الهجوم الحوثي.. السعودية تستخدم "النفط" سلاح للدفاع ودور إيران في سيناريو حرب اليمن (تفاصيل)
حالة من الارتباك الدبلوماسي تشهده المنطقة العربية والشرق الأوسط بعد انتهاكات الحوثي في اليمن وصولا بالسعودية وإرتكاب عدة هجمات عسكرية في مدينة جدة واستهداف مناطق الطاقة السعودية، خاصة أن المملكة تعُد القوة الاقتصادية في الشرق الأوسط ولها ثقلًا وقوة مهيمنة في "أوبك+".
وبعد استهداف الحوثيين مناطق النفط السعودي، تحرك وبقوة التحالف العربي في اليمن بقيادة السعودية، للرد على انتهاكات الحوثي، حيث أرسلت السعودية طلبا رسميا لمجلس الأمن لعقد اجتماع بشأن هجمات الحوثيين داخل المملكة، خاصة بعد الهجمات الأخيرة التي طالت مدينة جدة الساحلية.
استخدام السعودية سلاح "النفط" في وجه العالم الصامت للانتهاكات الحوثي
ويُشار إلى أن المملكة العربية السعودية هي القوة الاقتصادية في الشرق الأوسط، ولسنوات كانت ثقلاً سياسياً في شؤون المنطقة وقوة مهيمنة في "أوبك+"، وهو تحالف قوي بين منظمة الأقطار المصدرة للنفط وروسيا، كما أنها أيضاً من أكبر مشتري الأسلحة الأمريكية.
وقالت المملكة العربية السعودية في بيان لها يوم الاثنين الماضي، إنها ترفض تحميلها المسؤولية عن أي نقص نفطي في الأسواق العالمية ما دامت منشآتها للطاقة تواجه هجوماً من الحوثيين المدعومين من إيران، وحثّت المجتمع الدولي على بذل مزيد لتأمين الإمدادات.
وتابعت، السعودية لن تزيد من إنتاج النفط لخفض الأسعار حتى تحصل على موقف حازم ضد الحوثيين الذين غالبا ما يشنون هجمات ضد أراضيها بالطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية، قائلة "هذه أولوية للمملكة". وكثفت المملكة الضغوط الاثنين من خلال التلويح باحتمال حدوث نقص في كميات النفط بسبب الاعتداءات، وذلك غداة سلسلة هجمات شنها الحوثيون واستهدفت على وجه الخصوص مصفاة تكرير تابعة لشركة النفط العملاقة أرامكو ما أدى إلى نسف جزء من إنتاجها.
الأزمة الروسية الأوكرانية تثقل أمريكا حملًا في ظل تحفظ السعودية للطاقة
يضيف الغزو الروسي لأوكرانيا مزيداً من التعقيد، إذ أسهم في ارتفاع أسعار البنزين، وهو ما تحرص إدارة بايدن على خفضه قبل أن يتوجه الأمريكيون إلى انتخابات التجديد النصفي التي قد تُسلّم زمام السيطرة على الكونغرس إلى الجمهوريين.
ونأت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بنفسها تدريجيا عن الصراع في اليمن، وذهبت إلى حد شطب الحوثيين من قائمة التنظيمات الإرهابية بهدف تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية التي يعتمد عليها غالبية السكان وعددهم 30 مليونا، إلى اليمن.
وفي بداية التدخل العسكري عام 2015، جمع التحالف بقيادة السعودية تحت جناحه تسع دول، لكنه بات يعتمد بشكل أساسي على الرياض، وبدرجة أقل، على حليفتها الإمارات التي سحبت قواتها من اليمن، لكنّها لا تزال تشن ضربات ضد الحوثيين وتملك نفوذا في البلاد. ونجح التحالف في وقف زحف الحوثيين جنوبا وشرقا، لكنه فشل في طردهم من شمال البلاد خصوصا، لا سيما من العاصمة صنعاء التي دخلوها في 2014.
رد السعودية على هجمات الحوثيين
وقال التحالف في وقت سابق، إن الحوثيين استخدموا مواقع ذات حماية خاصة لمهاجمة منشآت النفط في السعودية.
وذكر التحالف في وقت سابق أنه استهدف مسيرات مفخخة قيد التجهيز في ميناءي الحديدة والصليف، مطالبا الحوثيين بإخراج الأسلحة من المناطق المحمية وأولها مطار صنعاء، مشيرا إلى أن استخدام المناطق المحمية عسكريا يسقط عنها الحماية.
وأكد التحالف استمرار العملية العسكرية لتحقيق مبدأ الأمن الجماعي.
معايير درجات ضبط النفس وإمكانية الحوار بين الأطراف
أعلن التحالف بدء عملية استجابة لتحييد استهداف المنشآت النفطية أو التأثيرِ على أمن الطاقة، وأنها مارست أعلى معايير درجات ضبط النفس لهجمات الحوثيين على المنشآت النفطية، وأفاد التحالف بأن قواته تنفذ ضربات جوية لمصادر التهديد بصنعاء والحديدة، وأن العملية العسكرية ستستمر حتى تحقيق أهدافها.
وأضاف التحالف أن هدفها حماية مصادر الطاقة العالمية من الهجمات العدائية وضمانُ سلاسل الإمداد، وأن على الحوثيين تحمل نتائج السلوك العدائي والعملية العسكرية بمراحلها الأولى.
كما أعلن التحالف العربي في اليمن، ليلة الجمعة إلى السبت، عن اعتراض وتدمير مسيرتين بالأجواء اليمنية أطلقتا باتجاه السعودية، وقال التحالف إن الطائرتين المسيرتين المفخختين انطلقتا من أعيان مدنية ومنشآت نفطية بمدينة الحديدة غرب اليمن.
ودعا التحالف المدنيين لعدم التواجد أو الاقتراب من أي موقع أو منشأة نفطية بالحديدة، مؤكداً على أنه سيتعامل مباشرة مع مصادر التهديد، مشيراً إلى أنه سيجنب الأعيان المدنية والمنشآت النفطية الأضرار الجانبية.
قلق نحو توسع الهجوم الحوثي إلى بلدان أخرى
ويطرح المهتمين بالملف النووي وأيضًا بلدان الجوار، تساؤلات عدة، حول توسع الصراع بين الحوثي في اليمن والسعودية ليطول بلدان أخري، وهو الأمر الذي يطرح على أجندة الكثير، خاصة أن الجماعة الحوثية هاجمت الإمارات خلال الأيام القليلة الماضية.
وأعرب آنذاك، رئيس الفلبين رودريغو دوتيرتي، عن إدانة بلاده واستنكارها للهجوم الإرهابي الذي تعرضت له الإمارات من قبل الجماعة الحوثية، مؤكدا أن هذه الاعتداءات تتنافي مع جميع الأعراف والقوانين الدولية، مؤكدا تضامن بلاده ودعمها للإمارات في الحفاظ على أمنها وسلامة أراضيها.
وذكرت وكالة أنباء الإمارات (وام) أن ذلك جاء خلال اتصال هاتفي أجراه الرئيس الفلبيني، بولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حيث أعرب عن شكره للدعم الذي قدمته الإمارات إلى المؤسسات الصحية في الفلبين لتعزيز جهودها في مواجهة جائحة "كورونا"، مؤكدا حرصه على تعزيز التعاون الثنائي في مختلف القطاعات.