الاتحاد الأوروبي يدين قرار روسيا بإغلاق منظمات تدافع عن حقوق الإنسان
أعرب الاتحاد الأوروبي عن أسفه حيال قرارات صدرت عن محكمتين روسيتين بإغلاق منظمة “ميموريال” الحقوقية والمركز التذكاري لحقوق الإنسان.
وجاء في بيان صحفي نشرته دائرة العمل الخارجية التابعة للاتحاد الأوروبي اليوم السبت، عبر موقعها الرسمي، أن منظمة “ميموريال” لطالما قامت بدور فريد في توثيق الجرائم التاريخية واستعادة ذكرى عشرات الملايين من ضحايا القمع السياسي في روسيا وخارجها.
كما دعت المنظمة بلا كلل إلى حماية حقوق الإنسان في روسيا، وفضح الانتهاكات المروعة، التي وقعت في شمال القوقاز، ونحن لن نقبل إدعاء السلطات الروسية بأن العمل المبدئي والسلمي لمركز “ميموريال” لحقوق الإنسان يبرر التطرف والإرهاب.
وأضاف البيان أن قرارا آخر غير معقول صدر بحق المركز التذكاري لحقوق الإنسان ليأتي بالتزامن مع حملات عديدة من القمع المتعمق والمنهجي في روسيا ضد المدافعين عن حقوق الإنسان ووسائل الإعلام المستقلة والصحفيين وأعضاء المعارضة السياسية والأصوات الناقدة، فضلاً عن الأقليات الدينية وغيرها من الجماعات المهمشة، ويزيد هذا من الإضرار بسمعة روسيا الدولية، حيث إن احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية وسيادة القانون تشكل أحد أسس النظام الدولي القائم على القواعد.
ودعا الاتحاد الأوروبي، روسيا إلى الوفاء بالتزاماتها الدولية في مجال حقوق الإنسان.. مضيفا “نواصل إدانة التشريع الروسي بشأن ما يُسمى بـ (تشريع العملاء الأجانب)، والذي يزيد من إسكات الأصوات المستقلة ويقلص مساحة المجتمع المدني، حيث أن شعب روسيا، مثله مثل كل شعوب العالم، يتمتع بالحق في حرية التعبير وتكوين الجمعيات، بما في ذلك الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات الأساسية”.
وفي سياق أخر، الاتحاد الأوروبي يدين قرار روسيا بحل منظمة حقوقية تدافع عن حقوق الإنسان.
أدان الممثل السامي للشئون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، قرار المدعي العام الروسي بحل منظمة “ميموريال” الحقوقية وإدراجها تحت ما يُسمى بـ “تشريع العملاء الأجانب”.
وقال بوريل في بيان صحفي، إن الاتحاد الأوروبي لطالما ندد مراراً وتكراراً بتشريع العملاء الأجانب، نظرا لتعارضه مع التزامات روسيا الدولية في مجال حقوق الإنسان، ومثل قرار حل منظمة “ميموريال” حالة أخرى لاستخدام هذا التشريع من أجل تقليص مساحة الحرية والتضيق على منظمات المجتمع المدني الروسية التي تسعى لحماية حقوق الإنسان ومناهضة أشكال القمع السياسي.
وأضاف بوريل “يجب على السلطات الروسية عكس هذا القرار ووقف قمع المجتمع المدني ووسائل الإعلام المستقلة بشكل فوري، مع الاعتراف بأن (ميموريال) تحظى باحترام دولي وواحدة من أقدم المنظمات في روسيا، التي تظل أنشطتها محورية للدفاع عن حقوق الإنسان وتشكل حصنًا ضد محاولات التلاعب بالذاكرة التاريخية للقمع السياسي، حيث أن فهم فظائع الماضي قيمة يجب أن تحظى بالدعم والحماية، وسيكون حلها خسارة لا تعوض للشعب الروسي وبقية أوروبا”.
منظمة “ميموريال” هي جمعية روسية تاريخية ومدنية مهتمة بقضايا حقوق الإنسان تأسست عام 1989، ويقع مقرها في العاصمة موسكو، وتعمل في عدد من الدول وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي حصلت على جائزة “سخاروف” لحرية الفكر عام 2009.