الأسهم الأوروبية تتراجع في ختام التعاملات متأثرة بآخر التطورات في أوكرانيا
سجلت مؤشرات الأسهم الأوروبية، تراجعًا في ختام جلسة تعاملات اليوم الثلاثاء، جاء ذلك بالتزامن مع ضعف معنويات الأسواق في ظل ترقب المحادثات الروسية الأوكرانية واجتماع الاحتياطي الفيدرالي.
وأجرى المسؤولون من روسيا وأوكرانيا المزيد من المحادثات اليوم في محاولة للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار وإيجاد حل وسط بين المطالب الروسية والأوكرانية.
في هذه الأثناء، سيطر الترقب على الأسواق المالية حول العالم لانعقاد اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إذ من المقرر أن يعلن البنك قراره غدًا بشأن معدل الفائدة، وسط توقعات باتجاه البنك لرفع الفائدة للسيطرة على معدل التضخم.
عمليات الإغلاق في الصين
وفي سياق منفصل، أثقلت عمليات الإغلاق في الصين على معنويات الأسواق، بعدما ارتفعت إصابات “كورونا” في البلاد لمستويات قياسية، ما دفع بعض الشركات إلى تعليق أعمالها.
أما عن البيانات الاقتصادية، فأظهرت بيانات هيئة الإحصاءات الوطنية البريطانية تراجع معدل البطالة في البلاد لأدنى مستوى في عامين، إذ سجل 3.9% في فترة الأشهر الثلاثة المنتهية في يناير وهو ما يمثل تراجعًا بنحو 0.2% على أساس فصلي، فيما أضاف الاقتصاد 275 ألف وظيفة خلال فبراير عند 29.7 مليون وظيفة.
وانخفض مؤشر “ستوكس 600” الأوروبي بنسبة 0.3% أو ما يعادل نقطة واحدة عند 435 نقطة، فيما سجل “داكس” الألماني تراجعًا هامشيًا 0.09% (-12 نقطة تقريبًا) عند 13.917 ألف نقطة.
كما تراجع “فوتسي 100” البريطاني بنسبة 0.2% (-18 نقطة تقريبًا) عند 7175 نقطة، فيما انخفض “كاك” الفرنسي بنفس النسبة (-15 نقطة) عند 6355 نقطة.
وتراجعت أسعار النفط اليوم الثلاثاء لتصل إلى أدنى مستوى لها في أسبوعين، يأتي الهبوط الجديد بعد أن خففت محادثات وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا المخاوف من تعطل آخر للإمدادات النفطية، في حين أثارت الإصابات بفيروس كورونا في الصين مخاوف إزاء تباطؤ الطلب على الخام.
أسعار النفط اليوم
انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 5.95 دولار أو 5.6 بالمئة إلى 100.95 دولار للبرميل بحلول الساعة 0747 بتوقيت جرينتش بعد أن هوت بما يزيد على ستة دولارات إلى 100.05 دولار في وقت سابق من الجلسة.
كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى ما دون مستوى 100 دولار لأول مرة منذ الأول من مارس/آذار الجاري، لينزل 5.49 دولار أو 5.3 بالمئة إلى 97.52 دولار للبرميل بعد أن انخفض إلى 96.70 دولار في وقت سابق من الجلسة.
وانخفض كلا الخامين بما يزيد على خمسة بالمئة أمس.
الحرب الروسية الأوكرانية
وتأتي هذه الخسائر الحادة بعد نحو أسبوع من وصول سعري خام غرب تكساس وبرنت إلى أعلى مستوياتهما في 14 عاما على خلفية حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا والمخاوف المتعلقة بالإمدادات إثر حظر الولايات المتحدة وبريطانيا واردات الخام من روسيا.
وقال توشيتاكا تازاوا المحلل لدى شركة فوجيتومي للأوراق المالية "عززت التوقعات بحدوث تطورات إيجابية في محادثات وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا الآمال في تخفيف شح (المعروض) في سوق الخام العالمية".
جائحة كورونا في الصين
وأضاف "أثارت أيضا عمليات الإغلاق الجديدة للحد من جائحة كوفيد-19 في الصين مخاوف متعلقة بتباطؤ الطلب".
ويوم الأحد، أعلنت الصين أنها ستفرض إغلاقا على مدينة شينجين مركز التكنولوجيا في البلاد التي يبلغ عدد سكانها 17 مليون نسمة بسبب تفشي المتحورة أوميكرون التي تسببت بارتفاع الإصابات بفيروس كورونا في جميع أنحاء البلاد.
وأحدثت هذه الخطوة قلقا بشأن التوقعات على الطلب باعتبار أن الصين أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، إضافة الى بصيص الأمل في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا الذي يؤثر أيضا في الأسواق.
وقال دانيال هاينز من مجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفية "لا تزال المعنويات في أسواق السلع مدفوعة بعناوين الأخبار الرئيسية، حيث أنعشت المحادثات بين روسيا وأوكرانيا الآمال في أن تكون اضطرابات الإمدادات في حدها الأدنى".
وأضاف "هذا من شأنه أن يعرّض أسعار النفط لضغوط متزايدة. ومع ذلك فإنه لا يعكس الصورة الأساسية، مع تزايد عزل النفط الروسي".