أردوغان يتدخل لفتح ممر إنساني ولقاء قريب بين بوتين وزيلينيسكي في تركيا
أكدت وزارة الدفاع الروسية إنها استجابت لطلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وفتحت ممرًا إنسانيا في مدينة ماريوبول الأوكرانية لإجلاء المدنيين، وسط توقعات بلقاء قريب بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولدومير زيلينيسكي.
وأوضحت الوزارة أن أن الممر الإنساني تم فتحه صباح اليوم لإجلاء المدنيين الأوكرانيين والأجانب الموجودين في المدينة، مشيرة إلى أنه يمكن للمواطنين الأجانب الانتقال من ماريوبول إلى بيرديانسك عبر الممر الإنساني، ومنها إلى المناطق الخاضعة لسيطرة أوكرانيا أو إلى شبه جزيرة القرم الواقعة تحت سيطرة روسيا.
وفي سياق آخر أكد الوفد الأوكراني المفاوض أن مشاورات مباشرة قريبة بين الرئيسين الروسي والأوكراني برعاية تركية.
وقال عضو الوفد المفاوض الأوكراني، دافيد أراخاميا، إنه تم توسيع مسودة السلام مع روسيا بشكل كاف بحيث يسمح بإجراء مشاورات مباشرة بين رئيسي البلدين في إسطنبول أو أنقرة.
وأضاف في تصريح له أن الروس وافقوا شفويا على مسودة السلام التي اقترحتها أوكرانيا خلال المفاوضات التي استضافتها مدينة إسطنبول التركية أواخر مارس/ آذار الماضي، باستثناء مشكلة شبه جزيرة القرم (الأوكرانية التي ضمتها روسيا إليها في 2014).
وأشار أراخاميا إلى ان “الجانب الروسي أكد أن مسودة الوثيقة قد تم توسيعها بشكل كافٍ بحيث تسمح لإجراء مشاورات مباشرة بين زعيمي أوكرانيا وروسيا”.
وأوضح أن المهة الآن هي نقل القضايا التي تطرقنا إليها من قبل إلى المرحلة النهائية والتحضير لاجتماع محتمل لرئيسي البلدين، لافتا إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تحدث (هاتفيا) إلى كل من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وختم أن أردوغان أبدى استعداد بلاده لاستضافة لقاء بوتين وزيلينسكي، مستدركا أنه ليس معروفا بعد موعد لقاء الرئيسين.
أردوغان يدعو بوتين أن يكون صانع سلام
وفي وقت سابق دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأن يتخذ خطوة مشرفة وأن يكون صانع سلام.
غير أن مراقبين رأوا أن تصريحات أردوغان حملت معاني خفية غير التي فهمها العالم خاصة أن تركيا لم تغير موقفها من الأزمة الروسية الأوكرانية.
وفي هذا السياق يقول الكاتب والباحث في الشأن التركي سعيد الحاج في مقال له أن تصريح أردوغان يحمل ثلاثة معاني، أولها أن الرئيس يحاول استثمار العلاقات الشخصية الجيدة بينه وبين بوتين لحل الأزمة، مشيرًا إلى أن الرجلين تجاوزا معًا الكثير من الاشكاليات أكثر من مرة لا سيما في سوريا.
المعنى الثاني الذي يحمله تصريح أردوغان -وفق الحاج- هو أن بوتين هو من بدأ الحرب وبالتالي عليه مسؤوليا وقفها، في حين كان التصريح إشارة إلى أن روسيا هي الطرف الأقوى ما يعني أن قرارها بوقف الحرب والتوجه لحل سياسي مستدام سيكون له وقعه وتأثيره.
أما المعنى الثالث فهو أن الرئيس أردوغان يحاول تقديم لصديقه بوتين سلما للنزول عن الشجرة بشكل لا يستعدي بوتين ولا يلامس حساسياته، وذلك نظرا لتطورات الحرب الميدانية وتباطؤ التقدم الروسي في الفترة الأخيرة والعقوبات الاقتصادية عليها.