قمة المعرفة 2022 في دبي.. نموذج جديد للتعليم واستراتيجيات مبتكرة لإدارة المخاطر
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، انطلقت فعاليات الدورة السابعة من "قمة المعرفة" التي تنظمها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تحت شعار "المعرفة.. حماية البشرية وتحدي الجوائح" في مقر إكسبو 2020 دبي.
وتركز القمة التي تعقد على مدى 5 أيام على طرح آفاق نقاشية واسعة ومعمقة تتناول عدداً من القضايا ذات اهتمام وتأثير عالمي مشترك، أبرزها؛ نموذج التعليم الجديد، والأمن الغذائي، واستراتيجيات الابتكار في إدارة المخاطر، والاقتصاد الأزرق.
ويأتي انطلاق "قمة المعرفة" في إطار حرص دولة الإمارات على تعزيز مسارات نقل ونشر المعرفة وتسليط الضوء على فرص وتحديات بناء مجتمعات المعرفة في ظل التحولات الجوهرية التي طرأت مع تفشّي جائحة "كوفيد-19".
شهدت قمة المعرفة 2022 تنظيم سلسلة جلسات "فضاء المعرفة"، في القاعة الموازية للجلسات الرئيسية.
نموذج جديد للتعليم
ناقشت الجلسة الأولى من جلسات فضاء المعرفة، "نموذج جديد للتعليم" بحضور ماجد بن علي النعيمي، وزير التربية والتعليم بمملكة البحرين، والبروفيسور جلال عزين، الرئيس المؤسِّس لكرسي اليونسكو لسياسة العلم والتكنولوجيا والابتكار، وعزيزة عثمان، مؤسِّسة ومديرة تنفيذية، في شركة "مونتي بلاي".
واستعرض ماجد بن علي النعيمي تجربة مملكة البحرين في التعليم خلال أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد، مشيراً إلى الاستجابة السريعة التي انتهجتها الحكومة تجاه هذه الأزمة، بهدف مواصلة العملية التعليمية، وذلك من خلال إطلاق عددٍ من القنوات الفضائية لبث المحتوى التعليمي للطلاب بجميع المراحل التعليمية، مؤكداً أنَّ الأمر لم يكن سهلاً تماماً سواء بالنسبة للمعلمين أو الطلاب، إلا أنَّ البنية التحتية المتطورة التي تمتلكها المملكة ساعدت على نجاح منظومة التعليم الإلكترونية خلال الأزمة.
وتحدَّث عن المنظومة التعليمية الإلكترونية التي تمتلكها المملكة، حيث أطلقت الوزارة 14 قناة تعليمية على موقع "يوتيوب"، وكذلك منصة تعليمية متقدمة عبر الإنترنت، والتي شهدت تطوراً كبيراً خلال العام الماضي ليتجاوز عدد الزيارات نحو 68 مليون زيارة خلال العام الدراسي، ونحو 42 مليون زيارة منذ بداية العام الدراسي الجاري في سبتمبر/ أيلول 2021.
من جهته استعرض البروفيسور جلال عزين التحديات التي تواجه العملية التعليمية، مؤكداً أنَّ الارتقاء بالتعليم هو أحد أهم أدوات التصدي إلى التحديات الصحية والبيئية، حيث إنَّ العالم تحرَّك منذ أكثر من 20 عاماً نحو الارتقاء بمنظومة التعليم من خلال التكنولوجيا المتطورة، والتي كان لها دورٌ مهمٌ خلال أزمة جائحة كوفيد-19 المستجد، مشيراً إلى أنه في الوقت الراهن يشهد العالم ثورة رقمية تعليمية وذلك بفضل المعلومات التي توفّرها التقنيات الحديثة.
وأكّد عزين أهمية تنويع عملية التعليم والتعلُّم وتبنّي الإبداع في المنظومة من خلال ترسيخ التعليم النقدي لدى الأطفال حتى يستطيعوا مواجهة التحديات المستقبلية، وضرورة التكيُّف مع التكنولوجيا من أجل التعليم والتعلُّم بشكل أوسع.
من جانبها، تحدثت عزيزة عثمان عن أهمية تقييم البلدان للنماذج التعليمية التي تقوم عليها العملية التعليمية، من وقت إلى آخر حتى يتسنّى تطوير تلك النماذج من أجل الارتقاء بمستوى التعليم، مشيرة إلى النموذج الألماني في التعليم والذي يعتمد على التقييم باستمرار.
وأوضحت عثمان أنه يجب الاهتمام بهذا الجيل في عملية التعليم والتعلُّم من خلال العمل على تعزيز مهاراتهم في سن مبكرة، مع وجوبية توعية الأسر وأولياء الأمور حول تبنّي نماذج تعليمية مبسّطة في سن مبكرة للأطفال من خلال الاستغلال الأمثل للتكنولوجيا وكذلك توفير الدعم التقني اللازم للآباء.