ميليشيا الحوثي ترفض السلام.. وتستغل الأوضاع الإنسانية في اليمن
قال رئيس البرلمان اليمني سلطان البركاني، أن مليشيات الحوثي “لا تؤمن بالسلام والحوار وتخدم أجندة إيران وتتحرك وفقها”.
وأكد تمسك بلاده بخيار السلام المبني على المرجعيات الثلاث وإحلال الأمن في ربوع اليمن، مشيرًا إلى أن أقصر الطرق لتحقيق السلام العادل هي من خلال الحوار الذي يحترم إرادة اليمنيين.
وأوضح أن: “مليشيات الحوثي لا تؤمن بذلك لأنها تتحرك وفق أجندة إيرانية دمرت كل شيء في اليمن وما تزال تعمل على إشعال الحرب؛ وهذه مؤشرات لا تنبئ إطلاقاً عن رغبتهم في القبول بخيارات السلام؛ حيث أن مليشيات الحوثي أسقطت جميع مبادرات السلام للمبعوثين الدوليين والسعودية وواشنطن”.
وحذر من خطورة استمرار الانتهاكات الحوثية الجسيمة والجرائم الإرهابية المروعة والعابرة للحدود ومصادرة حقوق المرأة وتجنيد الأطفال وإصدار أحكام إعدام صورية ومصادرة الممتلكات والغاء الحريات وقصف المدنيين والنازحين في مأرب.
السلام إرادة لا أمنيات
قالت الحكومة اليمنية في بيان أمام مجلس الأمن في الجلسة المفتوحة حول الحالة في الشرق الأوسط (اليمن) “إن السلام تصنعه الارادة ولا تصنعه الأمنيات، وإرادتنا صلبة في تحقيق السلام لشعبنا التواق إلى التنمية والعدالة والمساواة وسيادة القانون”.
وأكدت الحكومة أن استمرار ميليشيا الحوثي في رفض فرص السلام ساهم في إطالة أمد الحرب ومفاقمة الأزمة الإنسانية من خلال خرق وانتهاك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بحظر توريد الأسلحة.
أثبتت الأدلة والتقاريرالدولية تزويد إيران ميليشيا الحوثي بالسلاح والخبرات العسكرية ومختلف أنواع الصواريخ التي تستخدمها الميليشيات في حربها ضد الشعب اليمني، وتهديد خطوط الملاحة الدولية.
استغلال الوضع الإنساني
حذر رئيس الوزراءاليمني، من استغلال مليشيات الحوثي للورقة الإنسانية لابتزاز المجتمع الدولي لتحقيق مكاسب سياسية وإطالة أمد الحرب.
وأشار إلى استمرار تلاعب مليشيات الحوثي بالورقة الإنسانية لابتزاز المجتمع الدولي، وإطالة أمد الحرب ومضاعفة الكارثة الإنسانية التي تسببت بها منذ انقلابها على السلطة الشرعية بقوة السلاح واشعالها للحرب التي دخلت عامها الـ7 على التوالي.
وأكد أن المليشيات الحوثية، تعمل على تعقيد الوضع الإنساني والاقتصادي من خلال فرض الجبايات والضرائب والجمارك على التجار والمستوردين، مما يتسبب في ارتفاع أسعار الغذاء، ويضعف القدرة الشرائية للمواطنين، دافعًة بالمزيد من اليمنيين إلى ما دون خط الفقر.
ولفت إلى أن التحذيرات الصادرة والمتكررة وآخرها في اجتماع مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، بشأن الوضع الإنساني في اليمن مقلقة، وتستدعي العمل العاجل للتعامل مع الازمة الإنسانية وتوجه جاد لمعالجة جذورها.
المجاعة في اليمن
حذرت الأمم المتحدة الثلاثاء الماضي من خطورة الوضع الإنساني في اليمن نتيجة الحرب الدائرة هناك منذ نحو سبع سنوات، موضحه أن العائلات النازحة في اليمن تواجه خطر المجاعة المتزايد بسبب توقف المساعدات الأممية.
وجاء ذلك هذا بعد تحذير مماثل أطلقه برنامج الغذاء العالمي نهاية شهر يناير/ كانون الثاني من نفاد الأموال اللازمة لمواصلة تقديم المساعدات الغذائية لنحو 13 مليون شخص في اليمن.
وأعلن البرنامج أنه اعتبارا من الشهر الجاري، سيتلقى 8 ملايين شخص حصصا غذائية مخفضة، بينما سيستمر 5 ملايين من المعرضين لخطر المجاعة في تلقي حصص غذائية كاملة.
أفاد البرنامج بارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى أكثر من الضعف في معظم أنحاء اليمن هذا العام
وأشار إلى أنه في الأشهر الأربعة الماضية، ارتفعت نسبة نقص الغذاء الأمر الذي أثر على نصف جميع الأسر، كما أدى انخفاض قيمة العملة والتضخم المفرط إلى دفع الاقتصاد إلى الانهيار تقريبا.
فيما تعمل ميليشيا الحوثي على تعقيد الوضع الإنساني والاقتصادي من خلال فرض الجبايات والضرائب والجمارك على التجار والمستوردين، مما يتسبب في ارتفاع أسعار الغذاء، ويضعف القدرة الشرائية للمواطنين، دافعًة بالمزيد من اليمنيين إلى ما دون خط الفقر.
يؤدي هذا إلى قطع برامج المساعدة الغذائية تماما عن اليمنيين، وقد يقلل أيضا علاج سوء التغذية عند الأطفال.
معاناة الأطفال في اليمن
حذرت منظمة إنقاذ الطفولة الدولية، من أن ملايين الأطفال في اليمن سيحرمون من جميع المساعدات الإنسانية خلال شهر مارس المقبل.
وقالت المنظمة التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها في تغريدة: “من المرجح أن يخسر نحو 4.3 مليون طفل في اليمن جميع المساعدات الإنسانية في مارس وفقا لبيانات الأمم المتحدة مع استمرار تصاعد الصراع”.
وأوضحت المنظمة أن الأطفال يدفعون “الثمن الأكبر” في حرب اليمن وهم بحاجة ماسة إلى المساعدة للبقاء على قيد الحياة هذا العام.
كما أشارت إلى أن طفل يموت كل عشر دقائق في اليمن بسبب أمراض يمكن الوقاية منها مثل الإسهال وسوء التغذية والتهابات الجهاز التنفسي، كما يفتقر 15.4 مليون شخص إلى المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي.
وخفّض برنامج الأغذية العالمي منذ يناير كانون الثاني حصصه لثمانية ملايين نسمة من بين 13 مليونا يطعمهم شهريا، وقال جريفيث إن الحصص قد تنخفض مرة أخرى في مارس آذار أو تتوقف تماما.
وتطلع الحكومة اليمنية إلى عقد مؤتمر المانحين حول اليمن في شهر مارس القادم، وتدعوا المجتمع الدولي لإبقاء اليمن على رأس قائمة أولوياته ومواصلة دعمه السخي من خلال إعلان التبرعات والوفاء بالالتزامات، بالشكل الذي يغطي فجوة التمويل ويفي بحجم الاحتياج الإنساني القائم ويتجنب وقف المساعدات المنقذة للحياة التي يقدمها الشركاء في المجال الإنساني.