بعد المفاوضات النووية.. هل تنجح التدخلات الإيرانية بالمشهد السياسي في العراق؟
تأتي زيارة قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني إلى العراق في وقت دقيق في تاريخها وله ظلال هامة في تحديد مصير العملية السياسية في العراق، ويعتبر لقاء اسماعيل قااني هو اللقاء يعد الثاني خلال أسبوع، واللقاء يأتي في ظل الخلاف بين الكتل السياسية على اختيار الرئيس القادم، وخاصة بالتزامن مع المفاوضات النووية.
احتلال إيراني في العراق
كشف الدكتور عارف الكعبي، رئيس اللجنة التنفيذية لإعادة الشرعية لدولة الأحواز، ورئيس المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الأحوازي، أن القرار السياسي والقرار الأمني وكل ما يتعلق بدولة العراق مرهون بيد إيران، وهم من يتحكمون بمصير العراق، وهو إحتلال شبيه بالاحتلال الفرنسي للجزائر أو تونس، أو الإحتلال البريطاني للأردن والعراق، وايران الآن تتحكم في العراق أكثر ما كانت تتحكم بريطانيا في العراق قبل عام ١٩٢٠.
وأكد الكعبي في تصريحات خاصة لـ”الأمصار”، أنه لا شأن للعراقيين بأمور دولتهم وبمصيرهم السياسي والاقتصادي، وتعتبر أحد الأدلة الشاهدة على ذلك في قمة بغداد التي حضر فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي والأمير محمد بن سلمان، وقف وزير الخارجية الإيراني في صف الملوك والرؤساء العرب وعندما سئل عن ذلك قال بسبب وجود إيران في العراق فالعراق محتلة إحتلال كامل من إيران.
الانتخابات الأخيرة ضد النفوذ الإيراني
وأضاف رئيس الهيئة التنفيذية لاستعادة شرعية الأحواز، أنه في الإنتخابات الأخيرة رفض الشعب العراقي الوجود الإيراني على أراضيه، والتدخل الإيراني في شؤونه وصوتوا للتيار الذي ادعى أنه يقف ضد التدخل الإيراني وهو التيار الصدري، ولكن الحقيقة أن الميليشيات هي من تتحكم في الشريان الإقتصادي للبلاد والحدود بين الأحواز وإيران، وهي من تتحكم في الوضع الامني والدليل على ذلك الصواريخ التي طالت الطائرات المدنية في مطار بغداد، ولدى الميليشيات الكثير من الأوراق لإعادة العملية السياسية إلى المربع الأول.
وبين الكعبي، أنه لا يتوقع أن تنهي الانتخابات الأخيرة الهيمنة الإيرانية على العراق لأن طهران تمتلك الكثير من الأوراق الأمنية والإقتصادية وحتى العسكرية عن طريق الميليشيات.
الميليشيات المقربة من إيران
وتعدد أسماء وأشكال الفصائل المرتبطة بإيران في العراق ومنها كتائب حزب الله، والتي بدأت عام 2003، وتحولت من ممولة إيرانياً إلى مساعد كبير في إنقاذ إيران اقتصادياً وتمويل نفسها، و”منظمة بدر”، التي يقودها هادي العامري رئيس تحالف الفتح السابق في البرلمان العراقي، وتعتمد على المعابر لاسيما بين العراق وإيران لتمويلها، بينما عصائب أهل الحق هو فصيل مسلح بقيادة قيس الخزعلي تم تشكيله بعد سيطرة “داعش” على مساحات من الأراضي العراقية عام 2014. تعمل عصائب أهل الحق داخل العراق ولها تواجد في سوريا، و”سرايا الخراساني” أو “سرايا طليعة الخرساني” هو فصيل عراقي مسلح، تأسس سنة 1995 وترتبط بشكل مباشر بإيران، وله نفس شعار الحرس الثوري الإيراني، ويرأسه علي الياسري.
وفي هذا الصدد قال الناشط السياسي البلوشي عبد الله عارف البلوشي، إنه علاوة على التحكم الإيراني في ثلاث عواصم عربية من خلال دعم و إنشاء مليشيات في كل من سوريا واليمن ولبنان، ففي العراق أصبحت إيران هي المسيطرة تماما على الشأن السياسي بجانب إيجاد قوة عسكرية مليشاوية تابعة للحرس الثوري الايراني، والتي قدراتها الميدانية تضاهي قدرات الجيش العراقي والتي هي أيضا نوعا ما تحت سيطرة إيران.
وأكد البلوشي في تصريحات خاصة لـ”الأمصار”، أن تلاقي المصالح الأمريكية مع إيران في العراق، اعطت الضوء الاخضر لنظام الملالي أن تفعل ما تشاء، فلا يصعد إلى سدة رئاسة الوزراء والمناصب السيادية في العراق إلا المقربون من إيران كالمالكي والجعفري وهادي العامر وأحزابهم، وفي الجانب الديني يتم صدارة العلماء والمراجع الموالية لإيران والبطش بالشيعة العرب المعارضين لإيران.
وأضاف الناشط السياسي البلوشي ، أنه عند متابعة تصريحات القيادات الايرانية وتأثيرها على الكتل السياسية العراقية يظهر جليا كيف أن القرار السياسي العراقي رهينة بيد إيران، إذ بعد خطبة الجمعة لخامنه أي حين طالب باخراج القوات الأمريكية من العراق، شوهد تحرك من قبل كتلة تحالف البناء تتبنى مقولة خامنئي وتطالب برحيل القوات الأمريكية بعد اغتيالها الإرهابيين قاسم سليماني و المهندس.
وبين البلوشي، أن رئاسة إبراهيم رئيسي في إيران ستنعكس سلبا على العراق، وقد أكد انه سائر على نهج قاسم سليماني، وذلك يعني أنه سيدعم المليشيات الموالية لإيران وكما أن في عهده ستتوسع صلاحيات الحرس الثوري الإيراني، ومن جهة أخرى توصل لأي الاتفاق نووي تؤدي لازدهار اقتصادي للنظام الإيراني و تزويد إيران بمليارات من الدولارات المجمدة تعني أن المليشيات الموالية لإيران ستزداد نشاطا كما في عهد أوباما.
الدور العربي
يعتبر دور الدول العربية حصان غائب داخل معادلة العراق تستغله يران بشكل مؤثر لزيادة نفوذها داخل العراق، وكشف ملا مجيد البلوشي المتحدث الرسمي باللغة العربية لـ”حقوق الإنسان البلوشي”، أن الحقيقة هي ان السياسة كشكل عام خبيثة جدا وبالاخص عندما تختطلن السياسة بالدين وهذا أخبث نوع من السياسة وهي تعتبر السياسة الايدلوجية التي تستخدمها إيران.
وأكد مجيد قفي تصريحات لـ”الأمصار”، أن طهران استخدامت التوسع في المنطقة لفرض سيطرتها وبمقابلها شعارات شعارات مزيفة تحت مسمي العروبه وماشابه ذلك، وللأسف الإيرانين كانو مخلصين في أهدافهم وبالمقابل أعداء ايران في المنطقة العربية كان همهم المحافظة علي أنفسهم مقابل بيانات رنانة ولكن بدون عمل، مما ساعد إيران كثيرًا في مشروعها التوسعي.
دور بعد المفاوضات النووية
بينما كشفت هديل الحسون، الصحفية والإعلامية العراقية، أنه كانت إيران في البداية مجرد مراقب في شأن العراق، وكان نفوذها منحسر بسبب المد الأمريكي، ولكن إيران دخلت على الخط بعد مقررات اجتماع فيينا.
وأكدت الحسون في تصريحات خاصة لـ”الأمصار”، أن الدليل على التواجد الإيراني هي الزيارات المكوكية التي قام بها رئيس الحرس الثوري لشمال العراق والسيد مقتدى الصدر، مما يثبت أن إيران لا تزال من اللاعبين الأقوياء في الشأن العراقي.