رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

"الثلاثية" و"خان الخليلي" و"بين القصرين".. روايات نجيب محفوظ صورة طبق الأصل لرمضان

نشر
الأديب المصري الراحل
الأديب المصري الراحل نجيب محفوظ

تناول الكثير من الكتاب والأدباء في كتابتهم شهر رمضان المبارك بأجواءه المصرية المميزة، ولكن الأديب المصري الكبير الراحل نجيب محفوظ استطاع أن ينقل صورة مطابقة للأصل لشهر رمضان في أكثر من عمل أدبي.

 

رواية «الثلاثية»

وتعد رواية «الثلاثية» من أكثر الروايات التي عبرت عن الشهر المبارك، حيث تحدث نجيب محفوظ فيها عن عادات بعض أبناء الطبقة الأرستقراطية فى هذا العصر من الاحتفال الظاهري بشهر رمضان دون الالتزام بتقاليده ولا عباداته، أما في «المرايا» فقد تناول نجيب محفوظ عادات الأطفال فى اللعب واللهو فى رمضان.

 رواية «خان الخليلي»

 وتبقى رواية «خان الخليلي» العلامة الكبرى في أدب نجيب محفوظ التي تصلح بالفعل أن تكون مرجعا للحياة الاجتماعية الشعبية فى رمضان، حيث حرص على نقل أدق تفاصيل حياة الأسرة المصرية، وفيها يقول: "‫وجاء مساء الرؤية، وانتظر الناس بعد الغروب يتساءلون وعند العشي أضاءت مئذنة الحسين إيذانا بشهود الرؤية وقد اجتزأوا بالإضاءة عن إطلاق المدافع لظروف الطوارئ وازينت المئذنة بعقود المصابيح مرسلة على العالمين ضياء فطاف بالحي وما حوله جماعات مهللة هاتفة «صيام صيام كما أمر قاضي الإسلام فقابلتها الغلمان بالهتاف والبنات بالزغاريد، وشاع السرور في الحي كأنما حمله الهواء الساري".

وفي حوار إذاعي، قال نجيب محفوظ، إن أسرته انتقلت في شبابه إلى شارع رضوان شكري بحي العباسية لكنه لم يفقد علاقته بمعشوقته "الجمالية"، كان يزورها باستمرار فى شهر رمضان مع والدته لزيارة "الحسين" وأولياء الله الصالحين، ومع أصدقائه الجدد، يقطعون المسافة من العباسية إلى هناك مشيا على الأقدام، وحينما يتذمر أحدهم يقنعه محفوظ قائلًا : "رمضان له مذاق خاص فى الحسين".

واعتاد نجيب محفوظ أن يتوقف عن الكتابة في شهر رمضان، فكان يستغل تلك الأيام في الاستمتاع بروحانية الشهر، والانغماس فى القراءات المختلفة الدينية والسير والتراجم عن الدولة الإسلامية، وعن الفلسفة والشعر الصوفى خاصة فى التوقيت ما بين العصر والمغرب، وكان يقول "قراءة الشعر الصوفى فى حالة الصيام تجربة فريدة".

رواية «بين القصرين»

في رواية «بين القصرين»، أول أجزاء ثلاثية نجيب محفوظ قدم نجيب محفوظ حوارًا بين عائشة وخديجة ابنتا السيد أحمد عبد الجواد، حيث تسخر خديجة من نحافة عائشة، وتتهمها بأنها تفطر في رمضان ولذلك لا يبارك لها الله، فقالت خديجة لعائشة:"كلنا نصوم رمضان إلا أنت، تتظاهرين بالصوم، وتندسين فى حجرة الخزين كالفأرة وتملئين بطنك بالجوز واللوز والبندق، ثم تفطرين معنا بنهم يحسدك عليه الصائمون ولكن الله لا يبارك لك".