النووي الإيراني يشعل النيران بين واشنطن وإسرائيل
كشف وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، الأحد، عن نشوب”خلافات” مع الولايات المتحدة، بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وأوضح لابيد. في مستهل الاجتماع مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الأحد، في روما، أن لدى إسرائيل “تحفظات شديدة بشأن الاتفاق حول النووي الإيراني الذي يتم الإعداد له في فيينا”، الذي تسعى واشنطن للوصول إليه.
وأضاف الوزير الإسرائيلي: “نعتقد أن السبيل لبحث هذه الخلافات حوارات مباشرة ومهنية، وليس في مؤتمرات صحفية”.
وتابع: “في السنوات الأخيرة ارتُكبت أخطاء”، في إشارة إلى التقارب بين رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو والحزب الجمهوري الأميركي، وأضاف: “سوف نصلح سويا تلك الأخطاء”.
من جهة أخرى، قال بلينكن إن لبلاده “شراكة وتعاونا مبنيان على المصالح المشتركة مع إسرائيل”.
وأضاف: “دعمنا قوي لإقامة علاقات طبيعية بين إسرائيل وجيرانها”، مشيرا إلى أنه يدعم الاتفاقات التي أبرمتها إسرائيل مع دول عرببية، ويأمل في انضمام دول أخرى.
لكنه عاد ليشدد على أن “اتفاقات العلاقات لا يمكن أن تكون بديلا عن الانخراط في قضايا بين الإسرائيليين والفلسطينيين”.
وكشف بلنكن أنه سيتحدث مع نظيره الإسرائيلي بشأن المساعدات الإنسانية لغزة.
العلاقات مع الحلفاء
وتعهد لابيد في منتصف يونيو بتحسين الحوار مع الحزب الديمقراطي الأميركي والدول الأوروبية، ووصف هذه العلاقات على التوالي بأنها “خطيرة” و”عدائية” في عهد بنيامين نتنياهو.
ورد رئيس الوزراء السابق الذي قاد إسرائيل منذ ربيع 2009، بتسجيل فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي وصف فيه الحكومة الجديدة بأنها “خطيرة جدا”.
ومع استمرار الخلافات في إسرائيل بعد أعمال العنف في مايو، يحكم تحالف متنوع إسرائيل بينما يستمر عدم اليقين على المستوى السياسي في السلطة الفلسطينية، أوضح فريق بايدن أنه لا يسعى إلى وضع مبادرات للسلام في الشرق الأوسط بتسرع.
وقال بلينكن في باريس إن الأولوية العاجلة هي معرفة كيفية إرسال مساعدات إنسانية وإعادة إعمار قطاع غزة الجيب الفقير جدا والمكتظ بالسكان.
موقف إسرائيل من الاتفاق النووي
وكان الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين ناقش مع رئيس الوزراء المواقف التي سيعرضها على الرئيس الأميركي فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية الرئيسية مثل إيران، واعتراض “إسرائيل” على العودة للاتفاق النووي.
يذكر أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، جدد موقف “إسرائيل” المعارض لعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الإيراني خلال اجتماعٍ في واشنطن.
كوخافي التقى أول أمس مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ومسؤولي دفاع أميركيين كبار آخرين بمن فيهم بريت ماكغورك، منسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكارا أبيركرومبي، المستشارة الخاصة للرئيس لشؤون الدفاع.
وأعرب قائد الجيش الإسرائيلي عن تحذيراته من “إخفاقات الاتفاق النووي الحالي” وحث نظراءه على استكشاف طرق بديلة لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية.
ويأتي هذا اللقاء بينما تجري مفاوضات تهدف إلى إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الموقع في 2015 في فيينا بشأن إيران وانسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بقرار أحادي بعد ثلاث سنوات.
وتعارض إسرائيل الاتفاق الذي أجبر طهران على تقليص برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الدولية، لكن السلطات الإيرانية تراجعت عن التزامات محددة بعد الانسحاب الأميركي.
وقرر الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن التفاوض على عودة بلاده إلى الاتفاق.
من جهة أخرى، يريد بايدن وبلينكن الحفاظ على وقف إطلاق النار الهش الذي دخل حيز التنفيذ في 21 مايو بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) المسلحة التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007.
وأبرمت هذه الهدنة بعد قتال استمر 11 يوما، وكان الأسوأ منذ 2014. وقد أدى إلى سقوط 260 قتيلا في الجانب الفلسطيني، و13 في الجانب الإسرائيلي، حسب مصادر محلية. وأثار تصعيد العنف انتقادات شديدة على الصعيد الدولي.
واتهم يائير لابيد الذي أصبح وزيرا للخارجية في إسرائيل في 13يونيو مع القومي نفتالي بينيت كرئيس للوزراء، نتنياهو بتعريض الدعم الثابت للولايات المتحدة للخطر من خلال الوقوف وراء الحزب الجمهوري لدونالد ترمب.
وترى الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي تسعى إلى إقامة علاقة سليمة مع حليفتها التاريخية الكبرى، أن إيران تمثل تهديدا كبيرا لإسرائيل وشنت ضربات على غزة، لكنه تعهد بإعطاء الأولوية لتحالفه مع واشنطن ومحاولة التكتم بشأن خلافاتهما.