مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

من منصة التتويج إلى الاختباء.. بطل أولمبي أوكراني يواجه مصيرًا مجهولًا

نشر
من منصة التتويج إلى
من منصة التتويج إلى الاختباء.. بطل أوكراني يواجه مصيرمجهول

قبل ستة عشر يوماً، كان لاعب التزلج الحر الأوكراني أولكسندر أبرامينكو في الصين، يحتفل بفوزه بميداليته الفضية - وهي الميدالية الوحيدة التي فازت بها أوكرانيا في دورة الألعاب الشتوية في بكين.

وحظي أبرامينكو، أحد أفضل لاعبي التزلج الحر، وهو لاعب أولمبي لخمس مرات وحامل علم الدولة في حفل الافتتاح، بمزيد من الاهتمام بعد الحدث، عندما تم توزيع صورة عناقه مع منافس روسي على نطاق واسع.
 

وليلة أمس (الجمعة) في كييف، كان أبرامينكو (33 عاماً) موجوداً في مرأب للسيارات بمبنى سكنه مع زوجته، ألكسندرا، وابنهما ديمتري، البالغ من العمر عامين.

ووسط الغزو الروسي، حاول آلاف الأشخاص الفرار من المدينة، مما تسبب في حشود كبيرة وفوضى في محطة القطار الرئيسية في كييف، حيث قال الجيش الأوكراني إن الهدف الأساسي للجيش الروسي هو تطويق العاصمة.

أثناء محادثة نصية مع صحيفة "نيويورك تايمز"، التقط شخص صورة لأبرامينكو وعائلته، جالساً على مرتبة وسط البرد، فيما يلهو طفله ديمتري، إذ كانت هذه هي ليلتهم السابعة وهم نائمون في المرأب، معتقدين أنه أكثر أماناً من شقتهم في الطابق 20 بالأعلى، وليس بعيداً عن مطار المدينة الرئيسي.

وكتب أبرامينكو للصحيفة: “نقضي الليل في مرأب السيارات تحت الأرض في السيارة، لأن صفارات الإنذار للهجوم الجوي تعمل باستمرار”.

 وتابع: “إنه لأمر مخيف أن أنام في الشقة، لقد رأيت بنفسي من النافذة كيف تعمل أنظمة الدفاع الجوي على صواريخ العدو، وسمعنا دوي انفجارات قوية”.

وأمس (الجمعة)، وسط الغزو على كييف، أدرك أبرامينكو أن الوقت قد حان للمغادرة، متجهاً نحو مستقبل غير معروف. وتعتزم الأسرة القيادة يوم السبت إلى الجهة الغربية لأوكرانيا، بالقرب من حدود سلوفاكيا والمجر. وفي أفضل الظروف، قد يستغرق الأمر 10 ساعات.

وقال أبرامينكو: “أخطط للذهاب إلى مدربي، إنفر أبلايف، فهو يعيش في موكاتشيفو، منطقة ترانسكارباثيان”. وأردف: “أذهب بالسيارة، آخذ معي الأشياء الأساسية والطعام والميداليات الأولمبية”.

وإلى جانب الميدالية الفضية التي حصل عليها حديثاً، فاز أبرامينكو بميدالية ذهبية في عام 2018.

وأبرامينكو غير متأكد مما ستأتي به الأيام المقبلة. إنه قلق على والديه، اللذين يعيشان في ميكولايف، وهي مدينة ساحلية على البحر الأسود، حيث نشأ أبرامينكو، وتقع بين مدينة خيرسون وأوديسا المحتلة، ومن المتوقع أن تكون هدفاً رئيسياً للروس.

وكتب أبرامينكو: “القتال جارٍ بالفعل في نيكولاييف. يجلس والداي في المنزل، ويسمعان دوي انفجارات. من الخطر ترك نيكولاييف في الوقت الحالي، فهم يريدون أن يكونوا هناك. قد يكون قادراً على المغادرة لاحقاً”.

يسعى أبرامينكو للوصول إلى موكاجيفا “للتفكير في خطواتي التالية”، وتابع أنه غير متأكد مما إذا كانت زوجته وابنه سيتوجهان عبر الحدود كلاجئين، مثل أكثر من مليون أوكراني آخر. إنه يعلم فقط أنه، مثل كل الرجال في سنه، لا يمكنه مغادرة أوكرانيا.

كتب: “لا أعرف ما إذا كنت سأذهب للحرب أم لا، لا أعرف ما العملية التي يمر بها الرجال الذين يتم استدعاؤها”.

 وكتب للصحيفة: “في الوقت الحالي، يتعامل جيشنا بشكل كامل مع هجمات الجنود والمعدات الروسية”.