مناور ومخضرم.. تعرف على أبرز المرشحين لتولي حقيبة الخارجية الإيرانية
مناور ومخضرم في ملف مفاوضات البرنامج النووي والعلاقات مع دول الشرق الأوسط، ذو علاقة وثيقة بالمرشد الإيراني علي خامنئي، من “الشباب المؤمنين”.. جميعها صفات ترسم ملامح وزير خارجية “استثنائي” في بورصة الترشيحات الإيرانية لاختيار من يخلف وزير الخارجية الحالي جواد ظريف.
تتزايد بشكل يومي التكهنات حول هوية من سيخلف وزير الخارجية محمد جواد ظريف، في حكومة الرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي، حيث تداولت العديد من وسائل الإعلام المحلية أسماء مرشحة للمنصب، تباينت بين متشدد ومعتدل.
من يحل محل الوزير ظريف، الذي بدا أن علاقاته توترت مع المرشد والحرس الثوري، والذراع العسكري للمرشد، والمسؤول عن تنفيذ أجندة مشاريع إيران المليشياوية في الخارج، بعد أن اتهم ظريف الحرس بالتدخل في الشؤون الخارجية للبلاد دون اهتمام برأي الوزارة.
ثعلب المفاوضات
يتمتع عباس عراقجي، البالغ من العمر 58 عامًا، بثقة كبيرة من القيادة، وخبرة واسعة بملفات السياسة الخارجية، وبخاصة محادثات فينا للاتفاق النووي، وهو الملف الذي يشكل أهمية بالغة لطهران، لمعالجة الحالة الاقتصادية.
يتصدر اسم عراقجي، قائمة المرشحين لحل محل ظريف، وعراقجي هو كبير مفاوضي إيران في محادثات فيينا، وهو حاصل على الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة كينت البريطانية، وظهر كأبرز الدبلوماسيين في عهد الرئيس حسن روحاني، وعائلته من أصحاب النفوذ في دهاليز السياسة والاقتصاد، وتشتهر بصناعة وتجارة السجاد الإيراني.
المقرب من فيلق القدس
ولعل من أبرز المرشحين لحقيبة الخارجية، حسين أمير عبداللهيان، البالغ من العمر 57 عامًا، وقربه من القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري، قاسم سليماني، يوضح طبيعة تفكيره.
وعرف عبد اللهيان، وهو أصولي متشدد من مواليد 1964 في مدينة دامغان، بمواقفه الخارجية المشددة، ومساندته توجه الحرس الثوري وفيلق القدس في الشرق الأوسط، كما طَرد من الجزائر سابقا بعد شكوى تقدم بها نواب ضده، متهمينه بالتجسس ونشر التشيع، حين كان يشغل منصب مستشار ثقافي في السفارة الإيرانية.
شغل اللهيان، منصب مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والإفريقية والمدير العام لشؤون الخليج والشرق الأوسط، وهو على دراية وخبرة واسعة بالشأن العراقي والخليج العربي.
كذلك عمل نائبا لوزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، ولكن بعد خلافات مع محمد جواد ظريف، وترك الوزارة في 2016.
كما عين في منصب سفير إيران لدى البحرين، ورئيس اللجنة الخاصة بالعراق في وزارة الخارجية ومساعد السفير في بغداد، ومستشار وزارة الخارجية الإيرانية عام 2006، وهو حالياً مستشار الشؤون الدولية لرئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف.
كني والنفوذ العائلي
أما المرشح الآخر لمنصب وزير الخارجية، فهو السياسي المتشدد أيضا علي باقر كني، البالغ من العمر 53 مواليد 1967 في طهران، الذي شغل منصب نائب المدير العام لأوروبا الوسطى والشمالية في وزارة الخارجية، وبعد فوز حسن روحاني بالرئاسة في 2013، وأصبح من أبرز منتقدي المحادثات النووية.
والملفت أن كني نجل المرجع الديني محمد باقري كني، العضو السابق في مجلس خبراء القيادة، وترتبط عائلة كني بعلاقة مصاهرة مع عائلة خامنئي، فشقيقه مصباح الهدى باقر كني، متزوج من هدى حسيني أصغر بنات خامنئي، وهو خريج كلية الاقتصاد ودرس في جامعة الإمام صادق.
كما عيّن كني، نائباً لرئيس الشؤون الدولية في السلطة القضائية، عام 2019، ورئيساً للجنة حقوق الإنسان في القضاء الإيراني، كذلك، لعب دوراً حاسماً إلى جانب هاشمي رفسنجاني في اختيار خامنئي مرشداً للنظام في عام 1989.
جليلي.. أحد السياسين المتشددين
ويأتي ضمن المرشحين ممثل المرشد الأعلى سابقًا، سعيد جليلي، وهو كذلك أحد السياسيين المتشددين (مواليد 1965 في مدينة مشهد).
وكان انسحب من الانتخابات الرئاسية الأخيرة لصالح إبراهيم رئيسي، كما شغل منصب ممثل المرشد الأعلى في مجلس الأمن القومي لأكثر من ست سنوات.
كما ترأس فريق التفاوض النووي الإيراني مع الغرب خلال حكومة محمود أحمدي نجاد في فترة 21 أكتوبر 2007 حتى 5 سبتمبر 2013.
الخبرة تواجه العراقيل.. متكي
منوشهر متكي، 68 عاما، مرشح أيضا للمنصب الهام، وهو صاحب الخبرة الدبلوماسية الأكبر كونه كان وزيرا للخارجية بالفعل، وذلك في عهد الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، والذي عزله سنة 2010 في قرار اعتبره متكي إهانة له.
وشغل منوتشهر متكي، (مواليد 1953 في بندر غز)، منصب وزير خارجية محمود أحمدي نجاد لفترتين، من سبتمبر 2005 إلى ديسمبر 2010،
كما عيّن مديراً عاماً لشؤون أوروبا الغربية في وزارة الخارجية الإيرانية في عام 1989، وبعد ذلك شغل منصب نائب وزير الخارجية لمدة ثلاث سنوات.
وفي النصف الثاني من عام 1992، شغل منصب نائب وزير الخارجية للقنصلية القانونية والشؤون البرلمانية، لمدة عامين، وفي 1994 توجه إلى اليابان كسفير لإيران في طوكيو.
كذلك، عمل بعد عودته من اليابان عام 1999، لمدة عامين مستشاراً لوزير الخارجية للشؤون الدولية، وفي 2001، عيّن من قبل علي خامنئي مساعداً لرئيس مكتب المرشد الأعلى في الشؤون الدولية.
تتهمه المعارضة بخطف معارضين إيرانيين في الثمانينات، ونقلهم شخصياً إلى إيران بسيارته الديبلوماسية.
خرازي.. الخبرة الواسعة
صهر آخر من أصهار خامنئي، ضمن بورصة المرشحين لوزارة الخارجية، وهو محمد صادق خرازي، وبحسب تقرير لراديو “زمانه” المعارض، فإن خرازي (58 عاما)، له خبرة واسعة بالعلاقات مع المنطقة العربية، وعمل سفيرا لدى فرنسا، وشارك ضمن فريق بقيادة ظريف في المفاوضات النووية، والذي توصل لاتفاق نووي مع إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما.
وخرازي نجل عضو مجلس الخبراء السابق المرجع الشيعي محسن الخرّازي، وابن شقيق وزير الخارجية الإيراني الأسبق كمال خرازي، وترتبط العائلة بعلاقة مصاهرة مع عائلة خامنئي، فشقيقته سوسن خرازاي هي زوجة مسعود الابن الثالث لخامنئي، كما ترتبط بعلاقة مصاهرة بعائلة الرئيس الأسبق محمد خاتمي، فصادق الخرازي نفسه متزوج ابنة شقيقه رضا خاتمي.
علي أكبر صالحي
وهناك مرشح آخر، هو علي أكبر صالحي، أكاديمي وسياسي إيراني معتدل من مواليد 1949 في مدينة كربلاء في العراق.
شغل منصب ممثل إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية لأكثر من أربع سنوات وحالياً يعمل كرئيس لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية.
وهو حاصل على درجة البكالوريوس من الجامعة الأميركية في بيروت وعلى درجة الدكتوراه في الهندسة الميكانيكية من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة عام 1977.
كذلك، يعتبر من الجيل الأول من العلماء النوويين الإيرانيين في زمن الشاه، وبعد الثورة الإيرانية عام 1979 أصبح من الموالين لها، يجيد اللغة الفارسية والعربية والإنجليزية.
وفي 18 ديسمبر 2003، وقّع صالحي على البروتوكول الإضافي لاتفاق الضمانات، نيابة عن إيران، وفي 20 يناير 2004، تم ترشيحه لمنصب المستشار العلمي لوزير الخارجية الإيراني.
ومنذ عام 2013، شغل منصب نائب الرئيس حسن روحاني ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، وكان قد شغل سابقاً نفس المنصب من عام 2009 إلى عام 2010، كما عيّن وزيرا للخارجية بالإنابة بعد إقالة منوتشهر متكي في 13 ديسمبر 2010.
جيل الشباب المؤمنين
وبجوار هذا الجيل المخضرم يثور احتمال صعود اسم من الجيل الجديد من المديرين الشباب في وزارة الخارجية ضمن المرشحين لتولي منصب وزيرها، ممن يسميهم خامنئي بـ”الشباب المؤمنين” و”الشباب الثوري”، بما يؤشر لإعداده قيادات من نوع ربما يكون أكثر تشددا من الجيل الحالي.
ويقول مدير مركز العراق للدراسات محمد صادق الهاشمي، إن عباس عراقجي، الأقرب إلى تولي المنصب بين باقي المرشحين، خاصة أن المحافظين الذين ينتمي إليهم المرشد يريدون تسجيل المنجزات القادمة، في الملف النووي وغيره، باسمهم لا باسم الإصلاحيين.
وحول أهم ملفات وزير الخارجية القادم، يضع الهاشمي الملف النووي على رأسها باعتباره ملفا جوهريا في حركة الصراع مع أميركا، ومهم لأيديولوجية الثورة الإيرانية، إضافة إلى ملف تمدد إيران الخارجي بلعب دور أكبر في العالم، بعد الاطمئنان على فك القيود الاقتصادية التي تكبلها خلال مفاوضات فيينا، خاصة وأنه وفقا لتقديرات مراكز الدراسات الإيرانية فالباحث عن دور كبير في المستقبل يلزمه التحكم في الاقتصاد والطاقة والغاز والقوة العسكرية.