أوكرانيا: سنشن قريباً حرب عصابات ضد روسيا
مع دخول الصراع بين روسيا وأوكرانيا شهرها الثاني، واشتعالها على عدد من الجبهات لاسيما بمحيط كييف، واحتدام في مناطق جنوبي البلاد، توقعت المخابرات الأوكرانية أن تنطلق قريبا حرب عصابات وشوارع ضد الروس.
واتهم كيريلو بودانوف رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، اليوم الأحد، روسيا بمحاولة تقسيم بلاده إلى قسمين لإنشاء منطقة يسيطر عليها الروس بعد فشلهم في السيطرة على البلاد بأكملها، وفق تعبيره.
وأضاف في بيان أن روسيا تحاول إقامة ما يشبه "الكوريّتين واحدة شمالية وأخرى جنوبية في أوكرانيا".
حرب شوارع
إلى ذلك، أكد أن القوات الأوكرانية ستشن قريبا حرب عصابات في الأراضي التي تحتلها القوات الروسية.
كما اتهم موسكو بمحاولة جمع المناطق التي تحتلها على الأراضي الأوكرانية بكيان يشبه الدولة.
تأتي تلك التصريحات فيما يشهد عدد من المدن الجنوبية، معارك طاحنة، وحرب شوارع فعلية لاسيما في ماريوبول الاستراتيجية، التي حوصرت على مدى أسابيع، على وقع قصف روسي عنيف، فيما تسعى القوات الروسية إلى الوصول لتلك المدينة الساحلية، مع المناطق التي تسيطر عليها شرق البلاد.
يذكر أنه منذ انطلاق العملية العسكرية التي وصفتها موسكو بالمحدودة في 24 فبراير الماضي، لم تتمكن القوات الروسية حتى الآن من السيطرة على أي مدينة أوكرانية "كبيرة"، في حين توقعت كييف أن تستأنف الهجمات الروسية بشراسة خلال الأيام المقبلة على جبهات مختلفة.
ودفعت تلك العملية الغرب لا سيما دول الناتو إلى الاستنفار في صف واحد، كما رفعت حدة التوتر الأمني بين الروس والغرب.
كذلك، دفعت الدول الغربية إلى إغداق الأسلحة على كييف، فقد أرسلت حتى الآن صواريخ مضادة للدبابات والطائرات، إضافة إلى أسلحة خفيفة ومعدات دفاع، لكنها لم تقدم أي أسلحة ثقيلة أو طائرات، خوفا من توسع الصراع بما لا تحمد عقباه.
أخبار أخرى..
الجيش الروسي يخطط لإخضاع إقليم دونباس وتحركات عسكرية من مسارين
يبدو أن الجيش الروسي يحاول تطويق القوات الأوكرانية التي تقاتل في المناطق الانفصالية في الجزء الشرقي من البلاد "إقليم دونباس"، بحسب وزارة الدفاع البريطانية.
وقالت الوزارة في بيان استخباراتي موجز صدر صباح الأحد إن القوات الروسية تتقدم جنوبا من المنطقة المحيطة بخاركيف وشمال ماريوبول.
وأضافت أن ساحات القتال في شمال أوكرانيا لا تزال "صامدة إلى حد كبير"، حيث أعاقت الهجمات المضادة الأوكرانية جهود روسيا لإعادة تنظيم قواتها.
وذكرت الوزارة في بيان موجز سابق صدر ليلا أن روسيا واصلت قصف أهداف في جميع أنحاء أوكرانيا، العديد منها من المناطق المكتظة بالسكان.
وأوضحت أن روسيا تعتمد على الصواريخ المنصوبة بعيدا التي يتم إطلاقها من داخل أراضيها لتقليل تعرض الطائرات لنيران الأسلحة الأوكرانية المضادة للطائرات، لكنها قالت إن قلة مخزون هذه الأسلحة ستجبر روسيا على "العودة إلى استخدام صواريخ أقل تطورا أو قبول المخاطرة بطائراتها".
صواريخ على كييف ولفيف
من جانبه، قال مستشار وزارة الداخلية الأوكرانية فاديم دينيسينكو، الأحد، إن روسيا بدأت في تدمير مخازن الوقود والأغذية الأوكرانية، مما يعني أن الحكومة ستضطر إلى وضع هذه المخزونات في أماكن متفرقة في المستقبل القريب.
وذكر دينيسينكو في حديث للتلفزيون المحلي أن روسيا تجلب قوات إلى الحدود الأوكرانية بالتناوب ويمكن أن تقوم بمحاولات جديدة للتقدم في اجتياحها لأوكرانيا.
وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن صواريخ عالية الدقة دمرت مستودعا للصواريخ قرب كييف.
وأوضحت أن قواتها قصفت أهدافا عسكرية في مدينة لفيف في غرب أوكرانيا بصواريخ كروز عالية الدقة.
وأضافت الوزارة أنها قصفت مستودع وقود تستخدمه القوات الأوكرانية قرب لفيف بصواريخ بعيدة المدى واستخدمت صواريخ كروز في ضرب منشأة بالمدينة تستخدم في إصلاح النظم المضادة للطائرات ومحطات رادارات ودبابات.
وتابعت الوزارة في بيان "القوات المسلحة في روسيا الاتحادية تواصل أعمالها الهجومية في إطار العملية العسكرية الخاصة".
وقالت إن روسيا استخدمت صواريخ بعيدة المدى منشورة في البحر في تدمير ترسانة تضم صواريخ إس-300 وأنظمة صواريخ بي.يو.كيه المضادة للطائرات كما دمرت عددا من الطائرات المسيرة.
قصف منشأة أبحاث نووية بخاركيف
وفي السياق، ذكرت هيئة التفتيش النووية الأوكرانية أن روسيا قصفت من جديد منشأة للأبحاث النووية في خاركيف، مشيرة إلى أن القتال يجعل من المستحيل تقييم الأضرار.
وأضافت الهيئة أن المفاعل التجريبي في معهد خاركيف للفيزياء والتكنولوجيا تعرض للقصف، السبت.
كانت السلطات الأوكرانية ذكرت في وقت سابق أن القصف الروسي دمر مبان في منشأة خاركيف، لكن لم يحدث تسرب إشعاعي.
وتستعمل منشأة المصدر النيوتروني المشيدة حديثا لإجراء بحوث وإنتاج النظائر المشعة لأغراض طبية وصناعية.
كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قالت إن المواد النووية في المنشأة ليست خطيرة، وأن مخزون المواد المشعة منخفض للغاية، ما يقلل من مخاطر حدوث تسرب إشعاعي.
وتحاصر القوات الروسية خاركيف منذ بداية الاجتياح، وتعرضت مبانيها السكنية وبنيتها التحتية الحيوية لقصف متكرر.