3 قمم أوروبية تحذر روسيا من نتائج استمرار الحرب على أوكرانيا
تستضيف العاصمة البلجيكية بروكسل، اليوم 3 قمم خاصة بالأزمة الأوكرانية، ومناقشة الأزمة العالمية الكبرى الناجمة عن الحرب بين كييف وموسكو وتصاعد الخلاف الحاد بين روسيا والغرب.
وتشمل القمم الثلاث كلا من حلف شمال الأطلسي "الناتو" والاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول السبع الصناعية، وتعقد تزامنا مع مرور شهر على بدء الحرب الروسية الأوكرانية.
قمة حلف الناتو
الانطلاقة الأولى لليوم بدأت مع القمة الطارئة لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، بمشاركة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وناقش قادة "الناتو"، خلال القمة، تحديث نظام الردع والدفاع، وستكون الخطوة الأولى في هذا الاتجاه تكوين 4 مجموعات قتالية جديدة في الجزء الشرقي من الحلف.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ قبيل الاجتماع: "سيناقش القادة اليوم الحاجة إلى تجديد قوات الردع والدفاع لدينا على المدى الطويل، والخطوة الأولى على هذا المسار هي إنشاء أربع مجموعات قتالية جديدة في الجزء الشرقي من التحالف، في بلغاريا ورومانيا وهنغاريا وسلوفاكيا".
وأضاف ستولتنبرغ أنّ "الوجود المتزايد سيتطلب من الحلفاء زيادة الاستثمار في الدفاع"، مشدداً: "يجب أن نفعّل المزيد، لكن يجب علينا أيضاً أن نستثمر أكثر".
وعن أمد تواجد القوات الجديدة لـ"الناتو"، ولا سيما في رومانيا، شدد ستولتنبرغ على أنّها "ستبقى هناك طالما كان ذلك ضرورياً".
وكان ستولتنبرغ قال عشيّة القمة إنّه يتوقع من القادة "الاتفاق على تعزيز وجود الناتو على الجانب الشرقي براً وجواً وبحراً"، مضيفاً: "مع الأخذ بعين الاعتبار المجموعات في دول البلطيق وبولندا، سيكون لدينا ما مجموعه ثماني مجموعات تكتيكية على الجانب الشرقي".
أوكرانيا تطلب دعم الناتو
طالب رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي، في خطاب مصور، حلف شمال الأطلسي "الناتو" بدعم بلاده بريا وجويا وبحريا، متهما روسيا باستخدام قنابل الفسفور دون أن يذكر أدلة.
وقال زيلينسكي إن أوكرانيا بحاجة لمقاتلات ودبابات ودفاع جوي أفضل وأسلحة مضادة للسفن.
وأضاف أن "روسيا تعتزم المضي قدما واستهداف دول شرقية بالحلف"، مشيرا إلى أن موسكو استخدمت قنابل الفسفور ولكن دون أن يذكر أدلة، وتنفي روسيا تلك الاتهامات.
مجموعات قتالية معززة
أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو) اعتزامه تعزيز جناحه الشرقي بـ 4 مجموعات قتالية أخرى لردع روسيا، ووجه اتهاما للصين بشأن دعم موسكو.
وأعلن الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرج، في بروكسل، في تصريحات سابقة، أن مواقع ما تسمى بـ"مجموعات الناتو القتالية" ستكون سلوفاكيا والمجر ورومانيا وبلغاريا، وذلك في إطار رد الحلف على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
ولدى الناتو بالفعل مجموعات قتالية في إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا.
قمتا مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي
وبالتوازي، تستضيف بروكسل اجتماعات قمة لمجموعة السبع والاتحاد الأوروبي تستهدف توجيه تحذير إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن بلاده ستدفع تكاليف "مدمرة" في حربها ضد أوكرانيا.
وخوفا من احتمالات أن تصعد روسيا الحرب مع جارتها بعد صراع طاحن بدأ قبل شهر، ستوافق الدول الثلاثون الأعضاء في الحلف أيضا على إرسال معدات لكييف للدفاع عن نفسها ضد أي هجمات بيولوجية وكيماوية ونووية.
وسيتم التأكيد على الرغبة الثابتة في معاقبة موسكو من خلال فرض عقوبات هائلة عليها خلال اجتماع طارئ لمجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى.
ويرى مراقبون أن هذه القمم، لا سيما قمة "الناتو" المنعقدة على وقع تنامي صراعات النفوذ والمجالات الحيوية بين الكتلة الأطلسية الغربية وروسيا الآن وربما غدا مع الصين، تحتم بلورة خطط وسياسات لهذه المرحلة الجديدة من الصراع بين كتل وقوى دولية كبرى.
الاتحاد الأوروبي يقدم مساعدات عسكرية
أعلن الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة، أمس الأربعاء، مضاعفة المساعدات العسكرية لأوكرانيا إلى مليار يورو قبيل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وأعطت الدول الـ27 الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، الضوء الأخضر لتقديم 500 مليون يورو (550 مليون دولار) إضافية كمساعدات عسكرية لأوكرانيا قبيل أن تناقش قمة زعماء الاتحاد الأوروبي العملية العسكرية الروسية مع الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وقال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل إن الاتحاد الأوروبي يواصل دعم أوكرانيا ضد روسيا والمعاناة التي "تؤثر على الشعب الأوكراني".
وبهذا المبلغ يتضاعف المبلغ الإجمالي للمساعدات العسكرية الذي يقدمه التكتل لأوكرانيا إلى مليار يورو بعد حزمة سابقة بلغت 500 مليون يورو والتي تم الإعلان عنها في فبراير/شباط الماضي.
ويعتبر إرسال أسلحة لدولة ليست عضو في الاتحاد الأوروبي وتتعرض لهجوم هو أول مرة في التاريخ.
وتمنع معاهدات الاتحاد الأوروبي التكتل من استخدام أموال ميزانية الاتحاد الأوروبي للمشاريع العسكرية.
وجاءت أول مساهمة دفاعية لأوكرانيا في شكل آلية بقيمة 500 مليون يورو تم تمويلها بشكل منفصل عن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
كما قدمت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أسلحة إلى أوكرانيا من خلال جهود ثنائية مستقلة عن التكتل.
ويناقش بايدن الصراع في أوكرانيا مع زعماء الاتحاد الأوروبي في قمة اليوم، والذي ستبدأ بعد انتهاء اجتماع قادة الناتو، ومجموعة السبع.
الغرب يتحالف ضد روسيا
علق وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف، على انعقاد القمم الثلاث لمناقشة أزمة أوكرانيا، قائلا إن «الغرب اختار طريق الكراهية ضد الروس، ودعم كييف ضد موسكو، ومد طريق النازية الجديدة».
ولفت لافروف إلى أن «النظام الغربي عليه تحمل مسؤولية جرائمه».
وأضاف خلال مؤتمر صحفي، مشترك مع رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم أن الغرب ينظر إلى أوكرانيا وسلطتها الحالية على أنها سياسة كراهية ضد روسيا، متابعًا: «من خلال تلك الأداة سمح لنظام كييف بالقيام بكل شيء، بما فيها قتل المدنيين ومنع الثقافة والصحف واللغة الروسية، وهو أمر يظهر الكراهية للروس».
وأشار إلى أن الغرب وصل إلى وحدته اليوم عبر محاولاته لتهديد روسيا، معقبًا: «نعلم كيف يتصرف ويعمل الأمريكيون مع الأنجلو ساكسون والدول الأخرى، ونعلم كيفية العمل للوصول إلى تلك الوحدة».
واستشهد لافروف بإعلان رئيس الوزراء البريطانية السابقة تريزا ماي، خلال عام 2018، مسؤولية موسكو عن تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال، وطلبت من دول الاتحاد الأوروبي طرد كل الدبلوماسيين الروس.
وذكر أنه تواصل مع «زملائه» في الاتحاد الأوروبي، بشأن تقديم بريطانيا أية أدلة حول مسؤولية موسكو عن تسميم الجاسوس الروسي، قائلًا إنهم أخبروه بأن لندن لم تقدم أية إثباتات على الأمر.