من الحكواتي إلى أهلة النوافذ.. رمضان في الأردن له مذاق خاص
تعد مظاهر الاحتفال في الأردن لها نكهة خاصة، ومختلفة عن الكثير من البلاد الأخرى، وتستمد قوتها من تقاليد وعادات موروثة لمئات السنين.
زينة رمضان في الأردن
تتجلى روح رمضان في الشوارع والمحلات التجارية والمنازل،إذ تتزين واجهات المحلات والأبواب والشبابيك بأشكال مختلفة من الألوان الزاهية إضافة إلى ديكورات المنازل التي تبدل أغطية الطاولات والمفارش والأواني بما يتناسب مع مظهر الاحتفال بشهر رمضان الكريم .
الفانوس وهلال رمضان
تعتبر الزينة والفوانيس من المظاهر الاحتفالية التي تميز هذا الشهر المبارك في الأردن، حيث تقبل الأسر، تعبيرا منها عن فرحتها وسعادتها بمقدم شهر الصيام، على اقتناء “الفوانيس” للأطفال، والقناديل المختلفة الألوان والأشكال، إضافة إلى ما يعرف بـ “هلال رمضان” الذي هو عبارة عن شريط كهربائي على شكل هلال تتوسطه نجمة تزين بها الشوارع ومداخل وشرفات المنازل، التي تتحول طيلة ليالي رمضان إلى ما يشبه لوحة بانورامية جميلة متعددة الألوان وزاهية الأطياف.
الحكواتي
يعتبر "الحكواتي" من العادات الشعبية التقليدية في الأردن، وهو شخص امتهن سرد القصص، في المنازل والمحال والمقاهي والطرقات، كان يحتشد حوله الناس قديماً، كان لا يكتفي بسرد أحداث القصة بتفاعل دائم مع جمهوره، بل يدفعه الحماس لأن يجسد دور الشخصية التي يحكي عنها بالحركة والصوت.
وحظيت مهنة الحكواتي بشعبية كبيرة خاصة في شهر رمضان، جعلتها جزءً من التراث الشعبي في هذه البلاد واشتهرت الأردن شهرة كبيرة ب الحكواتي فلا يوجد مقهى من مقاهي مدينة دمشق التراثية قديما الا وبه حكواتي حيث أصبح الحكواتي من التراث الشعبي.
اختفت هذه العادة التقليدية في مدينة عمان مع ظهور التلفاز والراديو والأجهزة التكنولوجية الحديثة، ولكنها عادت بشكل عصري في عمان خلال السنوات الأخيرة، وبدأت المراكز الثقافية تخصص أمسيات ليلة لفن "الحكواتي".
ويحاول الكثير من شباب الأردن إعادة إحياء لهذه العادة والتراث العظيم من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وجذب الشباب لفن السرد القصصى من جديد.
المسحراتي
يظهرالمسحراتي في أماكن محددة، ويقوم بشكل تطوعي أو دافع ديني شخصي، حيث يحمل كل ليلة طبلته القديمة ويسير فجراً بين الأزقة والحواري ويردد «لا إله إلا الله..اصح يا نايم.. وحد الدايم».
وفي الأيام الأخيرة لرمضان يردد المسحراتي بعض الأهازيج الخاصة بوداع الشهر الكريم.
أما مدفع رمضان الذي كان يعتبر مظهر من مظاهر الاحتفال بشهر الصيام وما زال موجوداً في بعض الدول فقد اعتمد منذ عهد الأمارة في شرق الاردن كمؤشر لحلول موعد الأفطار وكان المدفع عبارة عن قذيفة من الورق والخرق تدفع بالقليل من البارود عبر فوهة مدفع قديم تدفع بالقليل من البارود فيحدث صوتاً يسمعه كل من في المدينة ،وكان لصوته صدى من السعادة والفرح وكان موقعه في جبل القلعة التاريخية
وفي الأردن تظهر العادات الدينية والاجتماعية الأصيلة أبرزها الشعور مع الفقراء والأيتام وما يتبعه من عادات تصب في صالح الحياة الاجتماعية العامة، من أولوياتها طوال شهر رمضان.