مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

علي الزبيدي يكتب :في الصميم …. لا غريبة ولا عجيبة!!

نشر
الأمصار

كثيرة هي حوادث الزمان التي قد يتعرض لها شخص بذاته او مجموعة وحتى شعب بكامله واذا كان الفنان الراحل جعفر السعدي قد اطلق لازمته المشهورة في مسلسل الذئب وعيون المدينة (عجيب أمور غريب قضية )حيث كان يرددها كلما شاهد حالة غريبة عن حياة الناس في ذلك الزمن تلك العبارة أصبحت شائعة الاستخدام لدى عامة الناس لفترة زمنية ماضية لكنهم احجموا عن ذكرها او ترديدها بعد الاحتلال الامريكي للعراق لان الموازين اختلت وقيم المجتمع أصابها الاهتزاز فتحولت المسميات إلى عكس معانيها او هكذا يراها قطاع واسع من الناس فلم يعد الفساد واختلاس المال العام حراما في شرعة الكثير ولم تبقى الرشوة مخلة بالشرف ولا الخيانة و العمالة للاجنبي على حساب مصلحة الوطن والشعب جريمة بل وجهة نظر وغير ذلك الكثير فعندما نتحدث عن دولة كان اسمها العراق لم نجد منها اليوم غير الاسم فقد غابت دولة المؤسسات وحلت مكانها اقطاعيات المكونات والطوائف فأنعكس ذلك على كل مفردات الحياة اليومية للناس ابتداء من غياب وتراجع الانتماء الوطني وحل محله الانتماء للمكون او الطائفة وحتى للعشيرة فلا غرابة ان جاع ثلث الشعب لان واردات نفطه تذهب رواتب وامتيازات للالاف المؤلفة ممن لايستحقونها وليست عجيبة اذا استورد العراق المياه المعقمة من دول الجوار وفيه نهران عظيمان ولا غرابة اذا كان في الدولة الان ٥١١ وكيل وزارة ٥٠٥٠ مدير عام وليس عجيبة ان يتعاطى ٥٠ بالمائة من شباب الوطن المخدرات لان مافياتها هي التي تسيطر على أسواقها وتوزعها كما تريد وكيف تشاء وتغتال قاضي جرائم المخدرات لأنها مسنودة من جهات عليا وليس عجيبة ان يؤدي طلبتنا امتحانات نصف السنة في صفوف تغمرها مياه الأمطار وطفح المجاري او على ارض جرداء وفي العراء في عز برد الشتاء لان من تولوا بناء المدارس نهبوا تخصيصاتها وهربوا إلى خارج البلاد وليس بغريب اليوم ان يكون العراق المستورد الأول للحنطة من تركيا لشهر كانون الثاني الماضي بمبلغ ١٥٠ مليون دولار ولدينا المبادرة الزراعية العظمية التي رصدت لها الحكومات مليارات الدولارات وليست بعجيبةايضا ان يعيش الشعب ايام الشتاء والصيف وهو لا ينعم بالتيار الكهرباء الذي يلبي حاجاته اليومية وقد أنفق على الكهرباء ٨٠ مليار دولار ولا هي غريبة أيضا ان يعاد ترشيح من اقيل من منصبه لثبوت فساده .ولا أريد الاطالة ففي العراق اليوم من الكوارث ما يشيب لها الجنين .
فمتى ينهض العراق ويجاري تلك الدول التي كانت تتمنى ان تصبح في يوم من الايام مثل بغداد؟؟
(وفعلا لا غريبة ولا عجيبة)!!