بعد غزو أوكرانيا.. مدى تأثير العقوبات الاقتصادية على روسيا "تفاصيل"
أمضت روسيا السنوات السبع الماضية في بناء دفاعات مالية عملاقة، لكن من غير المرجح أن يصمد اقتصادها أمام حملة عقوبات منسقة من المؤكد ستكون فعالة وموجعة للاقتصاد الروسي ولو بعد حين.
وتصب أوروبا والولايات المتحدة، غضبها وانتقامها على روسيا، بعدما دفع رئيسها فلاديمير بوتين بدباباته إلى أوكرانيا، حيث تعهدتا بفرض عقوبات قاسية على موسكو ردًا على قرارها الاعتراف باستقلال منطقتين انفصاليتين في أوكرانيا.
الشرارة الأولى لفرض عقوبات على روسيا
ومثّل اعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستقلالية جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا، الشرارة الأولى التي دفعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وكندا وأستراليا واليابان إلى الإعلان عن حزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية لطالما هددت بها روسيا.
ما هي العقوبة في القانون الدولي؟
هي عقوبة تفرضها دولة على دولة أخرى، في كثير من الأحيان لمنعها من التصرف بعدوانية أو انتهاك القانون الدولي، وغالبًا ما تُصمم العقوبات لإلحاق الضرر باقتصاد الدولة، أو بالنشاطات المالية لشخصيات فيها مثل كبار السياسيين، ويمكن أن تشمل أيضاً حظر السفر وحظر تصدير الأسلحة إليها.
عقوبات البيت الأبيض
ومع شن الهجوم الروسي المتواصل على أوكرانيا منذ فجر الخميس، قرر البيت الأبيض أمس الجمعة، أن يحذو حذو حلفائه الأوروبيين في توسيع عقوباته لتشمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف.
وتنص العقوبات الغربية على وقف جمع الأموال في الخارج، وتعليق مشروع خط الغاز “نورد ستريم2” الذي يمتد إلى ألمانيا، وتبلغ تكلفته 11 مليار دولار، بالإضافة إلى الحد من قدرة روسيا على الحصول على المواد ذات التقنيات الفائقة؛ مثل أشباه الموصلات.
عقوبات أوروبية
أعلن الاتحاد الأوروبي، فرض عقوبات على العديد من المسؤولين الروس رفيعي المستوى، بينهم وزير الدفاع سيرغي شويغو.
وبحسب ما نُشر فإن أسماء شخصيات مقربة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مدرجة على لائحة العقوبات.
وإلى جانب شويغو، تضمنت لائحة العقوبات، رئيس مكتب بوتين أنطون فاينو ونائبي رئيس الوزراء مارات خوسنولين ويوريفيتش غريغورينكو ووزير الاقتصاد والتنمية ماكسيم غيناديفيتش.
عقوبات مجموعة السبع
كان الرئيس الأمريكي جو بايدن، قد قال إنه اتفق مع مجموعة السبع على المضي قدما في حزم العقوبات الرادعة على روسيا، جراء العملية العسكرية التي نفذها الجيش الروسي صباح الخميس على أوكرانيا.
وفي تدوينة عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قال بايدن: "التقيت هذا الصباح مع نظرائي في مجموعة السبع لمناقشة هجوم الرئيس بوتين غير المبرر على أوكرانيا".
وتابع: "اتفقنا على المضي قدما في حزم العقوبات الرادعة وغيرها من الإجراءات الاقتصادية لمحاسبة روسيا، ونحن نقف مع شعب أوكرانيا الشجاع".
وقال بايدن، في وقت لاحق الخميس، إن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات جديدة ستكلف اقتصاد روسيا الكثير.
وأضاف بايدن في كلمة له، أن بوتين رفض كافة النوايا الحسنة التي قدمتها واشنطن، وهو الذي اختار قرع طبول الحرب.
وأوضح بايدن أن إدارته ستقوم بحظر 4 مصارف روسية جديدة، وستمنع أي استثمارات أميركية في روسيا، كما ستوقف أكثر من نصف صادرات التكنولوجيا لروسيا.
وجدد بايدن تأكيده أن أمريكا ستدافع عن الحلفاء في الناتو لاسيما في شرق أوروبا، مشيرا إلى أن القوات الأميركية لم ولن تنخرط في أي عمل عسكري في أوكرانيا.
وذكر الرئيس الأمريكي في معرض كلامه أنه تحدث مع وزير الدفاع بشأن تحركات أميركية عسكرية إضافية، لافتا إلى أن إدارته ستعمل على حماية الأسر الأميركية من ارتفاع أسعار الطاقة.
وصرح بايدن، أنه يراقب عن كثب أسعار النفط في العالم، كما عملت إداراته على تعزيز الدفاعات ضد أي هجمات سيبرانية.
عقوبات بريطانية
أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الخميس، عن فرض عقوبات على أكثر من 100 فرد وكيان روسي بعد أن اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وقال جونسون أمام البرلمان "بشكل عام سوف نجمد أصول أكثر من 100 كيان وشخصية أخرى بالإضافة إلى مئات الكيانات والشخصيات التي تم الإعلان عنها".
رفض روسيا للعقوبات الموقعة
رفضت روسيا العقوبات على اعتبار أنها تتعارض مع مصالح الدول التي فرضتها، ولن تؤثر على الفور على اقتصاد يمتلك احتياطيات من العملات الصعبة تبلغ 643 مليار دولار إلى جانب عائدات كبيرة من النفط والغاز.
أثار العقوبات الاقتصادية على روسيا
وتعتبر آثار العقوبات الاقتصادية على روسيا سوف تمتد إلى عديد من الدول الأوروبية، حيث أنها ستُلحق أضراراً ضخمة بقطاعات الطاقة، والتجارة، والتصنيع، والبنوك، والأسواق في أوروبا، والأرجح، أن العقوبات سوف تُلحقَ أضراراً بالاقتصاد الروسي، ولكنها لن تؤثر بالضرورة على أهداف روسيا الاستراتيجية.
وتعد تأثيرات العقوبات الاقتصادية التي فرضت حتى الآن على روسيا هي على الأرجح هامشية جدا بالنسبة إلى موسكو، نتيجة لتمتع الاقتصاد الروسي بمستوى قياسي من الاحتياطات النقدية، وهذا يشكل صمام أمان بالغ الأهمية.
وتمتلك روسيا في الأعوام الأخيرة من جانب الميزان التجاري، فائضا ملحوظًا، مما يجعلها لا تحتاج إلى اللجوء للأسواق المالية العالمية.
وكثفت روسيا في الفترة الأخيرة العلاقات التجارية مع الصين عبر عقود لتصدير الغاز وقعت لمدة 25 عاما، مما يجعل هناك احتياطات في المصرف المركزي الروسي، إضافة لكميات كبيرة من الذهب، مما يجعل الاقتصاد الروسي أقل ارتهانا إلى حد بعيد لنظام الدولار.
وبالنسبة إلى نظام سويفت المصرفي، التأثير سيكون محدودًا بسبب الاحتياطات النقدية، وفي المقابل إذا فرضت عقوبات على صعيد المحروقات والمواد الأولية الزراعية على شكل حظر، يمكن أن يكون الثمن باهظا جدًا.
تأثير العقوبات الروسية على الاقتصاد الأوروبي
وفي المقابل سيكون التأثير على الاقتصادات الأوروبية هائلًا، حيث أن واردات ألمانيا من الغاز الطبيعي الروسي تشكل نحو 46 في المئة من حاجات برلين".