يوم النصر والحرية.. 59 عامًا على ثورة المليون ونصف شهيد في الجزائر
يوم الاستقلال في الجزائر، مفخرة لجيل ثورة المليون ونصف شهيد، وبمرور 59 سنة على استقلالها 5 يوليو 1962، قلد الرئيس 11 عميدًا رتبة لواء، وعلى رأسهم قائد الدرك الوطني العميد نورالدين قواسمية.
دفع ثمن حريته
يوم النصر والحرية، واستقلال بلد عربي من تحت سيطرة الاستعمار الفرنسي في 5 يوليو 1962، عندما أجبر الشعب الجزائري الجيش الفرنسي على الخروج من أراضيه بعد أن دفع ثمن حريته مليون شهيد.
كل معاني النضال والكفاح تطلق على الشعب الجزائري في هذا الوقت، صمد الشعب في وجه العدو بمقاومات شعبية ومعارك آخرها كان تفجير ثورة أول نوفمبر 1954 والتي دامت 7 سنوات إلى سنة 1962.
منح الأوسمة لضباط الجيش الوطني
وفي عشية الاحتفال بالذكرى الـ59، ترأس الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، القائد الأعلى للقوات المُسلحة وزير الدفاع الوطني، في قصر الشعب بالجزائر العاصمة، حفلا لتقليد الرتب ومنح الأوسمة لضباط الجيش الوطني.
كبار رجال الدولة يحضرون
وحضر الحفل الفريق السعيد شنقريحة، رئيس الأركان الجزائري، والفريق أول بن علي بن علي قائد الحرس الجمهوري، وكبار رجال الدولة.
ومن أبرز من تمت ترقيتهم العميد نور الدين قواسمية قائد قوات الدرك الوطني إلى رتبة اللواء.
الفاعلين على الساحة السياسية
بينما أشاد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بدور الفاعلين على الساحة السياسية وفعاليات المجتمع المدني والجهود التي ساهمت في إجراء الانتخابات التشريعية الأخيرة التي أجريت في 12 يونيو الماضي، مثمنًا في الوقت ذاته دور الجيش وأجهزة الأمن في إحاطة الانتخابات التشريعية بأجواء من السكينة والاطمئنان.
استكمال المسار وفتح الآفاق الواعدة
وأعرب الرئيس تبون، في كلمة متلفزة له مساء الأحد، عشية احتفال الجزائر بالذكرى الـ59 لعيد الاستقلال، عن ثقته بأن إجراء الانتخابات التشريعية المبكرة يُعد خطوة هامة على طريق استكمال مسار سديد وفتح الآفاق الواعدة أمام الشعب لاختيار ممثليه وممارسة السيادة الشعبية من خلال الصندوق، وفق القواعد الديمقراطية.
وقال إن “الشعب الجزائري الذي أمن مسيرته المظفرة بميثاق مرجعية نوفمبر قادر على دحض نوايا التوجهات المريبة ومناوراتها للنيل من أمن واستقرار البلاد، وعازم على التصدي بقوة وحزم لكل من تسول له نفسه التطاول على الجزائر القوية بشعبها وجيشها”.
الحراك المبارك الأصيل
وأكد الرئيس تبون، أن الشعب الجزائري وهو يحيي عيد استرجاع السيادة الوطنية ويستلهم من عبقرية أبنائه ومن الحراك المبارك الأصيل وعيًا وطنيًا دائم التوقد- على درجة عالية من اليقظة لإدراك مصالح الأمة العليا ومعالم طريقِها الآمن للوفاء والوحدة والنصر.
محاربة الفساد
وأضاف: “وفاؤنا لشرف الالتزامات التي تعهدنا بها وأقمنا عليها برنامجًا وأولويات لخدمة الشعب سيبقى يقود خطواتنا بثقة إلى الأهداف المرجوة، بدعم الوطنيين الغيورين الثابتين على المبادئ النوفمبرية، لمحاربة الفساد والتحايل وضبط الحياة العامة وإشاعة روح المبادرة وتشجيع الاستثمار وخلق الثروة، وتكريس المواطنة والحس المدني والاعتزازِ بالهوية والانتماء”.
قصة ثورة المليون شهيد
وتعرف الثورة الجزائرية باسم “ثورة المليون شهيد” وهي حرب تحرير وطنية ثورية ضد الاستعمار الاستيطاني الفرنسي قام بها الشعب الجزائري بقيادة جبهة التحرير الوطني الجزائرية وكانت نتيجتها انتزاع الجزائر لاستقلالها بعد استعمار شرس وطويل.
الشرارة الأولى والثورة التحريرية الكبرى
الشرارة الأولى للثورة في منتصف ليل 1 نوفمبر 1954 الذي يصادف عند الأوروبيين يوم “عيد جميع القديسين”، معلنةً قيام الثورة التحريرية الكبرى، وقد بدأت هذه الثورة بقيام مجموعات صغيرة من الثوار المزودين بأسلحة قديمة وبنادق صيد وبعض الألغام بعمليات عسكرية استهدفت مراكز الجيش الفرنسي ومواقعه في مناطق عدة في وقت واحد.
بيان الثورة
وتم توزيع بيان على الشعب الجزائري يحمل توقيع “الأمانة الوطنية لجبهة التحرير الوطني”.
وجاء فيه أن “الهدف من الثورة هو تحقيق الاستقلال الوطني في إطار الشمال الأفريقي وإقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ذات السيادة ضمن إطار المبادئ الإسلامية”.
الكفاح التحريري
ودعا البيان، جميع المواطنين الجزائريين من جميع الطبقات الاجتماعية وجميع الأحزاب والحركات الجزائرية إلى الانضمام إلى الكفاح التحريري ودون أدنى اعتبار آخر، وتم تشكيل الأمانة الوطنية لجبهة التحرير الوطني من تسعة أعضاء.
إن الثورة الجزائرية لم تكن وليدة بل سبقتها ثورات أخرى ولكن هذه الثورة كانت أقوى تلك الثورات وأشملها وتمخضت عن إعلان استقلال الجزائر بعد ثمانية أعوام من القتال الشرس.
جيش التحرير ومعارضة عنيفة ضد فرنسا
ورد جيش التحرير، فقد كان خوض معارض عنيفة ضد الجيش الفرنسي واعتمد خطة توزيع القوات على جميع المناطق من أجل إضعاف قوات العدو المهاجمة وتخفيف الضغط على بعض الجبهات، بالإضافة إلى فتح معارك مع العدو من أجل إنهاكه واستنزاف قواته وتحطيمه.
إعلان الحكومة الجزائرية المؤقتة
وفي 19 سبتمبر عام 1958، تم إعلان الحكومة الجزائرية المؤقتة برئاسة السيد فرحات عباس ومنذ ذلك التاريخ أصبحت هذه الحكومة هي الممثل الشرعي والناطقة باسم الشعب الجزائري والمسئولة عن قيادة الثورة سياسياً وعسكرياً ومادياً.
وأعلنت في أول بيان لها عن موافقتها على إجراء مفاوضات مع الحكومة الفرنسية شرط الاعتراف المسبق بالشخصية الوطنية الجزائرية.
شارل ديجول وخطاب في الجزائر
وفي ديسمبر من 1958، ألقى شارل ديجول خطاباً في الجزائر العاصمة أشار فيها إلى الشخصية الجزائرية، وانتخب في 22 من هذا الشهر رئيساً للجمهورية الفرنسية.
اعتراف فرنسا بحق الجزائر
وفي 16 سبتمبر 1959، أعلن الجنرال ديجول اعتراف فرنسا بحق الجزائر في تقرير مصيرها، وكان جواب الحكومة الجزائرية المؤقتة قبولها لمبدأ تقرير المصير واستعدادها للتفاوض المباشر في الشروط السياسية والعسكرية لوقف القتال.
انتصار جبهة التحرير الوطني
وفي النهاية انتصرت وجهة نظر جبهة التحرير الوطني وأُجبرت فرنسا على التفاوض بعد أن تأكدت فرنسا بنفسها بأن الوسائل العسكرية لم تنفع، خاصة بعد الفشل الذريع الذي مُنيت به حملاتها الضخمة وعدم فعالية القمع البوليسي في المدن، ورفض الشعب الجزائري المشاركة في الانتخابات المزورة واستحالة إيجاد “قوة ثالثة” تكون تابعة للمستعمر بأي حال.
انسحاب القوات الفرنسية
وبدأ انسحاب القوات الفرنسية في 5 يوليو 1962 في يوم دخولها 5 يوليو 1830 أي بعد 132 عاماً من الاستعمار.
كما انسحبت هذه القوات من نفس المكان الذي دخلت منه إلى الجزائر في منطقة “سيدي فرج” القريبة من الجزائر العاصمة.
وتم في هذا اليوم تعيين أحمد بن بيللا كأول رئيس لجمهورية الجزائر المستقلة بعد خروجه من السجون الفرنسية مع عدد من قادة الثورة وكوادرها.