تايوان تستضيف وزراء من أرض الصومال لمقاومة ضغوط الصين الدبلوماسية بإفريقيا
قالت الحكومة في الصومال، يوم الاثنين، إن تايوان ستستضيف وفدًا رفيع المستوى من إقليم أرض الصومال الإنفصالي هذا الأسبوع ضمن مسعى دبلوماسي للجزيرة في إفريقيا في مواجهة ضغوط الصين للحد من ظهورها على الساحة الدولية، وأقامت تايوان وأرض الصومال مكاتب تمثيلية لهما في عاصمتي كل منهما في 2020.
وعبرت الصين، التي تعتبر تايوان جزءا من أراضيها، والصومال عن معارضتهما لإقامة العلاقات بين تايوان وأرض الصومال، وقالت وزارة الخارجية التايوانية إن وزراء الخارجية والمالية والتنمية والثروة السمكية والزراعة في أرض الصومال سيزورون البلاد من الثلاثاء إلى السبت، ويلتقون مع رئيسة تايوان تساي إينج-وين وعدد من كبار المسؤولين، وأضاف بيان للوزارة أنهم سيلتقون أيضا مع مسؤولين تنفيذيين في شركة سي.بي.سي للنفط المملوكة لتايوان، ويقع إقليم أرض الصومال في القرن الأفريقي على الحدود مع جيبوتي التي تحتفظ الصين فيها بأول قاعدة عسكرية لها في الخارج.
يظلّ حُلم نيْل الاعتراف الدوليّ هو الشغل الشاغل بالنسبة لإقليم أرض الصومال، تسعى إليه الحكومات المتعاقبة منذ إعلانه الاستقلال من طرفٍ واحدٍ عن الصومال في عام 1991م، عقب انهيار نظام سياد بري، وما ترتب عليه من سقوط الدولة الصومالية في براثن الفوضى والانهيار الذي لا تزال تعاني آثاره الكارثية حتى هذه اللحظة.
فقد أسهمت العديد من التطوُّرات التي شهدها الإقليم خلال السنوات التالية على كافة الأصعدة في تعزيز المقوّمات التي شكَّلت دافعًا قويًّا لتلك الحكومات في حثّ المجتمع الدوليّ على الاعتراف بأرض الصومال دولة كاملة الأهلية ذات سيادة.
إلا أنَّ الحسابات الدوليَّة تظل معقَّدة تجاه منطقة القرن الإفريقي التي تزايدت أهميتها الجيوستراتيجية خلال السنوات الأخيرة، وتُمثّل ساحةً كبيرةً للتنافس الدوليّ والإقليميّ بما ينطوي عليه من مصالح استراتيجيَّة للقوى الفاعلة التي تتطلب بشكلٍ أساسيّ درجةً كبيرةً من الاستقرار والأمن الإقليميّ الذي يحول دون تهديد تلك المصالح في هذه المنطقة الاستراتيجية.
وإذ يعتقد المجتمع الدولي أن أيّ اتجاه من شأنه تفكّك دول القرن الإفريقي قد يعرّض المنطقة بأكملها للمزيد من الفوضى وعدم الاستقرار في ضوء تزايد الاضطرابات الإثنية والعرقية في معظم دول المنطقة الذي يعزّز من النزعات الانفصالية لبعض الإثنيات التي تشعر بالتهميش السياسيّ والاقتصاديّ.
ومع ذلك، تتوافر عددٌ من المقوّمات التي تعزّز موقف أرض الصومال بشأن نَيْل الاعتراف الدوليّ لتكوين دولة مستقلة عن الصومال. وقد دعت كافة الحكومات إلى النظر لأرض الصومال وحالتها الفريدة وإنجازاتها، إلا أنها لم تنجح في وضعها على الساحة العالمية.