حوار بين شعب ووطن …!
الشعب ...!
يا وطني
بالرغم من الحزن الساكن فينا ليل نهار والمخيم علينا عجافاً لا نستطيع البوح فيه سراً ولا علناً،
الحزن الصامت القاهر من جراء ما شهدته يا وطن في الأيام السابقة والأيام الحاضرة نبقى نتشبث في الأمل الوردي والعودة إلى ترابك وحضنك الذي غاب حلمه عنا في جمع الليالي، وطالت أيامه ودارت وتساوت أحزاننا عليك يا وطني، افترستك نياب السباع من نهشاً ونهباً مما اثقلتك بالجراح لكن تبقى أنت العراق وطني وعزتك وجلالك سأرفع أسمك مهما حُييت ونبقى ننادي.
((بالروح بالدم نفديك يا عراق))
الوطن …
يا شعبي الصابر صعباً أن تروا وطناً ذبيحا ولا تستطيعوا إسعافه من جزاريه والحزن والحيرة الجمت أفواه كانت باسمة وأتلفت الشوارع والأبنية بعقود وهميةً فاسدة، بذات النفوس الغير وطنية محبة للشخصنة والفئوية تهدمت آمال الشباب الطامحة بحرقة دموع اليتامى والثكالى في عيد رمضان وأضحى!
حزني عليكم يا شعبي غيمت سمائي بحسرات وأمنيات وتطلعات حتى أخرجكم من النفق المظلم الموحش وتزدهر أرضي ويكون الوطن هو بيتكم الكبير الآمن.
الشعب إلى الوطن …
فلذة كبي نور عيني ضيء بصري مالي أراك حزين شاحب اللون مصفرة اوراقك مخصرة (مصبخةً ) ارضك جافةًً انهارك مملوءةً افئدة المهاجرين لك شوقاً يا كعبة المجد والخلود يا قبلة الاسود نفتخر ان نكون حراسك ، لا أراك مثل السابق رشيق جميل اخضر صافي وفير حنين ذو سيادة،
يا وطني ذرفت عيناي دمعا ً جاري ومن الشوق متخم ً لرؤياك مثل السابق فوحقك وحق حضارتك واسمك وتاريخك أني أحبك كحب أمي وأبي وأخوتي وأبنائي،
الوطن إلى الشعب …
يا شعبي ليس لي حيلة وقل صبري من الحكام فأنا في عز شبابي واصابني مرض عضال بالحوكمة الحاكمة، فمنذ قرون عديدة أعاني السلب والنهب في خيراتي التي تذهب خارجاً عبر الحدود
فأنتم يا شعبي المسكين تعيشون فقراء في ارض السواد،
فحزني عليكم وعلى ما اصابكم قصمت ظهري واحدودب عليكم، يا عيالي المهم أنتم تأكلون وتلبسون ويضمر حزنكم فالحزن الذي ضاركم ضرني كثيراً ...
وأنا سوف أنتظر حُلتي الجديدة لعلي البسها في عيداً من الأعياد.!
كثر حزني وشاخت اوراقي وانا في عز ربيعي وقل فيضي من الودق الماطر وتكالبت عليه الخونة والمرتزقة ونهبت كل خيراتي التي هي من حصتكم وانا لا حول ولا قوة لكن سوف يأتي يوم الكل يحاسب ويعاقب فأنا أقمت دعوى إلى الله والله يمهل ولا يهمل..
الشعب إلى الوطن …
حكاية وطن مؤلمة وشائكةً تروي متاهةً في طريق مسدود وضياع في غابةً ليس لها خارطة أو عنوان، فالبوصلة التي معنا تكدست وتعطلت ولا ترمز لنا على طريق النجاة، تعبت الاقدام ونحلت الاجساد من قلة الغذاء وانبحت الأصوات من كثر الصياح،
أنقذونا.. ساعدونا.. خلصونا..
ألا من مجيباً يحيبنا ألا من سامع ينصرنا ألا من طبيباً يداوينا،
يا وطني بمن نستنجد ونحن في بحر هائج متلاطم الأمواج، انسأل موج البحر او فيروز الشطآن أو قراصنة السفن لا أحد لا شخص لا منقذ؟
حتى وإن فاضت دموعك يا وطني أنهاراً وكبُر حزنك وأصبح أشجاراً وامسى همك كبيرا ً لاحتضاننا من التشرد والهجرة في كوكب الأرض،
يا وطني أصبحت أراك
كصورة حزينة كتبها شاعر لحبيبته الغائبة الحاضرة التي لم يشاهدها أبداً فخط سلسبيل حرفه كلمات من حب وحزن بفقدها،
تكسر الوجدان بكلمات الشوق إليك يا عراق والأصعب منه اننا نطارد خيط من سراب ونحاول أن نبدل طرقاً اقل مسافةً وأن نرسم وطناً دافىء فنحن نعيش بلا وطن متغربين ومع ذلك سوف نبقى ننادي ونهتف بصوت عالٍ
((بالروح بالدم نفديك يا عراقي))