حركة الشباب تزيد رقعة سيطرتها على الصومال
وسعت حركة الشباب الصومالية الموالية لتنظيم القاعدة الإرهابي، من نفوذها وزيادة نشاطها الإرهابي، لا سيما بعد الانسحاب الأمريكي وقرب خروج قوات الاتحاد الأفريقي، إذ سحبت ألف جندي في 2017، كما تم سحب قوات إضافية في 2019، مع خطط لتسليم المسؤوليات الأمنية إلى القوات الصومالية بصورة كاملة بحلول نهاية 2021، فضلًا عن الاضطرابات الإقليمية في السودان وإثيوبيا والصراع السياسي الداخلي، بالإضافة إلى العديد من العوامل الأخرى.
واستفادت حركة الشباب الصومالية، من التطورات الإقليمية والداخلية لتوسيع رقعة سيطرتها على الصومال، مستغلة أيضًا الخلافات السياسية والأمنية في الحكومة، وتراجع الضربات الأمريكية ضد الحركة، مما ينذر بانهيار البلاد في حرب أهلية ضارية.
انتصارات حركة الشباب
نجحت حركة الشباب تحقيق الانتصارات الأخيرة، ضد القوات الصومالية، مستغلة الانقسامات بين الحكومة وحلفائها السابقين من جماعة أهل السنة والجماعة، التي لعبت دورًا محوريًا في القتال ضد الحركة في الشهور الأخيرة، ساعدها في ذلك الأزمة السياسية التي تسبب فيها الرئيس محمد عبدالله فرماجو، برفضه عقد الانتخابات الرئاسية في موعدها فبراير 2021 مع انتهاء ولايته، ساعيًا إلى تمديد ولايته لمدة عامين من دون إجراء انتخابات، وهو ما ترتب عليه اندلاع مواجهات عنيفة في مقديشيو بين القوات الموالية للحكومة والقوات التابعة للمعارضة، حتى توصل في النهاية لاتفاق مع المعارضة في 27 مايو، والذي نص على إجراء الانتخابات في غضون 60 يومًا، ولكن لم يتم الالتزام بهذا المسار الزمني حتى الآن، مما وفر فرصة ذهبية لحركة الشباب للتوسع في السيطرة على المزيد من المناطق بعيدًا عن مناطق سيطرتها التقليدية التي تتركز في وسط وجنوب الصومال.
وشهدت الفترة الأخيرة تصاعدت حدة الهجمات الإرهابية التي شنتها حركة الشباب الصومالية، ونتج عن ذلك السيطرة على مدن استراتيجية، إذ سيطرت الحركة على 3 مدن استراتيجية في ولاية جلمدج، وهي متبان، وعيل طيري وغدون، وتقف الآن على أبواب مدن أخرى إذ تستهدف استعادة المناطق التي خسرتها خلال عملية عسكرية واسعة شنّها الجيش الصومالي في ولاية جلمدج الحيوية، نظرًا لامتلاكها منافذ بحرية تسمح لها بعمليات تهريب الأسلحة، والعناصر الإرهابية، خلال شهري يونيو، ويوليو 2021، فضلًا عن السيطرة على بلدة ياق أرار قرب مدينة كيسمايو، أكبر مدن ولاية جوبالاند الفيدرالية
والجدير بالذكر، قتل الجيش الوطني الصومالى ما لا يقل عن 25 عنصرا من مليشيات الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة في عملية عسكرية جرت في قرى بضواحي منطقة بريري التابعة لإقليم شبيلي السفلى بحسب وكالة الأنباء الوطنية الصومالية.
وأطلقت قوات الكوماندوز عملية مخططة الأحد، بين منطقتي توكل وبريري، حيث اندلع قتال عنيف هناك وهزم العدو الإرهابي من خلاله.
وقال قائد الكتيبة السابعة عشرة لقوات الكوماندوز، الرائد نغيي، في تصريح لإذاعة القوات المسلحة الصومالية :”إنه تم إبلاغ القوات المسلحة بأن عناصر من مليشيات الشباب يتجمعون بين قريتي بريري وتوكل في محافظة شبيلي السفلى لالحاق الأذى بالسكان المدنيين”.
وأشار القائد إلى أنهم كبدوا خسائر فادحة للعدو الإرهابي وقتلوا 25 إرهابيا وجرحوا كثيرين، مضيفا أن جثث الإرهابيين ملقاة في شوارع المنطقة التي نفذت فيها العملية.