عدم استقرار أمني.. «تنظيم القاعدة» هل يعود بالموجة الثانية السودان
تشير الدعوة التي وجهها أبو حذيفة السوداني القيادي البارز بتنظيم حراس الدين في سوريا، أحد أهم أفرع القاعدة، لعناصر القاعدة بالسودان، يعتمد التنظيم على تحركات ومحاولات إعادة وجوده وانتشاره في السودان بالاستفادة من حالة عدم الاستقرار السياسي والأمني فيه، وذلك بتشكيل خلايا جهادية وتأسيس جماعات جهادية تابعة له تتمركز في العاصمة تتمركز في العاصمة والأقاليم، إذ دعا أبو حذيفة السوداني حسب ” بيت المقدس” الإعلامية المحسوبة على تنظيم القاعدة، التي أوردت الخبر.
ودعا أحد رفقائه الذى لم يكشف عن اسمه الحقيقي للبدء في تكوين خلايا جهادية بنظام حرب العصابات بحيث تتركز تلك الخلايا خارج وداخل العاصمة الخرطوم، ولا يقتصر نشاطها على العاصمة فقط، حتى تضمن وجود قواعد خلفية للإمداد والدعم، محرضًا أنصار التنظيم على استهداف جهاز المخابرات العامة السوداني ” وحدة مكافحة الإرهاب ” لجهة أنهما يتوليان مواجهة الجهاديين على حسب قوله بالإضافة لضرب المفاصل الاقتصادية للجيش السوداني حتى يواجه أزمة مالية تؤدي إلى هزيمته.
أسس التكوين
المشهور أن تنظيم حراس الدين أسسته مجموعة من المقاتلين الأجانب الذين انشقوا في العام ٢٠١٦م عن تنظيم جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا بعد أن أعلنت انشقاقها عن تنظيم القاعدة وغيرت اسمها إلى جبهة فتح الشام ثم هيئة تحرير الشام، مما دفع المتشددين من المقاتلين الأجانب داخلها للانشقاق، والاتجاه لإنشاء تنظيمهم الخاص بهم تحت اسم تنظيم حراس الدين وحافظوا على ولائهم لزعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري، والتحق بتنظيم حراس الدين عدد من الجهاديين زوي التاريخ القتالي الطويل داخل تنظيم القاعدة، وظل التنظيم يتبنى في منشوراته التي يصدرها، بروباغندا تنظيم القاعدة العابر للأوطان، ويتطلع لتوسيع نشاطاته في الدول العربية والإسلامية.
ويؤكد الخبراء في الجماعات المتطرفة، أن تنظيم حراس الدين يعتمد على الخلايا النائمة في تكتيكاته لزعزعة الاستقرار بشن حرب العصابات، المتمثلة في الاغتيالات على الدراجات النارية والتفجير بواسطة السيارات المفخخة، ويحرص التنظيم على رفع قدرات مجنديه ليتمتعوا بمهارات كبيرة في جمع المعلومات الاستخبارية.
ضرورة الانتباه
وينبه مختصون عسكريون لضرورة الانتباه لخطر تنظيم حراس الدين وذكروا أنه من خلال دعوة ابو حذيفة ورسائله لخلايا التنظيم النائمة في السودان، يسعى لترتيب صفوفه لمزاولة نشاطه، لكن بعد أن يطمئن لقواته، وشددوا على تكثيف جهود الدولة لمواجهته بضربة استباقية حتى أن لم ينفذ أية عمليات مسلحة في الوقت القريب، محذرين من خطر المرحلة المقبلة، حيث أكدوا أنه يتطلب تغيير استراتيجية الدولة في مواجهة الإرهاب التي بدأت غير مناسبة للظروف ولا لخطر التنظيمات التي تواجهها، مشيرين إلى أن هناك عدة أسباب ربما تساعد في ظهور موجة ثانية من تنظيم القاعدة في السودان ، في مقدمتها حالة اللا دولة التي يعيشها السودان الآن والسيولة الأمنية، فضلًا عن أن الجهود الدولية لمكافحة الجماعات الإرهابية الآن منصبة على مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية ” داعش” الذي برز بصورة كبيرة في العراق وسوريا بجانب جماعة الحوثيين في اليمن.
مجال خصب
وفي تصريح خاص (موقع الأمصار ) قال الناطق الرسمي السابق للقوات المسلحه الخبير العسكري الفريق محمد بشير سليمان أن التنظيم موجود في السودان وان خلايا نائمة، وما يعانيه السودان من صراعات ودعوة لعلمانية الدولة ومحاربة التوجه الإسلامي للدولة، مما خلق عدم توافق بين المكونات السياسية في السودان، كل هذه يمكن أن تكون مدعاة، لأن يسعى تنظيم القاعدة لان يكون له دور من خلال ما طرحه هذا القيادي من رؤية متطرفة في رسالته لأتباعه الذي يزعم انهم موجودون داخل السودان، وقال إن المشهد السياسي المرتبك هذا يمثل مجالًا خصبا، لأن يكون لهذا التنظيم دور.
وأضاف سليمان وما يؤكد وجود هذه الجماعات المتطرفة هناك معلومات رفعتها الأجهزة الأمنية للمجلس السيادي ولجنة الأمن العليا رصدت فيه حراكا للتنظيم لإيجاد قواعد له في السودان حيث تم إنشاء قوات مشتركة لمحاربة التنظيمات المتطرفة التي من بينها تنظيم القاعدة، بجانب وجود تنظيمات أخرى تستهدف أمن الدولة السودانية من خلال القيادات السياسية والوجود في المواقع الاستراتيجية، والمستهدف الأول دون شك القوات المسلحة باعتبارها الجهة المعنية بمحاربة هذه الجماعات والقضاء عليها، بجانب أن القوات المسلحة الآن هي سلطة حاكمة، وهذا التنظيم واضح أنه يستهدف الدولة السودانية بتهديده بضرب مؤسساتها السيادية والدفاعية باعتبارها ستشكل عائقًا له في تحقيق أهدافه.
مكونات محفزة
ولفت سليمان إلى أن حالة الصراع الدائر بين المكونات وغيرها جميعها محفزة لأن يسعى تنظيم القاعدة لإنشاء قواعد له داخل السودان في إطار ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية.
وعما إذا كان السودان سيجد مساندة من المجتمع الدولي لمواجهة هذا التهديد، قال الفريق محمد بشير سليمان، أن هذه الرسائل والدعوات التي وجهها التنظيم لاتباعه داخل السودان ستكون سببًا قويًا يجعل القوى الدولية والإقليمية أن تأخذ الأمر محمل الجد ولا سيما أنها تسعى الآن بكل السبل إلا أن يكون السودان دولة مضطربة، لأن الانفلات، يجعل السودان في حالة اللا دولة كما في اليمن وليبيا يكون مدخلًا سهلًا لهذا التنظيم بأن يتسلل للسودان بعد أن تتوفر له البيئة الخصبة لنمو أنشطته. خصوصًا أن هذا التنظيم موجود الآن في المحيط الإقليمي للسودان ونشط، وبالتالي لا بد من تفعيل اتفاقيات الأمن المشترك بين السودان ومحيطه الإقليمي والدولي، ويشمل ذلك المنظمات الدولية المهتمة بمكافحة الإرهاب وتسهم في منع أن يصل السودان لمرحلة الفوضى، وأن تكون القوات المسلحة هي الجهة الأكثر تماسكًا والمسئولة عن حفظ الأمن والكف عن استهدافها.