مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

بعد سحب قواتها من أفغانستان.. أمريكا تنهي قصة بدأتها منذ 20 عاما

نشر
الأمصار

في خطوة طال انتظارها منذ 20 عاما، أتمت القوات الأميركية، اليوم الجمعة، عملية الانسحاب من قاعدة “باغرام” الجوية الاستراتيجية، شمال كابل عاصمة أفغانستان، في إشارة إلى نهاية الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان.

وهذه القاعدة كانت تعد مركز العمليات الأميركية ضد حركة طالبان منذ الغزو الأميركي لأفغاستان عام 2001، وتقع على بعد 60 كيلومترا شمالي كابل.

وقال مسؤول عسكري أميركي، إن قوات بلاده انسحبت من قاعدتها العسكرية الرئيسية في أفغانستان، بموجب اتفاق مع طالبان يسمح بسحب جميع القوات الأميركية من البلاد وإنهاء أطول حرب خاضتها.

وفي وقت لاحق، قال الرئيس الأميركي، ​جو بايدن، إن “خفض عدد ​القوات الأمريكية في ​أفغانستان لن يتم خلال الأيام المقبلة، لكن العملية تمضي قدما وتسير حسب الجدول”.

وأفاد بايدن، خلال مؤتمر صحفي، بأن “حكومة أفغانستان قادرة على أن تحافظ على حكمها بعد سحب قواتنا من البلاد”.

وقال مسؤولون، إن “جميع القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي غادرت أكبر قاعدة جوية في أفغانستان، في مؤشر إلى أن الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية من هذا البلد بعد حرب متواصلة منذ عقدين، بات وشيكا”.

وعام 2001، تدخلت أمريكا في أفغانستان بعد الهجمات على الولايات المتحدة، التي خطط لها تنظيم القاعدة الإرهابي بزعامة أسامة بن لادن، الذي كان في أفغانستان تحت حماية طالبان.

وبدأت القوات الأميركية حملة جوية بضربات على قوات تابعة لطالبان والقاعدة، وسرعان ما دخل عدد صغير من القوات الأميركية الخاصة وعناصر المخابرات المركزية إلى أفغانستان للمساعدة في توجيه حملة القصف وتنظيم قوات المعارضة الأفغانية، وفي غضون شهر فر قادة طالبان من جنوب أفغانستان إلى باكستان.

وظلت القوات الأمريكية متمركزة في أفغانستان، تحاول بكل الطرق التخلص من بن لادن، حيث قامت بعدة هجمات في أكثر من مكان ظنا منها أنه يتواجد به، حتى عام 2011، حيث قامت القوات الأميركية بالفعل بقتل بن لادن في غارة على باكستان.

وفي الوقت نفسه تقريبا ارتفع عدد القوات الأمريكية في أفغانستان إلى نحو 100 ألف ضمن حملة شهدت تكثيف هجمات الطائرات المسيرة التي تنفذها المخابرات المركزية الأميركية على طالبان وغيرها من الجماعات المسلحة في باكستان.

وفي عام 2017، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب استراتيجيته، ودعا إلى انتشار مفتوح للقوات لإرغام طالبان على التفاوض على السلام مع حكومة كابل.

ووقعت الولايات المتحدة على اتفاق لسحب القوات مع حركة طالبان، عام 2020 ينص على إجراء محادثات سلام بين الحكومة الأفغانية والحركة المتمردة، ثم بدأت محادثات سلام في الدوحة بين مفاوضي الحكومة الأفغانية وطالبان بعد تأخر دام شهورا.

وانسحبت القوات الأمريكية من قاعدة باغرام الجوية على بعد 60 كيلومترا إلى الشمال من كابل رغم وصول أعمال العنف في أنحاء البلاد إلى مستويات تاريخية، بعد 20 عاما من التواجد داخل أراضي أفغانستان.