مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

تونس تستعد لانطلاق المهرجان العربي للموسيقى الملتزمة في دورته الثالثة

نشر
المهرجان العربي للموسيقى
المهرجان العربي للموسيقى

تستعد الأوساط الفنية في تونس لإحياء المهرجان العربي للموسيقى الملتزمة في دورته الثالثة التي تحتضنها العاصمة تونس بين التاسع عشر والخامس والعشرين من آذار/ مارس الحالي، وذلك بمشاركة فنانين من خمس دول هي تونس وفلسطين ومصر ولبنان والأردن.

المهرجان العربي نافذة جديدة

ويعتبر المهرجان العربي للأغنية الملتزمة نافذة جديدة تنفتح بين هذا النمط الغنائي والجمهور كما أنه يسعى لإعادة الاعتبار لرواد الفن الملتزم.

وعلى الرغم من انحسار الأضواء عنها طيلة عقود من الزمن، بسبب رسائلها السياسية ومواقفها من الحكام، فإن الموسيقى الملتزمة التي شكلت إحدى الوسائل البليغة للتعبير عن مكونات الإنسان الداخلية وأحاسيسه تجاه قضايا إنسانية أو سياسية أو اجتماعية، ظلت نمطا متفردا له جمهوره وعشاقه.

وقال مدير المهرجان العربي للموسيقى الملتزمة العربي شعباني، في مؤتمر صحفي، ”إن الموسيقى الملتزمة هي الأغنية التي تعبر عن قضايا الوطن والشعب عموما، وأنها نمط يدافع عن الحرية وعن القيم الإنسانية المثلى ويحاول فرض موقفه من الحكام ومن قضايا ذات أبعاد سياسية ومن ذلك المنطلق تكتسب الموسيقى الملتزمة قيمتها وأبعادها“.

وأضاف الشعباني أن ”المهرجان العربي للموسيقى الملتزمة في تونس سيكون مناسبة لإعادة الاعتبار إلى هذا النمط الفني المتحرر من القيود، وسيجمع عددا من الفنانين الملتزمين العرب بما يمثل فرصة للتعرف على هذا النمط الموسيقي، كما أنه يسعى إلى أن يكون نافذة جديدة تنفتح أمام عشاق الفن الملتزم“، وفق تعبيره.

وتحمل دورة 2022، شعار ”على هذه الأرض ما يستحق الحياة“، وهو شعار اختارته هيئة المهرجان لتذكير عشاق الأغنية الملتزمة بهواجسهم وقضاياهم ومن بينها القضية الفلسطينية، بحسب ما أكده الشعباني.

وتابع مدير المهرجان قائلاً: ”يوم الأرض الموافق للثلاثين من شهر آذار/ مارس الجاري، يتزامن مع موعد هذه الدورة ولذلك لم نجد أفضل من ذلك الشعار لنعبر عن التمسك بأبرز القضايا التي تشغل بال المواطن العربي عموما وهي القضية الفلسطينية، ولذلك سيكون الفن الفلسطيني الملتزم حاضرا في عروض المهرجان علما أن الأغنية الملتزمة تدافع عن كل القضايا العادلة سواء في فلسطين أو سوريا أو العراق أو غيرها من البلدان والأوطان والشعوب“.

الجدير بالذكر أن الدورة الثالثة ستشهد مشاركة فلسطين من خلال عرض مجموعة ”عشاق الأقصى“ من فلسطين يوم 24 مارس.

وسيكون عرض الافتتاح للفنان اللبناني خالد الهبر، وذلك بعد عرض وثائقي ومعرض صور يعرف الأغنية الملتزمة ونشأتها في الوطن العربي، أما بقية عروض الدورة التي تحتضنها العاصمة تونس فتتوزع بين عرض نادي ”أحباء الشيخ إمام“ يوم 20 مارس، ومجموعة أحلام المدينة ”أحنا نحب الحياة“ في الحادي والعشرين من مارس، وعرض ”قصائدنا“ لفتحي زهير، فيما ينتظم عرض مجموعة ”عيون الكلام“ وعرض الفنان الأردني شادي زقطان، ومجموعة عمر ونجم، وعرض الفنان المصري مصطفى سعيد، على أن يسدل الستار على هذه الدورة الثالثة يوم 25 مارس، بعرض الفنان التونسي رضا الشمك.

ولا تزال الأغنية الملتزمة خارج دائرة الضوء في الأوساط الفنية، وفي محيط اهتمامات عشاق الفن في تونس والعالم العربي، وذلك في ظل سطوة أنماط فنية جديدة مثل الراب والأغاني الإيقاعية الخفيفة والراي وغيرها من الألوان الغنائية الموجهة بالأساس للشباب.

وتعود نشأة الأغنية الملتزمة في تونس إلى أواخر السبعينيات وبداية الثمانينات من القرن الماضي، حيث كانت الأوساط الطلابية تحيي حفلات تحت ملاحقات البوليس السياسي وتتحدى التضييقات الأمنية للتعبير عن هموم الوطن وهواجس الشعب.

وكثيرا ما كانت الأوساط الجامعية والشغلية فضاء للتعبير عن مواقف رواد الأغنية الملتزمة من الشأن السياسي حتى إن بعض الفنانين تعرضوا لعقوبات ومضايقات أمنية وصلت حتى سجن بعضهم بسبب إبداعاتهم الفنية التي كانت مضامينها خارج دائرة الإعلام الرسمي في الدول العربية باعتبار أنها كانت بمثابة اللسان السليط في مواجهة السلطة.

ويعد الفنان التونسي الهادي قلة واحدا من رواد ورموز الأغنية الملتزمة، إذ كثيرا ما كانت أغانيه صادحة بقوة من أجل نصرة المظلومين والدفاع عن القضايا العادلة، كما برز في الساحة الغنائية الملتزمة كل من الطيب بوعلاق وآمال الحمروني وعمر بن ابراهيم قائد مجموعة ”عمر ونجم“ للأغنية الملتزمة.