إثيوبيا: إطلاق سراح 25 سجينًا سودانيًا
قامت السلطات الإثيوبية، اليوم الأحد، بإطلاق سراح 25 سودانيا كانوا مسجونين بإقليم بني شنقول الإثيوبي، المتاخم للحدود السودانية، وذلك بالتزامن مع زيارة نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي محمد حمدان دقلو إلى أديس أبابا.
وذكرت قوات الدعم السريع السودانية التي يرأسها دقلو، في بيان عبر “فيسبوك”: “أطلقت السلطات الإثيوبية سراح (25) مواطنا سودانيا مسجونين بحاضرة إقليم بني شنقول أصوصا، بالتزامن مع زيارة نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو”.
وأضاف البيان أن حاكم إقليم النيل الأزرق أحمد العمدة أكد أن “الخطوة تأتي تتويجاً للبروتوكولات الموقعة نهاية العام الماضي في مؤتمر تطوير العلاقات الحدودية بين إقليم النيل الأزرق و إقليم بني شنقول – قمز، وتنفيذاً لما تم الاتفاق عليه بين الجانبين”.
وشدد حاكم إقليم النيل الأزرق على أن جهود الطرفين ستتواصل لتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه وبالأخص في المجالات الأمنية التي تخص الحدود وقضايا التجارة.
ووصل نائب رئيس مجلس السيادة، قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا السبت، في زيارة رسمية تستغرق يومين.
العلاقات بين السودان وإثيوبيا
شهدت العلاقات السودانية الإثيوبية استقراراً معقولاً أغلب فترة تسلم الرئيس ملس زيناوي السلطة في إثيوبيا (1991– 2012) ،بعد صراع كبير بين البلدين طوال فترة حكم الدرغ 1974، والرئيس منغستو هايله مريم منفرداً 1977-1991.[1]
ويرجع تحسّن العلاقات جزئياً إلى الدعم والمساندة اللذين وجدتهما جبهة تحرير التغراي ومن بعدها الجبهة الثورية لتحرير الشعوب الإثيوبية المكونة أساساً من التغراي كقوى رئيسية والأرومو وبعض معارضي الأمهرة من قبل حكومات السودان، وجاءت كذلك كرد فعل لمساندة إثيوبيا الاشتراكية الحركة الشعبية لتحرير السودان التي تأسست عام 1983. وكانت نشأتها الأولي برعاية مباشرة من إثيوبيا وإشراف لصيق من الأجهزة الأمنية الإثيوبية، حتى أن منغستو الحركة الشعبية وبيان تأسيسها الأول كان متشابهاً إلى حد بعيد مع التوجهات السياسية الاشتراكية الشيوعية التي كانت تطبع النظام الإثيوبي المهيمن على السلطة يومئذٍ[2]، ذلك بالرغم من أن قائد الحركة الشعبية الدكتور جون قرنق في قرارة نفسه كان ذا توجهات وميول غربية وكنسية لا تخفى على أحد بحكم الرعاية والدراسة ، ولكن ربما حدثت تفاهمات ما في تلك الحقبة بين الغرب ومنغستو لمساندة الدكتور جون قرنق كرئيس وحيد للحركة ضد خصومه، على أن تتوفر له رعاية إثيوبية غريبة مشتركة حتى يحقق النجاحات المطلوبة مثلما حدثت تفاهمات إثيوبية غربية قبل هزيمة سياد بري 1977[3]، كما أن جون قرنق نجح في إخفاء وجهه الغربي بدرجة من المهارة حتى مكنته الأيام من الخروج عن الوجه الاشتراكي القديم.