غدًا.. ليبيا تحتفل برأس السنة الأمازيغية
تحتفل دول شمال إفريقيا المغاربية ومن بينها ليبيا غداً الأربعاء برأس السنة الأمازيغية الجديدة 2972.
واكتسبت هذه الاحتفالية-مؤخراً-أهمية أكبر نحو إرساء حيوية هوية ثقافية ضمن الحفاظ على لغات وعادات وتقاليد الشعوب وصونها من الفناء الذي يهدد الكثير من الحضارات التاريخية العريقة .
وتحيي شعوب دول المنطقة هذه المناسبة، ابتداء من يوم 12 يناير، حيث يحتفل أمازيغ كل من ليبيا والجزائر والمغرب وأجزاء من غرب مصر، برأس السنة الأمازيغية الجديدة وتوافق 2022 عام 2972 بالتقويم الأمازيغي.
ويعود تاريخ هذا الاحتفال إلى العصور القديمة، وهو متجذر في الحكايات والأساطير الشعبية لدول شمال إفريقيا، ويعد إحياء للرابط بين الأمازيغ والأرض التي يعيشون عليها، فضلا عن ثروة الأرض وخيراتها الفلاحية، حيث يعد شهر يناير احتفالا بعيد الطبيعة والحياة الزراعية والنهضة والوفرة.
وتجدر الإشارة إلى أن احتفالات الليبيين الأمازيغ والمغاربة الأمازيغ لهذا العام أتت ضمن مناشدات للحكومتين في البلدين الشمال أفريقيين باستصدار قرار بأن يكون يوم الاحتفاء برأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية كأي عيد وطني وأسوة بالجزائر التي قطعت شوطا على صعيد تكريس اللغة الأمازيغية واحتفالات الأمازيغ بالسنة.
يناير (بالتيفيناغ: ⵉⵏⵏⴰⵢⵔ)، أو ناير أو جانفي، بحسب اختلاف اللهجات الأمازيغية والمغاربية في شمال أفريقيا هو أحد الشهور الأمازيغية، فهو الشهر الأول من السنة الأمازيغية، ويتزامن حلوله مع اليوم الثاني عشر من بداية السنة الميلادية. والسنة الأمازيغية تبتدئ من سنة تسعمائة وخمسين قبل الميلاد، وبالتالي فإن التقويم الأمازيغي يزيد تسعمائة وخمسين سنة عن التقويم الميلادي، فمثلا توازي السنة الأمازيغية 2968 السنة 2018 الميلادية.
لقد ارتبط يناير بمعتقدات ضاربة في القدم، فمثلا يعتقد الأمازيغ أن من يحتفل بيناير سيحظى بسنة سعيدة وناجحة، ويختلف شكل الاحتفال من قبيلة إلى أخرى، ويبدو أنه حتى بعض القبائل العربية تحتفل بالسنة الأمازيغية. وتعد أكلة أوركيمن والكسكس إحدى الوجبات الهامة في ذلك الاحتفال، وتجدر الإشارة إلى أن الكسكس وجبة عالمية أمازيغية الأصل، ذات اعتبار متميز لدى المغاربيين أمازيغا وعربا. بل حتى إن المغاربة يتناولون الكسكس في يوم الجمعة كعادة عندهم.