معركة عدوة.. إثيوبيا تحيي الذكرى 126 لانتصارها على إيطاليا
احتفلت إثيوبيا بالذكرى 126 لانتصارها على القوات الإيطالية وصد هجوم على شمال البلاد فيما عرف بـ"معركة عدوة" نهايات القرن التاسع عشر.
وصباح الأربعاء، توافد المئات من الإثيوبيين بأديس أبابا على ساحة النصب التذكاري لضحايا الاستعمار، بميدان الإمبراطور "منليك الثاني"، وسط العاصمة، لإحياء الذكرى 126 لمعركة "عدوة"، بمشاركة وزيرة الثقافة والسياحة بمدينة أديس أبابا هيروت كاسو وممثلين للحكومة، وتم وضع أكاليل من الزهور على النصب التذكاري.
فيما احتفل جزء آخر من سكان العاصمة في جسر عدوة بإحدى شوارع أديس أبابا بحضور رئيسة البلاد سهلي ورق زودي، وعمدة مدينة أديس أبابا أدانيش أببي.
في مشهد كرنفالي، احتشد المئات من الإثيوبيين في ميدان الإمبراطور "منليك الثاني"، وسط العاصمة ، حيث تميزت احتفالية هذا العام ببرامج ثقافية ومعارض للصور ، بجانب عروض عسكرية من قدامى المحاربين، والفرق العسكرية الشرطية، والفرق الثقافية لبعض القوميات والشعوب الإثيوبية التي حضرة بفرسانها.
وسبقت الاحتفالية برامج ثقافية ومعارض تراثية نظمتها دار الكتب الإثيوبية، ومعرض بالصور يظهر جانبا توثيقيا لأحداث معركة عدوة والقادة الإثيوبيين الذين تصدروا المشهد حينها والجهود الدبلوماسية التي سبقت المعركة.
فيما تصدرت الدعوة للوحدة كلمات المتحدثين بالاحتفالية، حيث دعت الرئيسة الإثيوبية سهل ورق زودي إلى ضرورة إظهار الوحدة والتضامن بدلاً عن الشعارات، مؤكدة أن "الانتصار في معركة عدوة جاء بفضل تضحيات آبائنا وأمهاتنا وأجدادنا".
وأضاف في كلمتها بالمناسبة، أن ذكرى معركة عدوة تمثل احتفالا بالنصر باعتبارها واحدة من أهم التضحيات في تاريخ إثيوبيا.
وأشارت الى أن انتصار الإثيوبيين في المعركة نقل رسالة مفادها أنه يمكن هزيمة الغزاة والمستعمرين، مشددة على أن النصر في مهم للإثيوبيين وغيرهم من شعوب أفريقيا.
الرئيسة الإثيوبية: نحتاج لننمو كأمة
وشددت الرئيسة الإثيوبية على "الحاجة إلى تعزيز الأساس وبناء توافق في الآراء حول التاريخ لننمو كأمة".
كما دعت إلى ضرورة أن "تظهر إثيوبيا للعالم من خلال التمسك بقيم معركة عدوة وليس بالتقسيم والاقتتال"، مشيرة إلى أنه "لا يمكن بناء إثيوبيا إلا إذا تركنا روح الانقسام التي يريدها العدو وأن نقف معا لتحقيق هدف واحد هو نماء البلاد".
وعشية الاحتفال بذكرى معركة "عدوة"، قال رئيس الوزراء آبي أحمد، إن انتصار الجنود الإثيوبيين على أحدث الأسلحة للجيش الإيطالي وقتها يعتبر نصر للأفارقة وكسبا للحرية، داعيا مواطنيه لاستخلاص العبر من تلك الانتصارات وأهمية الوحدة.
وأوضح آبي أحمد أنه "ينبغي أن نستفيد من تلك التجربة للتغلب على الفقر بالوحدة والتكاتف الذي ظهر به أجدادنا وآباؤنا أمام العدو بالوحدة والتألف"، لافتا إلى أن "الشعب الإثيوبي سيحتفل بانتصار ذكرى معركة عدوة العام القادم وهو أكثر وحدة وتقدما وازدهارا".
تعود وقائع معركة عدوة التي يحتفل بها الإثيوبيون سنويا إلى مطلع مارس عام 1896، حين سعى الجيش الإيطالي الذي كان يسيطر حينها على جيبوتي (الصومال الإيطالي آنذاك) وإرتريا لتأمين وجوده بالتوسع غربا في الداخل الإثيوبي.
ووقعت المواجهة في منطقة عدوة بإقليم تجراي شمالي إثيوبيا والمعروفة اليوم بمدينة عدوة إذ تتميز المنطقة باستراتيجيتها العسكرية، فهي محاطة بالجبال وأراض وعرة ربما كانت أحد أسباب انتصار الإثيوبيين إلى جانب وحدتهم وتماسكهم وعزيمتهم.
ونجحت إثيوبيا التي كانت تدعمها في ذلك الحين كل من فرنسا وروسيا، في صد الهجوم الذي أودى بآلاف الضحايا، خلال ما بات يعرف بـ"الحرب الإيطالية الإثيوبية الأولى".
ويوجد وسط العاصمة أديس أبابا تمثال باسم الإمبراطور منليك الثاني تخليدا لدوره البطولي في قيادة إثيوبيا بتلك الحقبة، ويعد أبرز نصب تذكاري في أديس أبابا، وشيّده الإمبراطور هيلا سيلاسي عام 1930 لإحياء ذكرى القيادة الحكيمة للإمبراطور منليك الثاني (17 أغسطس 1844- 12 ديسمبر 1913) الذي حشد الإثيوبيين لمحاربة جيوش الاستعمار الإيطالي في معركة "عدوة".