الطاهر أبو هاجة: زيارة رئيس مجلس السيادة الانتقالي للقاهرة "تاريخية"
أكد العميد دكتور الطاهر أبو هاجة المستشار الإعلامي لرئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، أن زيارة رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة لجمهورية مصر العربية تأتي في منعطف تاريخي مفصلي على المستويين الإقليمي والدولي.
واكد أن العلاقات السودانية المصرية علاقات صلبة وقوية ومستمرة في نموها وتطورها، وأنها ترتكز على رصيد تاريخي ومصير واحد وجسد يضخ دمه من قلب واحد فالأمن القومي لمصر هو الأمن القومي للسودان والأمن القومي للسودان هو الأمن القومي لمصر.
وقال سيادته أن الدولتان تمثلان أقوى وأنجح نموذج للتكامل الذي يعود بالنفع والإستقرار والمستقبل الزاهر للشعبين.
كما أكد سيادته أن السودان يعتبر العمق الإستراتيجي الحيوي لمصر وأن ما يحدث هنا له أثر كبير وبالغ هناك وما يحدث هناك له أثر بالغ هنا.
وأشار إلى التنسيق المحكم بين البلدين وعزا ذلك إلى تفهم القيادتين لطبيعة هذه العلاقة.
وأبان أنه تنسيق يتعامل مع الواقع بعقل إستراتيجي منفتح بما يحقق الرفاه والإستقرار وأمن البلدين.
ويتمثل ذلك في تعزيز التعاون الإقتصادي وتطوير المشروعات المشتركة وبروتوكولات التدريب والتعاون العسكري وبناء القدرات في كافة الأصعدة والمجالات.
تفاصيل لقاء رئيس مجلس السيادة السوداني مع السيسي
أصدرت الخرطوم والقاهرة، بياناً مُشتركاً مساء اليوم، حول زيارة رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إلى مصر.
واستقبل الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، اليوم في قصر الاتحادية، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، وعُقدت جلسة مُباحثات مُنفردة أعقبتها جلسة مُوسّعة ضمت وفدي البلدين.
واستعرض الرئيس السيسي مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي، مُجمل العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث تم الإعراب عن الارتياح لمُستوى التنسيق القائم بين الجانبين، مع تأكيد أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة التبادل التجاري بما يرقى إلى مُستوى الزخم القائم في العلاقات السياسية والروابط التاريخية التي تجمع الشعبين الشقيقين لوادي النيل.
وقرر الرئيس السيسي مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي، تعظيم جُهُود تحقيق التكامل الزراعي والربط السككي والكهربائي بين البلدين، إلى جانب تَعميق التعاون المشترك على الصعيدين الأمني والعسكري، بما يُساهم في تحقيق مصالح البلدين والشعبين.
وأكد الرئيس السيسي مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي، في هذا الإطار على إدراك مصر الكامل للظرف الدقيق الذي يمر به السُّودان حالياً، وضرورة العمل المُشترك على ألا تؤثر التطوُّرات الجارية في الساحة الدولية على جهود دعم السودان لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي في البلاد، مـع استمرار مصـر في إرسال حزم المساعدات والدعم اللوجستي والإنساني للسودان، إلى جانب تقديم الدعم الفني للكوادر السودانية وتفعيل كافة برامج التعاون الثنائي، وذلك انطلاقاً من مُساندة مصر غير المحدودة للسودان في كل المجالات وعلى مُختلف الأصعدة، وكذا الارتباط الوثيق للأمن القومي المصري والسوداني.
وأعرب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عن اعتزازه بالتقارب الشعبي والحكومي الراسخ بين مصر والسودان، مشيداً في هذا الصدد بالجهود المتبادلة للارتقاء بأواصر التعاون المشترك بين البلدين، والدعم المصري الصادق والحثيث من خلال مختلف المحافل للحفاظ على سلامة واستقرار السودان، ومشدداً في هذا الخُصُوص على وجود آفاق رحبة لتطوير التعاون المُشترك بين البلدين الشقيقين، وحرص السودان على توفير المناخ الداعم لذلك في مختلف المجالات التنموية الاستراتيجية، فضلاً عن تعويله على الاستفادة من نقل التجربة المصرية في الإصلاح الاقتصادي وتدريب الكوادر السودانية والمُساعدة على مُواجهة التحديات في هذا الصدد، بما يعكس عُمق العلاقات بين البلدين.
تم التباحث بين الرئيس السيسي مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي بشأن شؤون الجالية السودانية
كما تم التباحث بين الرئيس السيسي مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي بشأن شؤون الجالية السودانية في مصر العربية، حيث أعرب الجانب السوداني في هذا الإطار عن التقدير للرعاية الكريمة التي تُحظى بها، في حين أكّد الجانب المصري على الترحيب الدائم بالجالية السودانية الشقيقة في بلدهم الثاني مصر وشمولهم بكافة أوجه الرعاية في ظل صلة الدم والرحم المُمتدّة في أعماق التاريخ بين شعبي وادي النيل.
وفيما يتعلق بآخر مستجدات الأوضاع الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، تباحث الجانبان بشأن تطوُّرات ملف سد النهضة، حيث تم التوافق حول استمرار التشاور المُكثّف والتنسيق المُتبادل في هذا السياق خلال الفترة المُقبلة، مع التأكيد على الأهمية القُصوى لقضية المياه بالنسبة للشعبين السوداني والمصري باعتبارها مسألة أمن قومي، ومن ثم تمسّك البلدان بالتوصل إلى اتفاق قانوني عادل ومنصف وملزم لعملية ملء وتشغيل السد، بما يحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف.
على صعيد آخر، شدد بين الرئيس السيسي مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي على ضرورة الحفاظ على استقرار ليبيا ووحدة وسلامة أراضيها، وأكدا على دعم كافة الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي (ليبي ليبي)، وأن تتّفق جميع الأطراف الليبية مع بعضها البعض على الانطلاق نحو المستقبل بما يحقق مصلحة ليبيا وشعبها دون أي إملاءات أو تدخلات خارجية، فضلاً عن أهمية دعم دور مؤسسات الدولة الليبية واضطلاعها بمسؤولياتها. كما أكد الجانبان على ضرورة خروج القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب في مدىً زمني محدد تنفيذاً للقرارات الأممية والدولية والإقليمية ذات الصلة، بالإضافة إلى ضرورة استمرار لجنة 5+5 العسكرية المشتركة في عملها والتزام كافة الأطراف بوقف الأعمال العسكرية حفاظاً على أمن واستقرار ليبيا ومقدرات شعبها.