية”.
وقالت مصادر إسرائيلية إن اللقاء استمر ساعتين ونصف الساعة، ورئيس الوزراء نفتالي بينيت وافق على اللقاء.
وأشار مصدر في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، إلى هذا اللقاء يتعلق بقضايا راهنة للمؤسسة الدفاعية مع السلطة الفلسطينية، ولا توجد هناك عملية سياسية مع الفلسطينيين”.
وكان قد قال المتحدث الرسمى باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن القنصلية الأمريكية يجب أن تفتح فى مدينة القدس الشرقية، بغض النظر عن موافقة رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالى بينيت.
وأضاف أبو ردينة، في تصريح صحفي متلفز، الثلاثاء – أن تصريحات بينيت يوم أمس التي قال فيها إنه لا مكان لقنصلية أمريكية مخصصة للفلسطينيين في القدس “مرفوضة”، وهي رسالة موجهة إلى الإدارة الأمريكية، لأن قرارها بإعادة فتحها يأتي من منطلق تعزيز التواصل مع السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
وأكد أبو ردينة أن القيادة الفلسطينية لن تتعامل مع أي كيان في مدينة القدس الشرقية، ما لم يكن مخصصًا للقضية الفلسطينية، كونها جزءًا من الأرض المحتلة عام 1967، مشيرًا إلى أن الموقف الفلسطيني يأتي استنادًا لقرارات الشرعية الدولية، وقرارات مجلس الأمن والتي تؤكد جميعها على أن القدس الشرقية هي أرض محتلة.
وقال: “بينيت يكرر يوميًا أنه غير مستعد للسلام، ولا يريد البحث عن الأمن والاستقرار، وقرار مثل ذلك سيؤدي إلى بقاء المنطقة في حالة توتر وغليان”.
وشدد الناطق باسم الرئاسة، على أن القدس ليست مدينة عادية، فهي عاصمة دولة فلسطين، لا يجوز المساس بها، ولا المساس بأراضيها، وهي مدينة فلسطينية عربية، مؤكدًا أن الموقف الفلسطيني واضح تمامًا بوجوب أن تعي إسرائيل بأن السلام لن يتحقق دون القدس، ولن يُسمح لأحد أن يعقد سلامًا دون القدس.
وقبل ذلك أكدت رئاسة السلطة الفلسطينية، الأحد، أنها لن تقبل إلا بإعادة فتح القنصلية الأمريكية في مدينة القدس الشرقية، وذلك ردا على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، التي أعلن فيها رفضه إعادة فتح قنصلية أمريكية في القدس، تخدم الفلسطينيين.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أوضحت أنها تريد إعادة فتح القنصلية التي تخدم الفلسطينيين في القدس بعد أن أغلقها الرئيس السابق دونالد ترامب في عام 2019 ودمجها مع السفارة الأمريكية التي نقلها من تل أبيب إلى القدس.
وقال الناطق الرسمي باسم رئاسة السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن القيادة الفلسطينية “لن تقبل إلا بإعادة فتح القنصلية الأمريكية في مدينة القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين”، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
وأضاف أبو ردينة تعقيبا على تصريحات بينيت أن الإدارة الأمريكية أكدت التزامها باستمرار على إعادة فتح قنصليتها في القدس الشرقية، وهو ما أُبلغنا به رسميا، وننتظر تنفيذه في القريب العاجل.
وتابع أبو ردينة بالقول إن “أي توجهات إسرائيلية تحاول عرقلة مسار فتح القنصلية في مكانها الذي أقيمت فيها عام 1844 هي توجهات مرفوضة، تأتي في سياق المحاولات الإسرائيلية لفرض سياسة الإجراءات أحادية الجانب كالاستيطان المدان دوليا”.
وأكد أبوردينة أن “القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية ستبقى قوة تاريخية ودينية مقدسة عبر الزمن، وهي مدينة فلسطينية عربية أكبر من أن تمسها أي عملية تزوير أو تضليل”.
وقال إن “هذا التحدي الإسرائيلي للإدارة الأمريكية وللمجتمع الدولي وللشرعية الدولية يؤكد مرة أخرى أنها أصبحت سلطة معزولة عن مجرى التاريخ”.