مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

مطر بن لاحج: الإمارات تمتلك رصيدًا متميزًا في الصناعات الإبداعية

نشر
الأمصار

يستشرف الفنان العالمي الإماراتي مطر بن لاحج، المستقبل من خلال تصاميمه وأعماله النحتية، عبر أطروحات فاقت كافة التوقعات منذ البدايات، فهي معاصرة الملامح، جريئة الطرح، وعميقة المضمون، تطارد الابتكار، وتتقن لغة المستقبل باحترافية التكوين الفخور بحضارته العربية المعتقة بجماليات الخط العربي على خريطة التراث الإسلامي، ضمن منظومة الإبداع المحلي والعالمي.

 ويرى بن لاحج أن الإبداع سمة مميزة لاقتصادات القرن الحادي والعشرين، ويعتمد «عميد فنون المستقبل في الإمارات»، ثنائية الإنجاز والإبهار في هيكلية الفنون البصرية من منظور بحثي، يغرس مواطن التفرد، التي طوقت الصناعات الإبداعية المحلية، كنمط أصيل في فلسفته.

وفي السياق، فقد شكل افتتاح متحف المستقبل، أجمل مبنى على وجه الأرض، منعطفاً جديداً في مسيرة مطر بن لاحج، الذي وضع بصماته الاستثنائية في تطويع الخط العربي لترجمة أقوال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عبر المبني الأكبر في العالم، من خلال السطح الخارجي المنقوش بخط الثلث العربي، ما يضعنا اليوم أمام العديد من التساؤلات منهجية التأثير حول ماهية الأشكال الفنية غير المسبوقة، التي قد تنطلق من الإمارات، وتعكس هويتها وعراقة تاريخها، وكيف يؤسس الفنان الإماراتي لمسيرة حافلة بالإنجازات من منظور إبداعي وثقافي ملهم.

متحف المستقبل

أكد مطر،  في حديثه أن «متحف المستقبل» في دبي صور عمله المزخرف بجماليات الخطوط العربية، موضحاً أن الفضل يعود إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، صاحب فكرة بناء المتحف، حيث استلهم الفنان إرادة سموه ورؤيته، واستخدم مقولاته بشكل أساسي، إلى جانب عبارات عربية أخرى، وعمل على إبراز خط الثلث وحروفه، التي استخدمها في تصميم اشتغل عليه لأكثر من 4 أشهر، مستنداً إلى خبرته في العمارة والتصميم، ووعي العلاقة بين الكتلة والفراغ، وخامات البناء من معدن وزجاج وغيره، الأمر الذي ساعد على إنجاز المتحف بشكل متقن.

وأضاف مطر: تم استدعائي لأقدم فكرة، وبعد دراسة مستفيضة، قدمت عدة تصاميم، وتم تسخير كافة السبل لإنجاز المهمة، كما أن لديّ خلفية في فن المعمار، ساعدتني على تنفيذ التصميم بشكل احترافي، وكان متحف المستقبل نقلة بالنسبة لي، وقد اعتمدنا على مقولات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في التطوير وبناء المستقبل، وكان الغلاف الأساسي من «الستانلس ستيل»، والخط بالزجاج، والمدخل هو الأكبر في احتوائه على الخط العربي، واعتمدنا على خط الثلث، كما أن التكنولوجيا لعبت دوراً في طريقة وضع الخط على المبنى.

وفي ما يتعلق بارتباطه الوثيق بالخط العربي كإحدى أيقونات الجمال الخالد، وأحد مكونات مستقبل الفنون المعاصرة يقول مطر: لكل فنان عالمه الداخلي ومناطقه العاطفية الخاصة، التي تبدأ فيها أفكار مشاريع أعماله الفنية، والفنان العربي صاحب إرث لغوي وحضاري عريق، يستند إليه في حبه للغته الأم، وعلاقته بالخط كعمق فني وحروف هي كالكواكب والنجوم في سماوات الفنان، وكنمط فني مغاير غير تقليدي لبناء أفق جديد لعرض الخط العربي، بما يعكسه من قدسية اللغة نفسها، والحركة التي تميزه، فما من إبداع ممكن، أياً كان مجاله، إلا وكانت الحركة عنصراً أساسياً فيه، إلى جانب التوافق بين الأحاسيس والخط، حيث تقود الحركة دائماً إلى مكافئة لا تثمن، وتعطيني الخطوط التي أحلم بها أو أكثر من ذلك، بل تعطي خطوطاً لم أكن أحلم بها، فتزيد من التعرف على الذات. وعلى كل ما هو مغمور في الأعماق من صور منسية من الذكريات الأولى للطفولة، التي سجلها القـلب وانغلق عليها، والتي لن تعود إلا عن طريق التعبير الفني.

ويؤكد مطر أن رؤيته للفن التشكيلي والفنون البصرية في الإمارات بوجه عام، تتمحور حول توفر المعطيات اللازمة لمناقشة هذه الأطروحات وفلسفتها الجذابة من منظور عالمي أيضاً، والتي ترتكز على موهبة الفنان وحرفته في صون تراثه وثقافته وترجمتها عبر أعمال تراعي الابتكار وتتدثر بالحداثة، وترتقي بالبساطة في الطرح، وفي الوقت ذاته معتقة بالسرد القصصي لتكوين العمل الأصيل، الذي يحظى بتقدير الجمهور، ويؤسس لطابع جديد مؤثر.

ويتابع مطر: نحن في الإمارات كفنانين نسعى إلى وضع الفنون البصرية والتشكيلة على إنجاز أعمال متفردة لا تقاس بحجم المنتج، بقدر ما تهتم بنوعية وصفات العمل، الذي يواكب أيضاً طموحات وخطط القيادة الرشيدة، واستراتيجياتها للسياحة الإبداعية والفنية، ضمن منظومتها الشاملة للثقافة والفنون في دولة الإمارات، التي كونت لنفسها اسماً لامعاً بخطوط عريضة لماهية الابتكار والإبداع، ضمن خريطة الفنون العالمية، وأعتقد أن المواهب القادمة تمتلك الكثير من الأفكار والخيال الحالم القادر على اكتساب المهارات، واستيعاب المتغيرات خلال مسيرة التعليم والاجتهاد، وبالتالي المنافسة ومواجهة التحديات بكل ثقة واقتدار، فنحن، والحمد الله، ننتمي لدولة الإمارات التي تؤمن بقدرات شعبها وسعيه الدؤوب للمساهمة في إبراز هويتنا، ضمن بوتقة فنون المستقبل.

ويضيف مطر: إن البيئة التنافسية لدولة الإمارات تضعنا كفنانين أمام الكثير من التحديات حول طريقة طرحنا للفنون من أبعاد كثيرة ومعقدة، ضمن حراك الفنون العالمية، وذلك يتطلب الكثير من التجريب والممارسة، وكذلك البحث الدقيق عن منهج أولي، تنطلق منه فكرة العمل الذي يكون موضع ترقب وتوقعات من قبل جمهور الفنون في كثير من الأحيان، كونه مرتبطاً بشهرة صاحب العمل، وقياساً على ذلك يمكننا التنبؤ بمستقبل الفن في دولة الإمارات خلال السنوات المقبلة، ذلك لأن ‬الفن ‬متجذر ‬تماماً ‬في ‬واقعنا المعاصر محلياً وعالمياً، ‬ويتأثر ‬شكله ‬وموضوعه ‬بتطور ‬التكنولوجيا، ‬وبالمناخ ‬السياسي ‬والاقتصادي ‬والاجتماعي، ‬وبالتقلبات ‬وعدم ‬اليقين، ‬وبالتعقيد ‬والغموض ‬الذي ‬يلف ‬ظروف ‬الحياة ‬المستقبلية، ‬وهناك ‬توجه ‬كبير ‬نحو ‬التنبؤ ‬بمستقبل ‬الفن، ‬ولتحقيق ‬ذلك، ‬يتم ‬اعتماد ‬البحث ‬النوعي ‬والكمي، ‬الذي ‬يحدد ‬مسار ‬التنمية ‬في ‬مجالات ‬التكنولوجيا ‬والمجتمع ‬والاقتصاد ‬والبيئة ‬والاتصالات.