رواية كولونيا الجديدة.. صرخة إريترية في وجه استعمار القرن الـ21
لا يخلو اسم رواية كولونيا الجديدة، والتي تعد من أبرز الروايات الإريترية لعام 2022 بالعربية من المعاني السياسية العميقة الذي يشير فيها الكاتب الإريتري هاشم محمود إلى هذا النوع من الاستعمار الجديد الذي يحتل بلدان العالم الثالث دون طائرات أو كلفة معدات عسكرية ويستنزف مواردها الاقتصادية دون أن تتكلف خزينته دولار واحد مقابل ذلك، فقط أن تضع نظام حاكم مستبد وحليف للقوى الاستعمارية، ويقوم هذا النظام بكل مهام هيئة الإحتلال دون تكاليف، حيث الرواية تمثل تجسيد حقيقي لهذا الاستعمار الذي تعج به دول إفريقيا.
وتمثل رواية كولونيا الجديدة، صرخة غضب جاءت مهاجرة من الخارج، حيث يعود شاب إريتري وزوجته الأوروبية إلى وطنه الأم إريتريا، وهناك يصطدم بأن البلد بعد الاستقلال احتلها مستعمر جديد يتمثل في هذا “الأخ الأكبر” الذي يستنزف موارد شعبه لصالح القوى الكبرى، وهناك يبدأ النضال مع بعض أصدقاؤه ضد هذا المستبد.
وتنقل رواية كولونيا الجديدة نضالها إلى شوارع القاهرة ضد تلك السلطة الغاشمة، وفي شوارع مدينة الألف مئذنة يختلط بطل الرواية بالحياة المصرية ويستأنف نضاله إلا أنه يعاجله مقتل أحد الأصدقاء.
وتنتهي رواية كولونيا الجديدة بمشهد في أحد أحلام البطل والشعب يحاصر القصر الجمهوري ولم تفلح خطابات "الأخ الأكبر" في إبقاؤه على سدة السلطة مجدداً، وهي من إصدار دار النخبة.
وكُتب الأدب الإريتري الذي تنتمي له رواية كولونيا الجديدة بلغتين أساسيتين وهما العربية و التجرينية اللغتان الرسميتان والوطنيتان في هذا البلد الأفريقي غير أنه يوجد منتجات مكتوبة بالإنجليزية والإيطالية تعود للعهد الاستعماري ولكنها ليست بالكبيرة والمعروفة ولكن أغلب الإنتاج الأدبي المعروف مكتوب باللغة العربية ولكنه بعد الاستقلال اصبح هناك تضييق يمارس ضده نتيجة القمع الممارس من طرف السلطة الحاكمة التي ترى في كل ابداع أنه معرضة للحكم ولذلك تقوم بالتضييق على الادباء والمبدعين.
وكانت السلطات الإثيوبية حينما كانت تحتل اريتيريا ترى في كل عمل يكتب بالعربية هو معاد ومرتبط بالثوار والاستقلاليين فكانت تمنعه وتقمعه فكانت العربية لسان الثورة الناطق لاعتبارات عدة أهمها ضعف اللغة التجرينية وعدم تطورها وأيضا الدعم المستفيض للثورة الإريترية من العرب .