ريان من باطن الأرض إلى عنان السماء
هي مأساة إنسانية وكارثة مجتمعية بكل المقاييس والاكثر ألما الكارثة والمصيبة السياسية التي تعيشها منطقتنا العربية
قلة في الإمكانيات وندرة في التخصصات وانعدام الأفق والبعد المعلوماتي لدي دوائر كثيرة ومختلفة لا استثني أحدا فالجميع مقصر
لكن السؤال المهم متي نتعلم نحن العرب الدرس جيداً وهل لدينا نية حقيقية للتعلم وممن نتعلم كلها تساؤلات خطيرة ومهمة وتتطلب اجابات لا تقبل تأجيلا أو ترحيلا وهل لنا مستقبلاً أن نعرف أهمية تطبيق ثقافة أن منع وجود المشكلة هو الحل الامثل والمجدي لمجتمعنا العربي من محيطه الأطلسي الي خليجه العربي وليس الفارسي بدلا من البحث عن حلول لمشكلة وقعت بالفعل
ليس المجال الان هو جلد الذات وتحميلها ما لا تطاق لكن الأمر جلل والمصيبة مفجعة
طفل يلعب ويسقط فجأة في حفرة بئر تمتلكه عائلة ريان حوالي ٦٠ مترا بقطر صغير ٣٠ سم …مشهد ما افظعه وما أكثره رعبا حتي تم إبلاغ السلطات أن حادثا وقع قامت الدنيا وتحرك المتخصصون وامدوا البئر بالاوكسجين وهنا لن تموت المروءة في مجتمع عربي كبير ملئ بالمشكلات وظهر المتطوع فتى اسمه عماد عضو بالهلال الاحمر المغربي ومتخصص في تسلق الجبال واستكشاف المغارات، حيث بدأ عماد فعلًا بمحاولة دخول البئر لكن حصلت مشكلة وهي متعلقة بوزنه وطوله فمجرد أن وصل لعمق من 10-الي 12 مترا توقف جسده عن النزول أكثر، ولكنه أكد أن ريان مازال على قيد الحياة حينها مرت 26 ساعة علي الطفل العالق، وعلى اثر فشل هذه المحاولة انطلقت عملية استئناف حفر البئر، هذي الخطوة فيها خطر بسبب التساؤلات هل الحفر سيؤثر على وصول الاكسجين، ونسبة الضغط إلي ممكن يتسبب فيها الحفر…ثار حولها كلام كثير وانتهي المطاف بأن فارق الحياة مودعا اخوة له في العروبة يموتون يوميا والأرقام مفزعة فسوريا بها الف ريان واليمن كل طلعة شمس يقدم ارقام كبيرة ففيها ريان مقتول وريان اخر عبارة عن هيكل عظمي من قلة الغذاء والدواء والعراق وقطاع غزة وليبيا ومنظمات دولية تقف متفرجة كما يتفرج صانعو القرار ويفكرون في معاقبة الحوثي الذي عاث في الداخل الاماراتي والسعودي فسادا
الي متي ستظل مجتمعاتنا واوطاننا حقلا للتجارب تارة السياسية وتارة أخرى الدعائية وتارة ثالثة لحرب إبادة جماعية وهنا حدث ولا حرج
منطقة تمتلك خزائن الخير وتصرف أموالا علي تدمير وإسقاط بعضهم البعض الا من عاقل رشيد الا من ناصح آمين
تخيلوا معي لدينا ٥ أقطار عربية تحتاج فورا الي ما يقرب من ٦٠٠ مليار دولار كحد أدني للتأهيل المعماري والمعيشي وهنا يسقط أو يؤجل جانبا التأهيل النفسي والاجتماعي والإنساني
فهو يحتاج الوقت وللاسف ليس لدينا فيه رفاهية
ريان المغربي دفع فاتورة ذلك الوهن والخمول العربي لااسثتني أحدا فكلنا مقصرين ونحتاج مد الايادي وتجنيب المشكلات في وطن عربي به وفرة من الأزمات الإنسانية والاجتماعية قبل المالية
حري بنا أن ننهض ونترحم علي ريان شهيد عربي هو عنوان للبراءة والحنان فاضت روحه لربها آمنة مطمئنة في وحشة قبر وظلمة بئر الله أسأل الا يكتبها علي إنسان
وان الاوان أن نشد على أيادينا ونقدم واجب العزاء في ريان والي كل الشعب العربي ومنهم أهلنا في شفشاون بالمغرب العربي الشقيق انا لله و انا اليه راجعون الجنة ونعيمها باذن الله تعالى يا ريان وترزق فيها بجناحين تحلق بهما وقتما تشاء الي حيث تشاء وتأخذ بأيدي والديك الي الجنة ونعيمها باذن الله تعالى