تمهيدا للقمة الـ35.. تفاصيل انطلاق أعمال المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي
انطلقت أعمال المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي في دورته الـ40، اليوم الأربعاء، بأديس أبابا تمهيدا للقمة الأفريقية الـ35 التي ستعقد يومي السبت والأحد المقبلين.
وتبدأ اجتماعات الدورة الـ40 لأعمال المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي اليوم الأربعاء وستستمر على مدار يومين، وتستمر أعمال لجنة المندوبين الدائمين بالاتحاد الأفريقي في الانعقاد حتى عرض تقاريرها على اجتماع وزراء الخارجية ومنه إلى قمة الاتحاد الإفريقي خلال الفترة من 2-6 فبراير الجارى لاعتمادها، وذلك وسط إجراءات أمنية واحترازية مشددة بمقر الاتحاد الأفريقي لمواجهة فيروس كورونا.
وفي بدء الفاعليات، قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، إن السلم والأمن مهددان في العديد من أقاليم القارة جراء النزاعات وتمدد الإرهاب في الساحل والجنوب الأفريقي، مضيفا أن “التغييرات غير الدستورية في القارة السمراء قد تضاعفت وتعكس مؤشرات خطيرة لتراجع الإرادة السياسية”.
وتابع: “الانقلابات العسكرية التي تضاعفت بشكل سريع تبعث بقلق على زعزعة استقرار القارة واقتصاداتها ويجب تفعيل الصكوك والقوانين الأفريقية الرادعة لما يهدد القارة”، مشددا على ضرورة أن تحد القارة الأفريقية من تبعيتها المالية على الشركاء الدوليين.
وأشار فكي إلى أن “10٪ من سكان القارة تم تطعيمهم ضد فيروس كورونا ما يجعل تحدي توفير اللقاحات أمر في أشد الحاجة”.
القضايا المدرجة ضمن جدول أعمال القمة:
يبحث المجلس التنفيذي لوزراء الخارجية على مدار يومين، مختلف القضايا المدرجة ضمن جدول أعمال القمة، من تقارير حيث تنعقد القمة الأفريقية هذا العام في ظل متغيرات كبيرة حيث تقف أمام قادتها عدة انقلابات عسكرية خلال 8 أشهر لم يجف أثر دماء بعضها.
وعلى الرغم من أن حالة السلم والأمن والحوكمة التي ستسيطر على القمة الأفريقية الحالية بعد أن فرضت الانقلابات العسكرية غير المسبوقة في القارة نفسها على القمة ستستمع القمة الافريقية على تقارير مختلفة لكل من رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوسا، حول مستقبل الحوكمة في إفريقيا والرئيس الجزائري ،عبدالمجيد تبون، الذي سيقدم تقريرا عن التطرف العنيف والإرهاب في القارة.
كما سيقدم العاهل المغربي الملك محمد السادس تقريرا عن حالة الهجرة، فيما سيقدم الرئيس الكيني، أوهورو كينياتا، تقرير عن التقدم المحرز في الملاريا بأفريقيا، ورئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، الذي سيقدم تقريرا عن الزراعة والتغذية في أفريقيا.
كما تسلط القمة الضوء على الفرص المتاحة للاتحاد الأفريقي وإنهاء الصراع في إثيوبيا، ووضع استراتيجية لخروج المقاتلين الأجانب من ليبيا وأهمية الاستجابة متعددة الجوانب لأزمة كابو ديلجادو في موزمبيق ودعم الحوار في منطقة الساحل، وإصلاح بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال، ومساعدة السودان في الانتقال الديمقراطي، فضلا عن وضع الأمن المناخي بالقارة.
كما سيتناول المجلس دراسة تقرير الدورة العادية (43) للجنة الممثلين الدائمين، والتقرير السنوي للاتحاد وأجهزته، وتقارير لجان المجلس التنفيذي واللجان العليا، وتقرير الاجتماع التنسيقي النصف السنوي الثالث، والتقرير المرحلي عن جائحة كوفيد-19 وعواقبها الاجتماعية والاقتصادية على الاقتصادات الأفريقية ، والتقرير المرحلي عن تفعيل المركز الافريقي لمكافحة الامراض والوقاية منها، والتقرير المرحلي عن الحادث الذي وقع بالبرلمان الأفريقي، والتقرير المرحلي عن حالة تنفيذ القرارات السابقة للمجلس التنفيذي للاتحاد، فضلا عن دراسة مشاريع الصكوك القانونية.
الاتحاد الأفريقي
الاتحاد الأفريقي هو منظمة دولية تتألف من 55 دولة أفريقية، تأسس الاتحاد في 9 يوليو 2002، متشكلاً خلفاً لمنظمة الوحدة الأفريقية.
تُتّخذ أهم قرارات الاتحاد في اجتماع نصف سنوي لرؤساء الدول وممثلي حكومات الدول الأعضاء من خلال ما يسمى بالجمعية العامة للاتحاد الأفريقي.
يقع مقر الأمانة العامة ولجنة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، إثيوبيا. في اجتماع الجمعية العامة للاتحاد في فبراير 2009 الذي ترأسه الزعيم الليبي معمر القذافي، أعلن عن حل لجنة الاتحاد الأفريقي وإنشاء سلطة الاتحاد الأفريقي.
من بين أهداف مؤسسات الاتحاد الأفريقي الأساسية تسريع وتسهيل الاندماج السياسي والاجتماعي والاقتصادي للقارة، وذلك لتعزيز مواقف أفريقيا المشتركة بشأن القضايا التي تهم القارة وشعوبها، تحقيقاً للسلام والأمن؛ ومساندةً للديمقراطية وحقوق الإنسان.
يتكون الاتحاد الأفريقي من جزئين أحدهما سياسي والآخر إداري، ويعرف أكبر صانع للقرارات في الاتحاد الأفريقي بالجمعية العامة، التي تتألف من رؤساء دول الأعضاء أو ممثلي حكوماتها.
رأس الجمعية العامة رئيس ملاوي بينغو وموثاريكا، الذي تم انتخابه في الاجتماع النصف سنوي الرابع عشر للجمعية العامة في يناير 2010.
ويرأس مفوضية الاتحاد الأفريقي حاليا، موسى فكي، هو دبلوماسي، وسياسي تشادي، ولد في بلتن.
وتولى منصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي (منذ 14 مارس 2017) حتى الآن. كما عين في منصب رئيس وزراء تشاد في الفترة (24 يونيو 2003–4 فبراير 2005).
لدى الاتحاد الأفريقي هيئة تمثيلية، أيضاً، فيما يعرف بالبرلمان الأفريقي (برلمان عموم أفريقيا)؛ الذي يتألف من 265 عضواً يُنتخبون من قبل البرلمانات الوطنية لدول الأعضاء والذي يرأسه إدريس موسى.
يوجد أيضاً لدى الاتحاد الأفريقي مؤسسات سياسية أخرى، مثل المجلس التنفيذي والذي يضم وزراء خارجية الدول الأعضاء، ومن المهام الرئيسية للمجلس تهئية القرارات لتمريرها للجمعية العامة والهيئة التمثيلية للاتحاد التي تضم سفراء الدول الأعضاء في أديس أبابا، يوجد أيضاً المجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي (ECOSOCC) والذي يهتم بالناحية المدنية للدول.
وتعتبر مدينة أديس أبابا في إثيوبيا هي العاصمة الإدارية والرئيسية للاتحاد الأفريقي، حيث يقع فيها المقر الرئيسي للجنة الاتحاد الأفريقي. ويستضيف عدداً آخر من أعضاء المجلس العديد من الهياكل الأخرى، فعلى سبيل المثال بانجول، يوجد بها المقر الرئيسي للجنة الأفريقية لحقوق الإنسان وحقوق الشعوب. وغامبيا التي تستضيف أمانتي آلية مراجعة النظراء الأفريقية والشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا. فضلاً عن البرلمان الأفريقي والذي يقع في مدينة ميدراند الجنوب أفريقية.
قام الاتحاد الأفريقي بأول تدخل عسكري له في دولة عضو في مايو 2003، حيث نشر قوة لحفظ السلام هي (بعثة الاتحاد الأفريقي في بوروندي) من جنوب أفريقيا وإثيوبيا وموزمبيق في بوروندي للإشراف على تنفيذ العديد من الاتفاقات العسكرية المختلفة هناك.
كما نشر أيضاً الاتحاد قوات لحفظ السلام في السودان في صراع دارفور، وذلك قبل تسلم الأمم المتحدة تلك المهمة في 1 يناير 2008. أيضاً، قام الاتحاد بنشر قوات حفظ سلام من أوغندا وبوروندي في الصومال.
اعتمد الاتحاد الأفريقي عدداً من الوثائق الهامة والتي ترسي معايير جديدة على صعيد القارة السوداء، وذلك لتكملة الوثائق المعمول بها بالفعل عند إنشائها. وتشمل اتفاقية الاتحاد الأفريقي لمنع ومكافحة الفساد (2003) والميثاق الأفريقي للديمقراطية والانتخابات والحكم (2007)، فضلا عن الشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا (NEPAD) وما يرتبط بها من الإعلان حول الديمقراطية والسياسية والاقتصاد وحوكمة الشركات.
مصر تترأس لجنة المندوبين الدائمين لدى الاتحاد الإفريقي
ترأس السفير دكتور محمد جاد سفير مصر لدى إثيوبيا ومندوبها الدائم لدى الاتحاد الإفريقي، أعمال لجنة المندوبين الدائمين لدى الاتحاد الإفريقي خلال الأسبوع الجارى بوصف مصر نائباً لرئيس القمة الإفريقية، وذلك حتى اجتماعات الدورة الـ 40 لأعمال المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي المقررة يوميّ 2-3 فبراير الجاري.
وصرّح السفير جاد، وفق بيان لوزارة الخارجية، بأنّ لجنة المندوبين الدائمين سوف تنظر خلال الأسبوع الجاري في عدد من التقارير والوثائق بشأن أنشطة مفوضية الاتحاد الإفريقي خلال العام الماضي، وعلى رأسها التقرير الخاص بأنشطة الاتحاد الإفريقي لعام 2021 حول الثقافة والتراث والفنون.
وجاء التأكيد المصري في هذا الصدد، على أهمية حماية الهوية والتراث الإفريقيين، وضرورة تبنى موقف إفريقي موحد إزاء استعادة التراث الثقافي المُهرَب، على أن يتم الانتهاء من الاتفاق على موقف إفريقي موحد في هذا الشأن خلال العام الجاري.
وتناولت اللجنة عددًا من تقارير اللجان الفنية المتخصصة لا سيّما اللجنة المتخصصة للزراعة والتنمية الريفية والمياه والبيئة والتي تسلمت مصر رئاستها في ديسمبر الماضي، حيث تم استعراض كل الاستراتيجيات وأطر العمل التي تم اعتمادها خلال أعمال اللجنة، خاصة استراتيجية تغير المناخ الإفريقية والتي تتزامن مع استضافة مصر المقبلة لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27 في نوفمبر المُقبل، فضلاً عن إطلاق نظام الإنذار المبكر القاري للحد من مخاطر الكوارث.
وأضاف مندوب مصر أنّ اللجنة تطرقت كذلك إلى تقارير لجان المندوبين الدائمين الفرعية ومن بينها الخاصة بشراكات القارة الإفريقية، حيث تم تناول الاستعدادات الجارية لعقد القمة الإفريقية – الأوروبية خلال فبراير المقبل، وتم الاتفاق والتأكيد على ضرورة تلبية تلك الشراكات لطموحات وتطلعات شعوب ودول القارة في التنمية المستدامة والقضاء على الفقر.
وتمت مناقشة التقدم المحرز على صعيد تفعيل مركز الاتحاد الإفريقي لمكافحة الأوبئة والأمراض، والحاجة إلى الاستفادة من تجربة القارة الإفريقية في التعامل مع جائحة كورونا وضرورة تعزيز استقلالية ومرونة المركز لضمان عمله بالكفاءة اللازمة.
يُذكر أن أعمال لجنة المندوبين الدائمين تستمر في الانعقاد حتى عرض تقاريرها على اجتماع وزراء الخارجية ومنه إلى قمة الاتحاد الإفريقي خلال الفترة من 2-6 فبراير الجاري لاعتمادها.
الجزائر تسعى لحجب صفة مراقب عن “إسرائيل” في قمة الاتحاد الأفريقي
ذكرت تقارير إعلامية عن سعي وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة لتأمين تمرير مقترح الجزائر بحجب صفة مراقب في الاتحاد الإفريقي عن “إسرائيل”، والذي وصل، أمس الثلاثاء، إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا للمشاركة في أعمال الدورة العادية الـ40 للمجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي، الذي يضمّ وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد.
وإلى جانب مشاركته في أعمال المجلس التنفيذي، يُنتظر أن “يُجري وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة لقاءاتٍ عديدةً مع نظرائه من الدول الأفريقية، للتنسيق حول المواضيع المُدرجة على جدول الأعمال، ومواصلة الجهود التي تبذلها الجزائر بهدف الحفاظ على وحدة المنظمة القارية، والنأي بها عن محاولات إضعافها وتقسيمها”.
فيما أفادت تقاريرُ إعلاميةٌ أنَّ “وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، سيسعى خلال الأيام الـ 4 التي تسبق قمة رؤساء الاتحاد الأفريقي، إلى تكثيف الاتصالات مع نظرائه الأفارقة لتأمين تمرير مقترح الجزائر، القاضي بإبطال قرار مفوض الاتحاد الأفريقي موسى أحمد الفقي بمنح إسرائيل صفة مراقب في الاتحاد الأفريقي”.
وفي شهر تموز/يوليو الماضي، منح الاتحاد الأفريقي صفة مراقب لـ”إسرائيل”. وقدّم السفير الإسرائيلي لدى إثيوبيا أوراق اعتماده كـ”مراقب في الاتحاد الافريقي” إلى رئيس مفوضية الاتحاد موسى فقي محمد، في مقر المنظمة في أديس ابابا، وفقَ تصريحاتٍ للطرفين.
وقد أدى هذا إلى اعتراض كلٍّ من الجزائر ومصر وجزر القمر وجيبوتي وليبيا وموريتانيا وجنوب أفريقيا وتونس وقطر والكويت والأردن وفلسطين واليمن، وبعثة جامعة الدول العربية لدى مفوضية الاتحاد الأفريقي، على القرار.