مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

أزمات تلاحق جونسون.. هل أصبح مستقبل رئيس الوزراء البريطاني في خطر؟

نشر
الأمصار

يتعرض رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لأزمة سياسية مؤخرًا يراها المحللون السياسيون أنها الأسوأ في تاريخه السياسي حيث وجود انقسام سياسي بشأنه وذلك وسط مطالبات باستقالته وتمكن الأزمة بشكل واضح بعد تزايد التمرد داخل حزب المحافظين التايع له رئيس الوزراء جونسون وسعي بعض أعضاء الحزب بالإطاحة به، ومن هذا المنطلق يناقش التقرير التالي الأزمة التي يتعرض لها رئيس الوزراء البريطاني وأثرها على موقفه السياسي فيما يلي:

جذور الأزمة

كانت بدايات الأزمة بسبب مخالفات إجراءات التباعد والإغلاق الكلي حيث إقامة سلسلة حفلات في مقر رئيس الوزراء أثناء الإغلاق الأول في 2020، حيث كشفت صحيفة «ذا ميرور» ووسائل إعلام أخرى تفاصيل تلك الواقعة، وذلك تزامنًا مع حفل توديع مستشاره العسكرى، ستيف هايام أثناء فترة الإغلاق الشامل، وقد بدأت الحكومة تحقيقًا رسميًا مع رئيس وزرائها للوقوف على حقيقة ما حدث.

وفي ذلك التوقيت طالب معارضوه بالاستقالة مبررين ذلك أنه خالف ما طالب به الشعب حيث مطالبتهم بالالتزام بالإجراءات الوقائية والتباعد وفرض سياسة الإغلاق الكلي وهى تعتبر إجراءات غير مقبولة بالنسبة للبريطانيين وهو في الوقت نفسه يقيم حفلات مع فريقه.

وتتمثل أبرز مخالفات الإغلاق في بريطانيا  المتورط  فيها  جونسون وفقٌا للتواريخ:

  • خلال مايو 2020: تمت دعوة 100 شخص عبر البريد الإلكترونى إلى حفل مشروبات فى حديقة 10 داونينج ستريت  وذلك خلافًا لإجراءات التباعد.
  • خلال نوفمبر 2020: قام موظفون فى داونينج ستريت بحضور تجمع دعت له كارى جونسون زوجة رئيس الوزراء، ونفى المتحدث باسم السيدة كاري جونسون حدوث الحفل، كما قد أقيم حفل وداع للمساعدة العاملة فى مكتب رئاسة الوزراء، كليو واتسون.
  • خلال ديسمبر 2020: عقد وزارة التعليم البريطانية اجتماعًا مكتبيًا لشكر الموظفين على عملهم أثناء الوباء، كما اعترف حزب المحافظين بوقوع «تجمع غير مصرح به»، بمقره الرئيسى فى وستمنستر، وتم إجراء مسابقة بمناسبة عيد الميلاد للموظفين فى مكتب رئاسة الوزراء .
رئيس الوزراء البريطاني داخل البرلمان

انقسامات بشأنه

في غضون إجراء التحقيقات مع جونسون تقدم حوالي 20 عضوًا بالبرلمان البريطانى وهم من حزب المحافظين الحزب الحاكم بطلب لسحب الثقة منه، إلا أن سحب الثقة خطوة لن تتحقق إلا إذا طالب بها 15% من نواب البرلمان على الأقل أي يجب أن يتقدم به 98 عضوًا من المجلس البالغ عدد أعضائه 650.

وعلى هذا النحو يخضع رئيس الوزراء البريطاني لاستجواب من قبل كبيرة موظفى الحكومة “سو جراى”  بشأن خرق تدابير الإغلاق الشامل، واتصالًا بذلك حدث انقسامات حول موقف رئيس الوزراء البريطاني ما بين مؤيد ومدافع عنه ويمكن توضيح القسمين كالتالي:

  • المدافعون عن بوريس جونسون وتمثلوا في:
  1. نائب رئيس الوزراء دومينيك راب والذي ينفي اتهام جونسون بالكذب فى التحقيقات، ويؤكد أن هذا الادعاء ليس له أساس من الصحة وأن رئيس الوزراء كان واضحًا للغاية مبررًا ذلك بأن جونسون كان يعتقد أن ذلك التجمع كان للعمل وليس حفلًا، وأن رئيس الوزراء قد أبدى أسفه.
  2. وزير التعليم ناظم الزهاوى وهو من المدافعين عن جونسون ويدعو إلى عدم إدانة رئيس الوزراء قبل استكمال التحقيقات والخروج بنتائج نهائية.
  3. المطالبون باستقالة رئيس الوزراء:
  4. رئيس حزب العمال كير ستارمر: والذي يطالب باستقالة جونسون مستندًا بذلك إلى أن اعتذار رئيس الوزراء البرطاني أمام البرلمان، يعنى أنه ارتكب خطأ يستوجب الاعتذار، وهو بذلك خالف القانون، ومن يخالف القانون فى بريطانيا مكانه السجن.
  5. مستشار جونسون السابق دومينيك كامينجز: حيث كتب فى مدونته الخاصة أن جونسون كذب على أعضاء البرلمان فى اعتذاره الشهير، بأنه حضر حفلًا فى حديقة مقر إقامته على أنه لقاء عمل، وردًا على تلك الاتهامات صرّح رئيس الوزراء البريطانى أن يكون كذب بشأن إقامة حفلات فى مقر رئاسة الوزراء، خلال فترة الإغلاق.
حزب العمال البريطاني

تحديات أخرى

هناك العديد من التحديات الأخرى أمام بوريس جونسون والتي تجعل مستقبله السياسي في خطر أبرزها:

  • فساد وزارة الدفاع البريطانية: حزب العمال المعارض والمطالب باستقالة رئيس الوزراء أوضح مراجعة شاملة تضمنت المخالفات المالية المالية بوزراة الدفاع البريطانية ضمن حوالي 76 إهدارًا ما لا يقل عن 13 مليار جنيه استرليني و4 مليار جنيه استرليني منذ عام 2019 بعد تكليف وزير الدفاع “بن والاس”.
  • اتهامات الحكومة بقضايا الفساد: يواجه حزب المحافظين اتهامات بالفساد، وخصوصصا بعد أن صوت أعضاؤه في 3 نوفمبر 2021 ضد تعليق عضوية أوين باترسون وزير البيئة السابق وعضو مجلس العموم ومحاولة فرض تعديلات شاملة لعملية التحقيق مع أعضاء البرلمان.
  • ارتفاع أسعار الطاقة: يواجه المواطنون البريطانيون مجموعة من الأزمات الاقتصادية حيث التضخم، وارتفاع أسعار الفائدة، وزيادة الضرائب، الأمر الذي ينذر بأزمة شرسة لارتفاع تكاليف المعيشة، علاوة على ذلك اتجاه الحكومة البريطانية إلى رفع الضرائب.
  • فرض هيئة الرقابة غرامة على حزب المحافظين بسبب تجديد شقة: حيث  فرض غرامة 17800 جنيه إسترليني بسبب عدم تقديم تقارير دقيقة عن عملية تبرع ساهمت في تمويل تجديد المقر الرسمي لإقامة جونسون.
  • خسارة حزب المحافظين لمقعد في البرلمان: يتعرض حزب المحافظين لمشكلة بعد الانتخابات التي أجريت في ديسمبر 2021 حيث خسارته لشغل مقعد “باترسون”، مما أدى إلى قلق البعض من أن سمعة الحزب وفرصه الانتخابية تواجه صعوبات تحت مظلة بوريس جونسون.
  • من التحديات أيضًا استقالة الوزير المسؤول عن بريكست ديفيد فروست بسبب شعوره بخيبة أمل من النهج الذي تسلكه حكومة جونسون.
حزب المحافظين البريطاني

شخصيات مرشحة

بسبب الأزمات التي يواجهها بوريس جونسون فإنه يتعرض لخطر استقالته بنسبة كبيرة وفي بالتالي في حالة استقالته فهناك أسماء شخصيات  مرشحة مطروحة على الساحة السياسية البريطانية وهم:

  •  وزير الخزانة ريشي سوناك  وهو أول الشخصيات المرشحة  لأنه يتمتع بشعبية بين الجمهور البريطاني.
  • رئيس لجنة الصحة والرعاية بالبرلمان جيريمي هانت والذي يتمتع بسلطة كبيرة في حزب المحافظين في الآونة الأخيرة.
  • وزيرة الداخلية بريتي باتيل وهى من أكثر الشخصيات المرشحة نظرًٍا لتمتعها بشعبية بعد دورها البارز في حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي.
  • وزيرة الخارجية ليز تروس وتعد من أفضل المرشحين حيث أن تعيينها كوزيرة للخارجية أثقل دورها في الحكومة على الرغم من تعقيد الأمور الخاصة بالخروج.
  • عضو البرلمان عن دائرة “ويكومب” ستيف بيكر وهو من الأشخاص الأكثر حظًا لتولي منصب رئاسة الوزراء حيث ترأس مجموعة الأبحاث الأوروبية وشارك في تأسيس مجموعة Covid Recovery Group المشككة في قيود مواجهة فيروس كورونا.

خلاصة القول: يواجه رئيس الوزراء البريطاني مشكلة تهدده بالاستقالة من منصبه بسبب عدم الالتزام بإجراءات الإغلاق الكلي وهذا أدى إلى غضب شعبي لأن هذه الإجراءات أدت إلى تضحيات شعبية، حيث لا تزال التحقيقات بشأن تجاوزات إجراءات فيروس كورونا والإغلاق الشامل عام 2020 جارية هذا بجانب مواجهته عدة تحديات أخرى أهمها قضايا فساد، ويتوقع  إصدار تقرير التحقيقات النهائي  نهاية الشهر  يناير الجاري فهذا الأسبوع المتبقي هو أسبوع حاسم بالنسبة للسياسة البريطانية، ولكن تشير المؤشرات بأن جونسون في وضع خطر خصوصًا مع ازدياد معارضيه من حزب المحافظين ولكن في الوقت نفسه يجب لكي نقول أن جونسون قد مات سياسيًا أن تُسحب منه الثقة بنسبة 15 % على الأقل في البرلمان ، حتى وإن  نجا جونسون وهو أمر غير مؤكد بشكل كبير، فإنه يواجه خطرًا آخر في الانتخابات المحلية في مايو القادم.